«الصحة العالمية»: أولى جرعات لقاح «كورونا» تسلم إلى الدول الفقيرة في الربع الأول من 2021
أعلنت منظمة الصحة العالمية وتحالف اللقاحات (غافي) المتعاون معها، اللذان وضعا آلية لتوزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجدّ في الدول الفقيرة، أنهما يتوقعان إرسال أولى الجرعات إلى هذه الدول في الربع الأول من عام 2021، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى توزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي، إن هذه الآلية المسماة «كوفاكس» (أو ما معناه الوصول العالمي للقاح المضاد لكوفيد-19) «ضمنت الحصول على نحو ملياري جرعة».
ووضعت منظمة الصحة العالمية هدفاً بأن تحصل بحلول العام 2021 على ملياري جرعة، لاتزال في طور الإنتاج لمصلحة 190 دولة مشاركة في آلية كوفاكس.
وأعلنت منظمة الصحة وتحالف «غافي» في بيان أنه بات ممكناً «التحضير لأولى عمليات تسليم اللقاحات خلال الربع الأول من عام 2021، إذ إن القسم الأول من الجرعات - وهو كافٍ لحماية العاملين في القطاع الصحي والخدمات الاجتماعية - سيُسلّم خلال الفصل الأول من عام 2021 لكل الاقتصادات المشاركة (في آلية كوفاكس) التي طلبت جرعات في هذه المهلة».
وستُجرى عمليات تسليم لقاحات أخرى لجميع المشاركين خلال الفصل الثاني من عام 2021، والهدف هو تأمين جرعات لما يصل إلى 20% من المواطنين في الدول المشاركة قبل نهاية العام، وفق ما جاء في البيان.
وأضاف «إعلانات اليوم تقدم أوضح مسار حتى الآن لإنهاء المرحلة الحادة من الوباء عبر حماية الشعوب الأكثر ضعفاً في العالم كله».
وسيتم في عام 2022 توفير جرعات إضافية، تسمح ببلوغ مستويات أعلى من الحماية.
وأشارت المنظمتان الشريكتان إلى أن عمليات تسليم اللقاحات تعتمد على عوامل عدة، بما في ذلك موافقة الهيئات الناظمة وحالة الجهوزية في الدول.
يأتي ذلك في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى توزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.
وقال غوتيريس، أمس، في برلين في كلمة ألقاها في البرلمان الألماني «بوندستاغ»: «من المهم الآن النظر إلى اللقاحات على أنها منفعة عامة عالمية. يجب أن تكون متاحة وبأسعار معقولة في كل مكان، وللجميع. لقاح ملك للشعب».
وأعرب غوتيريس، وسط تصفيق النواب، عن تقديره العميق لمؤسسي شركة «بيونتيك» الألمانية للأدوية الحيوية، أوجور شاهين وأوزليم توريشي، على «مساهمتهما العظيمة في تطوير لقاح»، كما شكر الحكومة الألمانية على التزامها بتطوير وتوزيع عادل للقاحات والتشخيصات والعلاجات.
وقال غوتيريس إنه يجب أيضاً التصدي لـ«فيروس التضليل»، وأضاف: «في جميع أنحاء العالم نرى الشعبوية تتجاهل العلم، وتضلل الناس. المعلومات المضللة والخرافات ونظريات المؤامرة الجامحة في انتشار»، مؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل على «بناء الثقة في التطعيم، على أساس العلم والحقائق».
في السياق نفسه، تعتزم الصين بدء برنامج لتطعيم المواطنين في مقاطعة سيتشوان النائية في جنوب غرب البلاد أوائل العام المقبل.
وتلقى ما لا يقل عن مليون شخص بالفعل تلقيحاً في الصين، بعد الموافقة على لقاحين «للاستخدام في حالات الطوارئ».
وصرّح مسؤول صحي بالمقاطعة لوسائل الإعلام المحلية أنه سيتم توفير اللقاحات لعامة الناس في سيتشوان بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في فبراير.
وقال مسؤولون الخميس إن 118 ألف جرعة لقاح وصلت إلى المقاطعة حتى الآن.
فيما يسعى الفلسطينيون في الضفة الغربية التي وقطاع غزة لتأمين جرعاتهم الخاصة، التي تقول السلطات الصحية إنها لاتزال على بعد مسافة زمنية تقاس بالأشهر.
ووسّع القادة الفلسطينيون دائرة البحث، وأجروا اتصالات بالمنظمات الدولية وشركات صناعة الأدوية، مثل مودرنا وأسترازينيكا، ودول مثل روسيا والصين التي تنتج لقاحاتها الخاصة.
لكن الحكومة الفلسطينية المكبلة بقيود ضائقة مالية لم تبرم بشكل نهائي أي اتفاقات خاصة لتوريد اللقاح.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتيه، أول من أمس: «اكتمال وصول الكميات الكافية من اللقاح التي ستمكننا من تطعيم الجموع لن يكون قبل أشهر من اليوم».
وتتوقع السلطة الفلسطينية الحصول على 20% من احتياجاتها من برنامج التطعيم الخاص بمنظمة الصحة العالمية للدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، وتقول إن الباقي سيأتي من مشتريات تدفع ثمنها السلطة الفلسطينية أو الجهات المانحة.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن السلطة قد تتلقى، حسب تقديرها، أول شحنة من اللقاح بحلول مارس، لكنها لم توضح مصدرها.
وزادت الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة بالضفة الغربية وقطاع غزة، إذ سجل قطاع غزة، 237 وفاة وأكثر من 32000 إصابة بفيروس كورونا، فيما سجلت الضفة الغربية 86594 إصابة و846 وفاة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تعمل مع وكالات الأمم المتحدة لتأمين اللقاحات والمعدات الطبية لغزة.
إلى ذلك، تبدأ إسرائيل تطعيم مواطنيها ضد مرض «كوفيد-19»، اليوم.وقال نائب وزير الصحة الإسرائيلي، يوآف كيش، إن إسرائيل ستنظر في مساعدة السلطة الفلسطينية إذا «ارتأينا أننا لبينا احتياجات إسرائيل، وتوافرت لدينا قدرة إضافية».
عمليات تسليم اللقاحات تعتمد على عوامل عدة، بما في ذلك موافقة الهيئات الناظمة وحالة الجهوزية في الدول.