الكونغرس يستأنف عملية التصديق على فوز بايدن تحت حراسة مشددة
اقتحم مئات من أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبنى الكونغرس يوم الأربعاء، سعياً لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس للانتخابات.
لكن بعد ساعات سادت فيها الفوضى، وكافحت فيها الشرطة لاستعادة السيطرة، عاد الأعضاء إلى الكونغرس ليستأنفوا عملية التصديق على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
وفي أسوأ اعتداء على رمز الديمقراطية الأميركية منذ أكثر من 200 عام، اقتحم المحتجون الحواجز الأمنية المعدنية وحطموا نوافذ وتسلقوا الأسوار ليشقوا طريقهم إلى داخل مبنى الكونغرس، حيث تجولوا في الممرات واشتبكوا مع الشرطة.
وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم خلال الفوضى، منهم امرأة بعيار ناري وثلاثة أشخاص بسبب طوارئ طبية.
وحاصر البعض قاعة مجلس النواب بينما كان الأعضاء بالداخل، وأخذوا يطرقون على أبوابها. وكدس ضباط الأمن قطع الأثاث خلف الباب وأشهروا أسلحتهم قبل أن يساعدوا الأعضاء على الهرب.
وبحلول ليل الأربعاء، استأنف الكونغرس بمجلسيه المناقشات بشأن التصديق على فوز بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، وسرعان ما بات واضحاً أن اعتراضات الأعضاء الجمهوريين الموالين لترامب على فوز بايدن في الولايات الحاسمة، سيتم رفضها بأغلبية ساحقة، بما في ذلك من جانب معظم الأعضاء الجمهوريين.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي رأس الجلسة، لدى استئنافها: "أقول لأولئك الذين أشاعوا الفوضى في مبنى الكونغرس اليوم، أنتم لم تفوزوا".
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: "سنؤكد الفائز بانتخابات 2020"، ووصف اعتداء أنصار ترامب بأنه "تمرد فاشل".
وقالت شرطة واشنطن إن امرأة لاقت حتفها بعد إصابتها بالرصاص خلال الفوضى، وإن كانت الملابسات لم تتضح. وقال قائد إدارة شرطة العاصمة، روبرت كونتي إن ثلاثة أشخاص توفوا بسبب طوارئ طبية.
وعمت الفوضى مبنى الكونغرس بعدما كرر ترامب خلال حديثه أمام الآلاف من أنصاره قرب البيت الأبيض، مزاعمه التي لا سند لها بسرقة الانتخابات منه بسبب تزوير ومخالفات على نطاق واسع.
وقال ترامب لأنصاره إنه ينبغي لهم التوجه صوب مبنى الكونغرس للتعبير عن غضبهم بشأن عملية التصويت والضغط على المسؤولين المنتخبين لرفض النتائج، وحثهم على "القتال".
وتعرض ترامب لانتقادات حادة من بعض الجمهوريين البارزين في الكونغرس، الذين حملوه المسؤولية المباشرة عن أعمال العنف.
ودعا السناتور الجمهوري توم كوتون ترامب إلى الاعتراف بخسارة الانتخابات "والتوقف عن تضليل الشعب الأميركي ونبذ عنف الغوغاء".
ورفض مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة اعتراض حلفاء ترامب على تأكيد فوز بايدن بولاية أريزونا في انتخابات الرئاسة. وصوت المجلس بأغلبية 93 صوتاً مقابل ستة أصوات برفض الاعتراض. كما رفض مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الإجراء بأغلبية 303 أصوات مقابل 121.
وبعد التصويت قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إن مجلسي الكونغرس سيستأنفان النظر في نتائج المجمع الانتخابي.
وأمرت رئيسة بلدية واشنطن، موريل باوزر، بحظر التجول في أنحاء المدينة اعتباراً من السادسة مساء (2300 بتوقيت غرينتش).
وتم نشر قوات الحرس الوطني وضباط مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وجهاز الخدمة السرية لمساعدة شرطة الكونغرس، ودفعت القوات والشرطة المحتجين بعيداً عن المبنى بعد بدء حظر التجول.
وأظهرت لقطات مصورة أنصار ترامب يحطمون نوافذ والشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع داخل المبنى.
وقال بايدن، الذي من المقرر أن يتولى السلطة في 20 من يناير، إن أفعال المحتجين تصل إلى حد التحريض على التمرد.
وأضاف أن اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونغرس وتحطيمهم النوافذ واحتلالهم المكاتب وتهديدهم سلامة المسؤولين المنتخبين "هذا ليس احتجاجاً، هذا تمرد".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news