بايدن يتعهد بعودة الدبلوماسية الأميركية إلى الواجهة واستعادة دور الزعامة
تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في أول كلمة له عن السياسة الخارجية كرئيس للولايات المتحدة، بعودة الدبلوماسية الأميركية إلى الواجهة، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى إعادة بناء التحالفات الأميركية، واستعادة دور أميركيا كزعيمة للعالم، قائلاً إن «أميركا عادت»، وتحدث بايدن عن اتباع نهج قوي إزاء الصين وروسيا.
وتفصيلاً، وعد الرئيس الأميركي بعهد جديد، بعد تخبط السياسة الخارجية في عهد سلفه دونالد ترامب، قائلاً في أولى كلماته الدبلوماسية بعد توليه المنصب إن «أميركا عادت» على الساحة العالمية.
وفي أول خطاب له حول السياسة الخارجية، تحدث الرئيس الأميركي عن الحرب في اليمن، معلناً تعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثاً لبلاده في اليمن.
وفي خطابه، قال بايدن إنّ «المملكة العربية السعودية تواجه هجمات صاروخية، وهجمات أخرى من قوات تدعمها إيران في دول عدة. سنساعد المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها».
وفي تغريدة بالإنجليزية على «تويتر»، قال نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان «نرحّب بالتزام الرئيس بايدن المعلن بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لحلّ النزاعات، والتعامل مع الهجمات من إيران ووكلائها في المنطقة».
وقال بايدن «لابد للقيادة الأميركية أن تواجه هذه الفترة الجديدة من تزايد النزعة السلطوية، بما في ذلك تنامي مطامح الصين لمنافسة الولايات المتحدة، وعزم روسيا على الإضرار بديمقراطيتنا وإفسادها. لابد لنا أن نواجه الفترة الجديدة.. فترة تسارع التحديات العالمية من الجائحة، إلى أزمة المناخ، إلى الانتشار النووي».
وأعلن بايدن في حديثه إلى موظفي الخدمة الخارجية بوزارة الخارجية، أن «أميركا عادت. الدبلوماسية عادت».
وقال بايدن إننا «دولة تقوم بأمور كبيرة، والدبلوماسية الأميركية تقوم بدورها هنا»، وقال إن «إدارتنا جاهزة لتولي زمام القيادة مرة أخرى».
وركزت كلمة بايدن على كيفية استعادة إدارته القيادة الأميركية، والتعاون مع الحلفاء، في أعقاب أربع سنوات مضطربة في عهد سلفه ترامب، الذي تبنى أيديولوجية أكثر انعزالية.
وركز على جهوده في إعادة بناء الشراكات مع حلفاء الولايات المتحدة، مثل كندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وأعضاء الاتحاد الأوروبي من بين آخرين.
وفي كلمته، أكّد الرئيس الـ46 للولايات المتحدة أنّه «سيوقف» الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من ألمانيا، في ظلّ «مراجعة شاملة لوضعية» القوات المنتشرة في الخارج، التي عهد بها إلى وزير الدفاع لويد أوستن.
وكان ترامب أعلن في يونيو رغبته في تقليص عدد القوات الأميركية في ألمانيا تدريجياً ليصل إلى 25 ألفاً. كما وقع بايدن أمراً تنفيذياً «يحدد وضع» الولايات المتحدة لزيادة عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد مرة أخرى إلى 125 ألفاً خلال العام المالي الأول لإدارته.
ويرتفع الرقم من 18 ألف لاجئ تم السماح لهم بدخول البلاد في عام 2020، في عهد إدارة ترامب.
وقال بايدن إن «الأمر سيستغرق وقتاً لإعادة بناء ما تم الإضرار به بشكل بالغ، لكن ذلك على وجه التحديد ما سنقوم به».
كما أعلن بايدن عن خطط لسياسة خارجية أميركية للطبقة المتوسطة، بما في ذلك باعتماد نهج جديد للسياسة التجارية.
واحتلت التوترات الجارية مع روسيا، واعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني، والمنافسة مع الصين، والانقلاب العسكري الأخير في ميانمار، مكانة عالية بجدول أعمال السياسة الخارجية لإدارة بايدن، وتميزت بها كلمته.
وأعرب بايدن عن تصميمه على مواجهة الصين وروسيا، متّهماً خلفه بأنه كان ضعيفاً، خصوصاً إزاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال من وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة يجب أن «تكون موجودة في مواجهة تقدم الاستبداد، خصوصاً الطموحات المتزايدة للصين، ورغبة روسيا في إضعاف ديمقراطيتنا».
وتحدى بايدن بكلماته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعا إلى الإفراج عن المعارض أليكسي نافالني.
قال «أوضحت للرئيس بوتين، بأسلوب شديد الاختلاف عن سلَفي، أن أيام صمت الولايات المتحدة أمام أعمال روسيا العدائية وتدخلها في انتخاباتنا وهجماتها الإلكترونية وتسميم مواطنيها قد ولّت».
لكن بايدن التزم الصمت إزاء التدابير التي أشار إليها مستشاره للأمن القومي جاك سوليفان من أجل «مساءلة روسيا».
وعن استراتيجيته لمواجهة الصين، قال «سنتصدى لانتهاكات الصين الاقتصادية، وسنواجه عملها القهري الشرس على مواصلة الهجوم على حقوق الإنسان والملكية الفكرية والأحكام العالمية، لكننا مستعدون للعمل مع بكين عندما يكون هذا في مصلحة أميركا».
«الكرملين» يدين خطاب بايدن ويعتبره «عدائياً جداً»
دان «الكرملين»، أمس، خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، معتبراً أنه «عدائي جداً»، غداة تصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا أدلى بها بايدن، داعياً إلى الإفراج عن المعارض أليكسي نافالني.
وقال المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف «إنه خطاب عدائي جداً، وغير بنّاء، نأسف له». إلا أن بيسكوف أعرب عن أمله في إبقاء «أساس للتعاون، رغم الكمّ الهائل من الخلافات والاختلافات حول مسائل أساسية». وأضاف أن «الكرملين» يأمل أنه لاتزال ثمة فرصة لحوار مثمر بين البلدين عندما تتلاقى مصالحهما. موسكو - أ.ف.ب
ألمانيا ترحّب بإبقاء القوات الأميركية على أراضيها
رحّبت الحكومة الألمانية، أمس، بقرار الرئيس الأميركي جو بايدن إبقاء قواعد عسكرية أميركية على أراضيها، وتعليق خطة خفض عديد القوات الأميركية في ألمانيا.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، خلال مؤتمر صحافي، أن هذا القرار الذي أعلنه بايدن في أول خطاب له حول السياسة الخارجية «سيخدم مصالح الطرفين». وأضاف «كنا دائماً على قناعة بأن القوات الأميركية المتمركزة هنا في ألمانيا تخدم الأمن في أوروبا وعبر ضفتي الأطلسي». برلين - أ.ف.ب
بايدن: مستعدون للعمل مع بكين عندما يكون هذا في مصلحة أميركا.