ترامب يقرّ للمرة الأولى بفوز بايدن.. ويتراجع متحدثاً عن «انتخابات مزورة»
أثار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، جدلاً، أمس، بتغريدات اعتبرتها وسائل إعلام عالمية إقراراً للمرة الأولى بفوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة التي أجريت في الثالث من نوفمبر، لكنه عاد للتمسّك بموقفه الرافض للتقديرات الإعلامية التي تفيد بفوز منافسه، مكرراً ادعاءاته بالتلاعب بنتيجة الانتخابات، يأتي ذلك غداة تظاهر آلاف من مناصري الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في واشنطن، للتعبير عن «محبتهم»، في أجواء احتفالية مع بعض الصدامات.
وتفصيلاً، كتب ترامب في تغريدة على «تويتر»، صباح أمس: «لقد فاز لأن الانتخابات زُوّرت»، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام عالمية إقراراً، للمرة الأولى، بفوز منافسه في انتخابات الرئاسة، لكنه كرر ادعاءاته بالتلاعب بنتيجة الانتخابات.
وجاء في تغريدة ترامب: «لقد فاز لأن الانتخابات زوّرت، لم يسمح للمراقبين والملاحظين بالوجود، الأصوات تم احتسابها من قبل شركات يملكها اليسار الراديكالي، مثل دومينين ذات السمعة السيئة، والمعدات الرديئة التي لم تعتبر مؤهلة في تكساس التي فزت بها بفارق كبير، بالإضافة إلى الإعلام المزيف والصامت وغير ذلك الكثير».
لكن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته عاد وأطلق، بعد ساعات، تغريدة أخرى جاء فيها: «فاز (بايدن) فقط في نظر الإعلام المضلل، لا أقر بأي هزيمة! الطريق طويل أمامنا، هذه الانتخابات مزوّرة!».
وجاءت هذه التغريدة بعد دقائق من تغريدة سبقتها، جاء فيها أن «الانتخابات مزوّرة، سنفوز!».
ويقول مساعدو ترامب إنه يستعد لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من أن عمليات الفرز تظهر فوز بايدن.
ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات، وهو أعلن مراراً أنه يعتزم قلب النتائج عبر تقديم طعون قضائية، وذلك على الرغم من عدم بروز أي دليل على تزوير واسع النطاق قد يكون شاب انتخابات الثالث من نوفمبر.
لكن بدا أن الكلمتين الأوليين من تغريدته الصباحية، بعد يومين من قوله إن «الوقت سيبيّن» ما إذا سيبقى رئيساً، تعكسان توجهاً لديه للإقرار بالهزيمة.
وأرفقت إدارة منصة «تويتر» العديد من تغريدات ترامب، التي أطلقها في نهاية الأسبوع، بإشارة تحذّر المتابعين من عدم دقتها.
وقال الكاتب السياسي في شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أوبراي أليغريتي، إن «التغريدة تعد إقراراً مهماً من ترامب، رغم أنه رفض اتباع التقاليد المتعارف عليها في قبول النتيجة».
وركزت وكالة «رويترز» على أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها ترامب، على ما يبدو، بفوز بايدن.
لكن بعد أقل من نصف ساعة، غرد ترامب بثلاث كلمات لإزالة اللبس الذي وقعت فيه وسائل الإعلام، بقوله: «إنها مزورة، سنفوز».
ثم أتبعها بتغريدة أخرى: «لقد فاز فقط في عيون إعلام الأخبار المزيف، لم أعترف بأي شيء! لدينا طريق طويل لنسلكه، كانت انتخابات مزورة».
وكان ترامب أكد، مساء أول من أمس، أن هناك أدلة هائلة على انتشار تزوير واسع النطاق في فرز الأصوات، ضمن الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات، بينها ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا.
وقال: «هناك أدلة مقنعة على تزوير واسع النطاق يخصّ نتائج التصويت، وتثبت بشكل قاطع أن مراقبينا ومتابعينا الانتخابيين الجمهوريين لم يُسمح لهم بحضور غرف فرز الأصوات».
وشدد ترامب على أن هذا «التزوير» حصل في «ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا وولايات أخرى»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «غير دستوري».
وبرفضه الاعتراف بالهزيمة والتشكيك في نزاهة الانتخابات، من دون أدلة واضحة حتى الآن، نجح ترامب في إلهاب مشاعر أنصاره، الذين تجمعوا بأعداد كبيرة في أماكن عدة من الولايات المتحدة.
وفي ساحة الحرية بالعاصمة واشنطن، بدا كثيرون واثقين بأن ترامب سيستمر في منصبه رئيساً للولايات المتحدة، رغم أن النتائج أشارت إلى تفوق كبير لبايدن، الذي بدأ يستعد بالفعل لدخول البيت الأبيض.
وتجمّع ما لا يقلّ 10 آلاف شخص في ساحة «فريدوم بلازا»، على مقربة من البيت الأبيض، رافعين الأعلام الأميركية، ومعتمرين قبعات حمراء كُتب عليها شعار ترامب: «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، وحاملين لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة».
وهذا المشهد غير مألوف من قبل في العاصمة الفيدرالية الأميركية، التي صوّتت في الثالث من نوفمبر بأكثر من 90% من الناخبين لصالح الديمقراطي جو بايدن، الذي لايزال ترامب وداعموه الرئيسون يرفضون الاعتراف بفوزه الذي أُعلن منذ أسبوع.
وجاء آخرون من مناطق بعيدة، للمشاركة في هذا التجمع الذي دعت إليه في بعض من الالتباس، مجموعات مختلفة من بينها مجموعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة.
واكتفى الرئيس المنتهية ولايته، الذي ألمح في اليوم السابق في تغريدة إلى أنه قد يأتي لإلقاء التحية عليهم، بمرور مقتضب مبتسماً لهم من نافذة سيارته المصفحة، لدى خروجه من البيت الأبيض للتوجه إلى نادي الغولف.
وكتب على «تويتر»: «مئات آلاف الأشخاص يُظهرون دعمهم في واشنطن، لن يقبلوا بانتخابات مزوّرة وفاسدة!»، مبالغاً بأعداد المشاركين في التجمع.
وذهبت المتحدثة باسمه، كايلي ماكيناني، إلى أبعد من ذلك، فتحدثت عن مشاركة «أكثر من مليون شخص» في التجمع.
في وقت لاحق، تحدث ترامب في تغريدات أخرى مجدداً عن تزوير، مؤكداً أن قراصنة نجحوا في التسلل إلى بعض الماكينات الانتخابية، واشتكى من التحيز الإعلامي في التقارير بشأن التظاهرة.
وأُقيم التجمع في أجواء مماثلة لتلك التي كانت سائدة خلال التجمعات الانتخابية مع موسيقى وبائعين، ولم يكن معظم المتظاهرين يضعون كمامات، ويقول هؤلاء إنهم لايزالون يعتقدون أنه من الممكن أن يفوز الجمهوري بولاية ثانية. وكانت المتاجر في وسط العاصمة، التي قُطعت الطرقات فيها أمام حركة السير، محصنة إلى حدّ كبير خلف صفائح خشبية، إذ إن الإعلان عن تظاهرات مضادة أثار الخشية من مواجهات رغم انتشار الشرطة بشكل كبير.
وحصلت بعض الصدامات بين مؤيدين ومناهضين لترامب، لكن من دون تداعيات كبيرة.
وأعلنت شرطة واشنطن أنها أوقفت 20 شخصاً، من بينهم أربعة لمخالفة القانون بشأن الأسلحة النارية، وشخص بتهمة العنف ضد شرطي، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
شرطة واشنطن أوقفت 20 شخصاً، من بينهم أربعة لمخالفة القانون بشأن الأسلحة النارية.