الصين تعلّق الاعتراف بجوازات السفر البريطانية لسكان هونغ كونغ
أعلنت الصين، أمس، أنها «ستتوقف عن الاعتراف» بـ«جواز السفر البريطاني لما وراء البحار»، الممنوح لأهالي هونغ كونغ، في وقت تستعد فيه بريطانيا لفتح أبوابها للملايين من سكان المستعمرة السابقة، بعد حملة بكين الأمنية فيها.
وتأتي الخطوة الصينية بعدما تعهّدت الحكومة البريطانية بتوفير ملاذ طويل الأمد لسكان هونغ كونغ الراغبين في مغادرة المدينة.
وسيكون بإمكان أهالي هونغ كونغ، ممن يحملون جوازات ما وراء البحار الصادرة من بريطانيا، التقدّم بطلبات اعتباراً من غد، للإقامة والعمل في بريطانيا لمدة تصل إلى خمس سنوات، وسيكون بمقدورهم في نهاية المطاف تقديم طلب للحصول على الجنسية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في بيان «أشعر بفخر كبير لكوننا وفرنا هذا المسار الجديد لحملة جواز السفر البريطاني لما وراء البحار في هونغ كونغ، للإقامة والعمل والانتقال إلى بلدنا».
وكان لحاملي جواز السفر البريطاني لما وراء البحار في الماضي حقوق محدودة لزيارة المملكة المتحدة لفترة تصل إلى ستة أشهر، ولم يكن يسمح لهم بالعمل أو الإقامة الدائمة فيها.
وسارعت بكين للرد على الخطوة البريطانية، أمس، فقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها تشاو ليجيان للصحافيين «اعتباراً من 31 يناير، ستتوقف الصين عن الاعتراف بما يطلق عليه جواز السفر البريطاني لما وراء البحار، كوثيقة سفر وهوية، وتحتفظ بحق اتخاذ خطوات إضافية».
وأكدت لندن بدورها أن قرارها جاء رداً على قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين العام الماضي، وشكّل ضربة للحراك المؤيد للديمقراطية في هونغ كونغ، وللحريات التي كان من المفترض أن تحتفظ بها المدينة 50 عاماً، بموجب اتفاق تسليمها من بريطانيا إلى الصين سنة 1997.
وأشار تشاو إلى أن الصين «الممتعضة» تعتقد أن بريطانيا تجاوزت الاتفاقية بأشواط، وبالتالي جعلتها مُلغاة.
وقال إن «المملكة المتحدة تحاول تحويل أعداد كبيرة من سكان هونغ هونك إلى مواطنين بريطانيين من الدرجة الثانية. وبدّلت بالفعل بشكل كامل طبيعة جوازات السفر البريطانية لما وراء البحار».
ولم يتضح بعد ما سيعنيه القرار الصيني عملياً، لكن لا شك في أنه يمثّل تنفيذاً لتهديد بكين بالرد على عرض بريطانيا التأشيرة طويلة الأمد بتدابير عقابية من نوع ما.
ويشير التهديد باتخاذ مزيد من الخطوات إلى أن بكين لربما تستعد لفرض مزيد من القيود على حاملي جوازات السفر البريطانية لما وراء البحار.
وحذّر المسؤولون الصينيون، العام الماضي، من أنهم قد يفكرون في التوقف عن الاعتراف بجوازات السفر البريطانية لما وراء البحار.
وقالوا حينها إن ذلك سيعني أنه لن يعود بإمكان حملة تلك الجوازات السفر إلى البر الصيني الرئيس.
ويستخدم أهالي هونغ كونغ جوزات سفرهم الهونغ كونغية أو بطاقات هوياتهم لمغادرة المدينة. وعليهم استخدام جوازات سفرهم الصادرة من هونغ كونغ لدخول البر الصيني الرئيس. ولا يمكنهم استخدام جوازات السفر البريطانية لما وراء البحار، إلا لدى وصولهم إلى بريطانيا أو أي دولة أخرى تعترف بالوثيقة.
الصين «الممتعضة» تعتقد أن بريطانيا تجاوزت الاتفاقية بأشواط وبالتالي جعلتها «مُلغاة».