إصابة ماكرون بـ «كورونا» تضع مسؤولين فرنسيين وأوروبيين في الحجر
أثبت فحص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي أُجري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إصابته بفيروس كورونا المستجد، أمس، ما دفع قادة أوروبيين، التقوه في الأيام السابقة، إلى وضع أنفسهم في الحجر الصحي، في حين من المقرر أن يبدأ التلقيح في 27 ديسمبر في القارة العجوز، حيث يستمر فرض القيود.
وفي فرنسا، قال قصر الإليزيه في بيان إنه بعد ثبوت إصابة ماكرون، بناءً على فحوص «أُجريت بعد ظهور أولى الأعراض»، سيخضع رئيس الجمهورية «للعزل لمدة سبعة أيام»، لكنه «سيواصل عمله ونشاطاته عن بعد».
ووضع رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس نفسه «في العزل»، باعتباره «مخالطاً» لماكرون «رغم أنه لا يعاني أي أعراض للمرض»، على ما أعلن مكتبه الإعلامي.
ولم يتوجه كاستيكس تالياً إلى مجلس الشيوخ، أمس، لعرض استراتيجية التلقيح الحكومية. كذلك وضع رئيس الجمعية الوطنية، ريشار فيران، نفسه في العزل، بسبب مخالطته الرئيس.
وأوضحت الرئاسة أن السيّدة الأولى، بريجيت ماكرون «لا تعاني أي أعراض». وجاءت نتيجة فحصها سلبية، الثلاثاء، قبل أن تقوم بزيارة إلى قسم الأطفال في مستشفى سان لوي في باريس.
وبُعيد هذا الإعلان، أعلنت إسبانيا والبرتغال أن رئيسي حكومتيهما وضعا نفسيهما في الحجر.
ففي مدريد، وضع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، نفسه في العزل حتى 24 ديسمبر، بعدما التقى الاثنين الرئيس الفرنسي.
وفي لشبونة، أعلن مجلس الوزراء البرتغالي وضع رئيس الحكومة أنطونيو كوستا في «العزل»، بعد محادثاته الأربعاء مع ماكرون.
والخطوة نفسها قام بها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي التقى الاثنين ماكرون، لكن المتحدث باسم ميشال قال إنه «تبلغ من السلطات الفرنسية أنه لا يُعتبر حالة مخالطة. فهو يجري بشكل منتظم فحوصاً، وقد جاءت نتيجة فحص أجراه الثلاثاء، سلبية. لكن احترازياً، سيخضع للعزل».
ويأتي إعلان إصابة ماكرون، بعدما كشف رئيس الوزراء الفرنسي استراتيجية التلقيح الحكومية، أول من أمس، وفيها أول لقاحات ضد «كوفيد-19»: «ستجري بدءاً من الأسبوع الأخير من ديسمبر»، ولكن ليس قبل «نهاية الربيع» للأفراد الذين لا يمثلون أولوية.
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس، أن التلقيح ضد «كوفيد-19» سيبدأ في 27 و28 و29 ديسمبر في كل أنحاد الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها ستدرس ترخيص لقاح «فايزر/بيونتك» في 21 ديسمبر، قبل أسبوع من الموعد المقرر.
وفي روسيا، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، إنه سيتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا «ما إن يصبح ذلك ممكناً» لفئته العمرية، مشيداً بلقاح «سبوتنيك-في» الروسي، الذي اعتبر أنه «جيد وآمن».
وقال الرئيس، البالغ 68 عاماً، في مؤتمره الصحافي السنوي «أسمع توصيات خبرائنا، وبالتالي، في الوقت الراهن، وبناءً على ما يوصي به الخبراء، لم أتلقَ (اللقاح) بعد، لكنني سأتلقاه بالتأكيد ما إن يصبح ذلك ممكناً».
وفي انتظار اللقاحات، تقوم الدول الأوروبية بتشديد القيود في محاولة لاحتواء الوباء.
ودخلت ألمانيا مرحلة إعادة إغلاق الجزئي، أول من أمس، مع إغلاق كل الأعمال غير الأساسية والمدارس. ومن المقرر مبدئياً أن تسري هذه الإجراءات حتى 10 يناير.
وفي المملكة المتحدة، أجبرت الحانات والمطاعم والفنادق في لندن على إغلاق أبوابها الأربعاء، للمرة الثالثة منذ بداية تفشي الوباء. ودعا رئيس الوزراء بوريس جونسون البريطانيين إلى «توخي الحذر الشديد»، خصوصاً المسنين.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن أكثر من 137 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في الأسبوع الذي جاء بعد بدء التلقيح.
وفي الدنمارك، سيتم إغلاق كل الشركات خلال فترة الأعياد. وأعلنت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن أنه «من الجمعة 25 ديسمبر حتى الثالث من يناير، سيتم إغلاق الدنمارك بشكل كامل»، باستثناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات.
وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن مليون و649 ألف شخص في أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات وكالة «فرانس برس»، أمس.
وسجلت الولايات المتحدة الدولة ــ الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم، حيث انطلقت حملة التلقيح يوم الاثنين ــ أرقاماً قياسية، أول من أمس، مع 250458 إصابة، و3784 وفاة خلال 24 ساعة، بحسب جامعة جونز هوبكنز المرجعية.
وقد تحصل الدولة على لقاحين مع بداية الأسبوع المقبل، إذا تم ترخيص لقاح شركة «موديرنا»، ومن شأن ذلك أن يسرّع حملة التطعيم الواسعة النطاق. وستكون الولايات المتحدة أول من يسوق لقاح «موديرنا». وفي وقت تبذل فيه الولايات المتحدة جهودها القصوى للسيطرة على الفيروس، أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس مايك بنس وزوجته كارين سيتلقّيان اللقاح اليوم أمام الجمهور «لتعزيز ثقة الأميركيين باللقاح، والتأكيد على سلامته وفعاليّته».
وفي كندا، أعلنت كيبيك، أكثر مقاطعات البلاد تضرراً بالوباء، إغلاق الشركات غير الأساسية من 25 ديسمبر حتى 11 يناير، وإلزامية العمل عن بعد اعتباراً من أمس، وأسبوعاً إضافياً من عطلة عيد الميلاد لتلاميذ المدارس الابتدائية.
وفي اليابان، حذر مسؤولو الصحة المحليون، أمس، من أن المستشفيات في طوكيو تكافح لتوفير الرعاية الروتينية، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، فيما سجلت العاصمة اليابانية عدداً قياسياً جديداً من الإصابات.
ومع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة، أوصت منظمة الصحة العالمية بوضع الكمامة خلال اللقاءات العائلية، محذرة من «احتمال مرتفع» لموجة وبائية جديدة مطلع 2021 في أوروبا.
الوباء أودى بحياة ما لا يقل عن مليون و649 ألف شخص في أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات وكالة «فرانس برس».