ترامب يوافق على نقل السلطة إلى بايدن ويتوعد بمواصلة المعركة

في أول إقرار غير مباشر له بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، أعطى الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الضوء الأخضر لحصول فريق الرئيس المنتخب جو بايدن على الدعم الفيدرالي اللازم للبدء بعملية نقل السلطة، وتوعد في الوقت ذاته بمواصلة المعركة، قائلاً: «أعتقد أننا سننتصر»، فيما سارع فريق بايدن إلى الترحيب بخطوة الدعم الفيدرالي الضرورية لحصول انتقال سلس وسلمي للسلطة.

ورغم تخليه عن موقفه الرافض منذ أسبوعين للإفراج عن الدعم، في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، فإن الرئيس الجمهوري ترامب لم يعترف بعد مباشرةً بفوز الديمقراطيين، وتوعد في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بمواصلة المعركة، قائلاً: «أعتقد أننا سننتصر».

لكن ترامب أضاف: «من أجل مصلحة بلدنا أوصي الوكالة الحكومية المكلفة بنقل السلطة بالقيام بما يجب القيام به في ما يتعلق بالبروتوكولات الأوّلية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه».

وسارع فريق بايدن إلى الترحيب بهذه الخطوة الضرورية لحصول انتقال سلس وسلمي للسلطة.

وأبلغت إدارة الخدمات العامة الأميركية، وهي إدارة مستقلة، بايدن، بأن انتقال السلطة يمكن أن يبدأ رسمياً قبل توليه المنصب يوم 20 يناير المقبل، وأن فريقه سيحصل على إمكانية الوصول لوزارات وهيئات حكومية ومعلومات سرية من الحكومة، وكذلك ملايين الدولارات للرواتب والنفقات قبل حفل التنصيب، ويمكن أن تبدأ بذلك المرحلة الانتقالية.

وتعني هذه الخطوة أن بايدن سيحصل على تمويل اتحادي ومكتب رسمي لإدارته الانتقالية على مدار الشهرين المقبلين، كما يمهد الطريق أمام بايدن ونائبته كامالا هاريس لتلقي إفادات دورية بشأن الأمن القومي، والتي يتلقاها ترامب أيضاً.

وجاء في بيان صادر عن فريق بايدن أن اجتماعات ستبدأ مع مسؤولين اتحاديين بشأن طريقة تعامل واشنطن مع جائحة فيروس كورونا، إلى جانب بحث قضايا الأمن القومي.

ويستعد بايدن لدخول البيت الأبيض مع العديد من الشخصيات التي عملت في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، من بينهم وزير الخارجية الأسبق جون كيري (76 عاماً)، الذي سيعود إلى البيت الأبيض بصفة مبعوث خاص للرئيس لشؤون المناخ، في مؤشر إلى الأهمية التي يوليها بايدن لهذا الملف.

وقال بايدن، أول من أمس: «أنا بحاجة لفريق جاهز منذ اليوم الأول مكوّن من أشخاص ذوي خبرة ويجيدون التعامل مع الأزمات». وأوضح أنه يريد تشكيل حكومة تشبه الأميركيين، بإعطاء مساحة أكبر للنساء والأقليات.

وبحسب مصدر مقرب من بايدن، فإن الرئيس الأميركي المنتخب ينوي أيضاً تسمية الرئيسة السابقة للبنك المركزي الأميركي جانيت يلين (74 عاماً) وزيرة للخزانة، وهو منصب لم يتوله حتى الآن سوى رجال.

وعلى رأس وزارة الأمن الداخلي، سمى بايدن للمرة الأولى إسباني الأصل هو أليخاندرو مايوركاس (60 عاماً) المولود في هافانا، والذي سيشرف خصوصاً على قضايا الهجرة.

ويعتزم بايدن أيضاً تعيين أفريل هاينز (51 عاماً) مديرة للاستخبارات الوطنية لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب.

إلى ذلك، صادقت ولاية ميشيغان رسمياً على فوز الديمقراطي جو بايدن في هذه الولاية المتأرجحة، في نكسة جديدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يحاول بشتّى السبل الطعن على هزيمته في الانتخابات.

وخلال جلسة علنية، صادقت اللجنة المختصّة بإقرار نتيجة الانتخابات والمؤلفة من أربعة أعضاء، على فوز بايدن على ترامب، وذلك بأغلبية ثلاثة أصوات مقابل امتناع عضو واحد عن التصويت. وبحسب النتيجة الرسمية فقد تفوق المرشح الجمهوري على منافسه الديمقراطي بفارق نحو 156 ألف صوت من أصل 5.5 ملايين صوت.

وكان ترامب فاز في 2016 بهذه الولاية بفارق ضئيل للغاية (نحو 10 آلاف صوت) على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وخلال جلسة التصويت التي نقلت مباشرة على الهواء وتابعها عشرات آلاف المشاهدين قال نورمان شينكل، عضو اللجنة، الجمهوري الذي امتنع عن التصويت، إنه «من غير المقبول أن يكون هناك هذا الكمّ الكبير من الأسئلة التي لم يتم حلها بعد».

وعادة ما تكون المصادقة على نتائج الانتخابات عملية روتينية قلما تحظى بتغطية إعلامية، لكن ترامب وحلفاءه مارسوا في الأيام الأخيرة ضغوطاً مكثفة على الجمهوريين في ميشيغان أملاً منهم في تأخير عملية المصادقة على نتيجة الانتخابات.

ووصل الأمر بترامب إلى حد دعوة أعضاء جمهوريين في كونغرس الولاية إلى البيت الأبيض، الجمعة الماضي، لكن محاولته باءت بالفشل. وفور المصادقة على نتيجة الانتخابات قالت جوسلين بنسون، وزيرة الشؤون الإدارية في حكومة ميشيغان والمكلفة بتنظيم العملية الانتخابية في الولاية، إن الديمقراطية انتصرت.

وأضافت في تغريدة على «تويتر» أن عملية المصادقة تؤكد حقيقة واحدة هي أن الانتخابات كانت نزيهة وأمينة، ونتيجتها تعكس إرادة الناخبين.

• ولاية ميشيغان تصادق رسمياً على فوز بايدن بفارق 156 ألف صوت.

• جون كيري يعود إلى البيت الأبيض بصفة مبعوث خاص لشؤون المناخ.