ترامب: الانتخابات الرئاسية هي الأكثر احتيالاً في التاريخ
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون دليل، إن الانتخابات التي جرت هذا الشهر هي «الأكثر احتيالاً في التاريخ»، فيما حذر سلفه، باراك أوباما، من أن الرئيس الحالي «ينكر الواقع»، وسوف يتسبب على الأرجح في ضرر حقيقي للبلاد.
وقال ترامب في منشور كتبه كله بالخط العريض في وسائل التواصل الاجتماعي الليلة قبل الماضية: «لقد فزت في الانتخابات!»، لكن موقع «تويتر» سرعان ما وضع علامة تنبيه محذراً من احتواء التغريدة على معلومات مضللة.
وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، أول من أمس، إنه سيرفع دعاوى قضائية «كبيرة» للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية بعد إعلان وسائل الإعلام فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وقال ترامب في تغريدته إن «العديد من الدعاوى القضائية التي تم رفعها عبر أرجاء البلاد لم تكن خاصة بنا، بل (رفعها) أشخاص شهدوا خروقات فظيعة».
وأضاف أن «الدعاوى الكبيرة الخاصة بنا، والتي تظهر عدم دستورية انتخابات 2020 والسخط الناجم عن الأمور المنجزة لتغيير النتائج، سيتم رفعها قريباً».
ولم يحدد ترامب موعداً لرفع الدعاوى القضائية.
وكرر ترامب، أمس عبر حسابه على موقع «تويتر»، أنه هو الفائز بالانتخابات الرئاسية التي جرت أخيراً، وهاجم «الإعلام الكاذب» الذي يؤكد فوز بايدن.
وكتب ترامب: «فزت بالانتخابات.. لماذا يفترض الإعلام الإخباري الكاذب باستمرار أن جو بايدن سيصل إلى الرئاسة، دون حتى السماح لجانبنا بالظهور، وهو الأمر الذي نحن مستعدون له».
وأضاف: «إلى أي مدى تعرض دستورنا العظيم للانتهاك في انتخابات 2020.. ربما تعرض لهجوم لم يحدث من قبل».
في المقابل، يواصل الرئيس المنتخب جو بايدن، المضي قدماً في الفترة الانتقالية قبيل مراسم التنصيب في 20 يناير المقبل، رغم عدم تعاون البيت الأبيض. وهو يمنح أولوية لمكافحة وباء فيروس كورونا في ظل استمرار ارتفاع أعداد حالات الإصابة، فقد قفزت أعداد الإصابات من عشرة ملايين إلى أحد عشر مليوناً خلال أقل من أسبوع، كما ارتفعت أعداد الوفيات بصورة حادة، وبات العاملون في المجال الطبي غير قادرين على تحمل هذا العبء.
ويجري الآن الرئيس السابق باراك أوباما سلسلة من الحوارات في وسائل الاعلام الأميركية، حيث انتقد بشدة ترامب لرفضه التعاون في الفترة الانتقالية والإقرار بهزيمته في الانتخابات.
وقال أوباما في تصريحات بثتها شبكة «س بي إس» التلفزيونية «عندما ينتهي وقتك، فإن وظيفتك هي أن تضع البلاد في صدر اهتماماتك، وأن تفكر بشكل يتجاوز ذاتك ومصالحك، وشعورك بخيبة الأمل».
وأضاف أوباما عبر الإذاعة العامة الوطنية أنه لا يعتقد أن ترامب سوف «ينجح في إنكار الواقع»، لكنه حذر من أن هذه الطرائف من جانب الرئيس سيكون لها ثمن.
وأوضح الرئيس السابق قائلاً «هناك آثار مادية حقيقية لكمّ الوقت المهدر في العملية الانتقالية. ولنعلم أننا في خضم وباء وفي خضم أزمة اقتصادية، ولدينا قضايا خطيرة تتعلق بالأمن القومي».
ودعت نائب الرئيس الأميركي المنتخب، السيناتورة الديمقراطية، كامالا هاريس، مؤيدي حملة المرشح، جو بايدن، إلى التبرع لدعم الفريق القانوني من أجل الرد على الدعاوى القضائية التي رفعها الرئيس ترامب.
وكتبت هاريس في تغريدة: «حاول ترامب والجمهوريون تفكيك نصرنا الحاسم بدعاوى قضائية لا أساس لها. نحتاج إلى مساعدتك لتمويل العمل القانوني الضروري لحماية كل صوت».
وكان فريق بايدن، قد أطلق، قبل أيام، حملة لجمع 30 مليون دولاراً لصالح الصندوق الذي تم إنشاؤه بعد الانتخابات.
وجاء في رسالة إلكترونية للحملة أرسلت للمؤيدين: «نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لمحاربة هذه الدعاوى القضائية والتأكد من أن ترامب لن يفوز بها لمجرد أننا لا نملك الأموال للرد».
من ناحية أخرى، طرح نواب ديمقراطيون أسباباً محتملة لتقلص أغلبيتهم في مجلس النواب الأميركي واقترحوا استراتيجية جديدة يجب اعتمادها المرحلة المقبلة، بعد الخسائر التي مني بها الحزب في الانتخابات العامة الأخيرة.
وتشير آخر البيانات إلى أن الديمقراطيين لايزالون يتمتعون بالأغلبية في المجلس المكون من 538 نائباً، مع إعلان نتائج انتخابات التجديد النصفي التي جرت يوم الثالث من نوفمبر، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، إلا أن هذه الأغلبية قد تراجعت.
ويشغل الديمقراطيون حالياً 232 مقعداً مقابل 197 للمعارضة في مجلس النواب، وبعد الانتخابات الأخيرة فقدوا عدداً من المقاعد التي كانوا يحتفظون بها.
وتظهر آخر بيانات «أسوشيتد برس» أن لديهم حتى الآن 219 مقعداً مقابل 203 مقاعد للجمهوريين، ما يعني احتفاظهم بالأغلبية لمدة عامين من الآن، لكنها أغلبية أقل مقارنة بالانتخابات السابقة. ومع خسارتهم مقاعد في مجلس النواب، وفشلهم في تحقيق الأغلبية في مجلس الشيوخ، سيصبح لدى خصومهم فرصة أكبر لعرقلة أية تشريعات يقترحونها، وكذلك جو بايدن، لو تم تنصيبه رئيساً.
ويقول التقرير إن الدعوات إلى «وقف تمويل الشرطة» أضرت بالديمقراطيين، لأن هذا الشعار لم يدعمه المعتدلون في الولايات الحاسمة، وكانت تلك فرصة للجمهوريين لمهاجمة خصومهم في المناطق الحاسمة.
ويرى آخرون أنهم لم يطلقوا حملة لطرق أبواب الناخبين خلال أزمة تفشي وباء كورونا واكتفوا بتنظيم أحداث افتراضية.
كرر ترامب عبر حسابه على موقع «تويتر»، أنه هو الفائز بالانتخابات الرئاسية، وهاجم «الإعلام الكاذب».
يشغل الديمقراطيون حالياً 232 مقعداً مقابل 197 للمعارضة في مجلس النواب الأميركي.