ضوء أخضر أوروبي لبدء تطبيق اتفاق التجارة لما بعد «بريكست» في أول يناير
أعطت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر، أمس، لدخول الاتفاق التجاري لمرحلة ما بعد «بريكست» بين لندن وبروكسل حيز التنفيذ في الأول من يناير، وفق ما أعلن ناطق باسم رئاسة التكتل، فيما سيصوّت البرلمان البريطاني على الاتفاق غداً الأربعاء.
وكتب الناطق على «تويتر» «وافق السفراء بالإجماع على التطبيق المؤقت لاتفاق التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بدءاً من الأول من يناير 2021». ومن المتوقع اعتماده رسمياً من قبل الحكومات اليوم.
وأعطت الحكومة الألمانية الضوء الأخضر للاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لفترة ما بعد الخروج البريطاني من التكتل مع بداية العام الجديد.
وأعلنت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، أمس، أن مجلس الوزراء برئاسة المستشارة أنغيلا ميركل «اتفق في مؤتمر عبر الهاتف على التقدير الإيجابي للاتفاق»، وقالت إن ألمانيا بمقدورها الموافقة على الاتفاق، وستفعل هذا في المجلس الأوروبي.
وأضافت ديمر في مؤتمر صحافي اتحادي أن «النتيجة الإيجابية صارت ممكنة فقط لأن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة استغل وحدته كنقطة قوة»، وتابعت أن الحكومة الألمانية تتوجه بالشكر، لاسيما إلى كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه وفريقه، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، التي قادت المفاوضات بنفسها في النهاية.
وذكرت ديمر أنه سيتم إبلاغ البرلمان الألماني بنتائج المفاوضات.
يشار إلى أنه نظراً لقصر الوقت فلن يمكن التصديق على أي اتفاق على صعيد الاتحاد الأوروبي في الوقت المناسب، ولهذا فإن من الممكن تطبيق الاتفاق التجاري بشكل مؤقت، وهذا يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء ومن المنتظر أن يراجع البرلمان الأوروبي الاتفاق في وقت لاحق من يناير المقبل.
في المقابل، فإن من المنتظر أن يصوّت البرلمان البريطاني، غداً الأربعاء، في إجراء سريع على قانون يتيح تفعيل الاتفاق.
وبعد الموافقة الرسمية من دول التكتل، سينشر النص في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي بحلول الخميس، للسماح بدخوله حيز التنفيذ في الأول من يناير 2021.
وسيكون تطبيقه مؤقتاً في انتظار مصادقة البرلمان الأوروبي الذي تعتبر موافقته ضرورية، والذي يمكنه بعد ذلك عقد جلسة عامة استثنائية في نهاية فبراير للتصويت على النص.
وينص الاتفاق على التطبيق المؤقت لبنوده حتى 28 فبراير ما لم يتفق الطرفان على موعد نهائي آخر. وتساءل أعضاء البرلمان الأوروبي، أمس، عما إذا كان من الممكن تمديد هذا التنفيذ المؤقت إلى ما بعد نهاية فبراير من أجل الحصول على مزيد من الوقت لمراجعة الوثيقة المؤلفة من نحو 1200 صفحة، وفق ما قال مصدر برلماني بعد اجتماع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان.
وقال ميشيل بارنييه، الذي تحدث خلال الاجتماع، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية، على «تويتر»: «الحوار مستمر مع البرلمان الأوروبي.. تبادل مثمر هذا الصباح مع مؤتمر رؤساء الكتل».
وفي المملكة المتحدة، دُعي النواب البريطانيون غداً الأربعاء 30 ديسمبر لمناقشة الاتفاق، وهو نقاش سيكون شكلياً على الأرجح، نظراً إلى الأغلبية المتاحة لحكومة بوريس جونسون المحافظة، ودعم المعارضة العمالية.
وفي 24 ديسمبر، توصلت لندن وبروكسل إلى اتفاق للتجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية مفاوضات صعبة.
وتنتهي المرحلة الانتقالية التي بدأت عند مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، في 31 ديسمبر الجاري مع خروج بريطانيا من السوق الموحدة.
ينص الاتفاق على التطبيق المؤقت لبنوده حتى 28 فبراير، ما لم يتفق الطرفان على موعد نهائي آخر.