ترامب يتعهد بـ «انتقال سلس» للسلطة ويرفض حضور حفل تنصيب بايدن
دعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أول من أمس، إلى «المصالحة وتضميد الجراح»، بعدما اقتحم مناصرون له مبنى الكابيتول، الأربعاء الماضي، وعاثوا فيه خراباً، مؤكداً أنه يريد «انتقالاً سلساً» للسلطة إلى إدارة خلفه الرئيس المنتخب جو بايدن، وقال إنه لن يحضر حفل تنصيب خلفه المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، يوم 20 يناير، فيما أكدت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أمس، أن الكونغرس «سيتحرك» إذا لم يتنحَ الرئيس دونالد ترمب طوعاً، وأعلنت أنها ناقشت مع الجيش سبل منع ترمب من استخدام الرموز النووية.
وقال ترامب في مقطع فيديو نشره على حسابه في موقع «تويتر»، إن «إدارة جديدة ستُنَصّب في 20 يناير. تركيزي الآن ينصب على ضمان انتقال هادئ ومنظم وسلس للسلطة. هذه اللحظة تتطلب تضميد الجراح والمصالحة».
وأضاف أنه «ساخط إزاء أعمال العنف وانعدام القانون والفوضى»، التي ارتكبها أنصاره في مقر الكونغرس، حيث قُتلت امرأة بالرصاص خلال صدامات دارت بينهم وبين قوات الأمن عندما اقتحموا الكابيتول لمنع المشرعين من المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة.
وقال ترامب مخاطباً مقتحمي الكابيتول «إلى مَن ارتكبوا أعمال عنف أو تدمير، أنتم لا تمثلون بلدنا. ولمن خالفوا القانون، ستدفعون الثمن». وأتت رسالة ترامب هذه بُعيد إعلان متحدثة باسم البيت الأبيض أنه وإدارته يدينان «بأشد العبارات الممكنة» الانتهاكات التي حصلت الأربعاء.
وقالت كيلي ماكيناني في تصريح مقتضب «أريد أن أكون واضحة: أعمال العنف التي شهدناها في مبنى الكابيتول كانت مروعة ومستهجنة ومخالفة للقيم الأميركية»، مشددة على أن «الرئيس وإدارته يدينانها بأشد العبارات الممكنة».
وقال ترامب على «تويتر»: «إلى جميع من سألوا، لن أذهب إلى (حفل) التنصيب يوم 20 يناير».
وكانت تلك أول إدانة تصدر عن البيت الأبيض لما شهده مقر الكونغرس، الأربعاء الماضي، من انتهاك لحرمته، وتخريب على أيدي أنصار لترامب، الذي اكتفى في خضم تلك الأحداث ببث مقطع فيديو قصير، خاطب فيه أنصاره الذين أكد لهم أنه «يُحبهم»، ودعاهم إلى «العودة إلى ديارهم»، مع تشديده في الوقت نفسه على أن الانتخابات «سُرقت» منه.
وأصدر ترامب، أول من أمس، بياناً مقتضباً، التزم فيه بنقل «منظم» للسلطة، مؤكداً من جديد «اختلافه التام» مع نتيجة الانتخابات.
من جهته، قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، في خطاب من معقله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، إن «يوم أمس كان في نظري أحد أحلك الأيام في تاريخنا»، واصفاً من شارك في أعمال الشغب التي حصلت في الكابيتول بأنهم «إرهابيون».
واتهم بايدن، أول من أمس، ترامب بشن «هجوم لا هوادة فيه على المؤسسات الديمقراطية».
ومع مرور ساعات النهار، تعالت الأصوات لتنحية ترامب قبل أقل من أسبوعين من انتهاء ولايته.
ودعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، نائب الرئيس مايك بنس إلى تنحية ترامب لأنه «حرّض» أنصاره على اقتحام الكابيتول.
بدورها، دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إلى تنحية الرئيس، معتبرةً أن هذه الخطوة «أمر ملح بالغ الأهمية»، ومحذرةً من أنه إذا لم يُنحَ ترامب بموجب هذه الآلية الدستورية، فإن الكونغرس مستعد لإطلاق آلية لعزله من خلال محاكمته برلمانياً.
وقال مصدر مطلع إن هناك مناقشات في البيت الأبيض حول مغادرة ترامب واشنطن يوم 19 يناير. وقال المصدر إن من المتوقع أن يسافر إلى منتجعه في ولاية فلوريدا.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، بأن بنس يُعارض اللجوء إلى التعديل الـ25 للدستور لإجبار ترامب على التنحي عن منصبه، رغم مطالبات الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
وفي حين لم يتحدث بنس علناً عن إمكان اللجوء إلى هذا التعديل الذي لم يسبق استخدامه في تاريخ أميركا، نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من بنس قوله إن نائب الرئيس يُعارض هذه الخطوة الراديكالية.
وقالت الصحيفة إن موقف بنس هذا مدعوم من العديد من الوزراء الذين سيكون تأييدهم ضرورياً لتنفيذ التعديل الـ25.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين «يرون أن إجراءً كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحالية في واشنطن»، بدلاً من حلحلتها.
وأصبحت وزيرة التعليم الأميركية بيتسي ديفوس، أول من أمس، ثاني عضو يُعلن استقالته من إدارة دونالد ترامب، بعد اقتحام مبنى الكابيتول.
وقبلها بساعات، أعلنت وزيرة النقل الأميركية إيلين تشاو استقالتها من منصبها غداة اقتحام أنصار ترامب الكابيتول.
وقالت تشاو في بيان نشرته على حسابها في موقع «تويتر» إنها اتخذت هذه الخطوة، لأن ما حصل في الكابيتول كان «حدثاً صادماً، وكان يمكن تجنبه تماماً، وقد أزعجني كثيراً إلى درجة أنني لا أستطيع تجاهله».
وقدم رئيس شرطة الكابيتول استقالته، أول من أمس، غداة اقتحام مناصرين لترامب مقر الكونغرس، بحسب ما أعلن مصدر مقرب منه.
وقضى أحد عناصر شرطة الكابيتول متأثراً بجروح أصيب بها، خلال اشتباكات مع حشد من أنصار الرئيس دونالد ترامب، الذين اقتحموا مبنى الكابيتول.
ورد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، على «العديد من الأشخاص» الذين شبهوا الولايات المتحدة بجمهورية الموز، بمن فيهم الرئيس السابق جورج بوش الابن، بعد اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول.
وقال بومبيو المقرب من ترامب، في رسالة عبر «تويتر»، إن «هذا الافتراء يكشف عن فهم خاطئ لجمهوريات الموز وللديمقراطية في أميركا».
«نيويورك تايمز»: ترامب يبحث إصدار عفو عن نفسه
قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال إنه يفكر في العفو عن نفسه، وذلك خلال مناقشات مع مساعديه منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين على المناقشات، لم تسمهما، الحديث عما يمكن أن يكون استخداماً استثنائياً لسلطات الرئيس من قبل الجمهوري ترامب، الذي خسر الانتخابات لمصلحة منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصدرين «قال السيد ترامب لمستشاريه خلال مناقشات عدة منذ يوم الانتخابات إنه ينظر منح العفو لنفسه، وسأل في مناسبات أخرى عما إذا كان ينبغي له (فعل ذلك) وعن أثر ذلك فيه قانونياً وسياسياً». وقالت الصحيفة إنه لم يتضح ما إذا كان ترامب بحث الأمر منذ اقتحام أنصار له مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي، ما أثار دعوات إلى عزله من المنصب. واشنطن ■رويترز
بايدن يسمي مزيداً من الشخصيات في فريقه الاقتصادي
اختار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حاكمة ولاية رود آيلاند جينا ريموندو وزيرة للتجارة، ورئيس بلديّة بوسطن مارتن وولش وزيراً للعمل، والمسؤولة السابقة في إدارة باراك أوباما إيزابيل غوزمان لقيادة الوكالة المعنيّة بالشّركات الصغيرة.
وقال فريق بايدن في بيان أول من أمس، إنّه «مع الإعلان عن أكثر من 20 مرشّحاً» لتولّي مناصب وزاريّة، يُقدّم الرئيس المنتخب بايدن «إدارة هي الأكثر تنوّعاً في التاريخ الأميركي».
وقال بايدن عن المجموعة التي شكّلها «إنّهم يُشاركونني اعتقادي بأنّ الطبقة الوسطى بَنت هذا البلد، وأنّ النقابات هي التي بنت الطبقة الوسطى»، بحسب البيان. وقال بيان الفريق الانتقالي إنّ أولويّة المسؤولين الجدد ستكون «إخراجنا من أسوأ أزمة وظائف منذ ما يقرب من قرن»، وتقوية النقابات «وإعادة بناء العمود الفقري لأميركا، طبقتنا الوسطى». واشنطن ■أ.ف.ب
- زعيم الديمقراطيين في «الشيوخ» السيناتور تشاك شومر، دعا مايك بنس إلى تنحية ترامب لأنّه «حرّض» أنصاره على اقتحام الكابيتول.