"نحن أمام كارثة".. خطة تركية لفصل آلاف المعلمين السوريين
يعيشُ آلاف المعلمين السوريين في تركيا "على أعصابهم"، بعد خطة عبارة عن قرار وصفوه بـ "الصادم والكارثي"، تسربت نسخة منه في الأيام الماضية، ورغم الآراء المتضاربة بشأن تفسيره، إلا أن النسبة الأكبر منها أجمعت على نية وزارة التربية التركية ومنظمة "يونيسف"، فصل الأشخاص من غير حاملي للشهادة الجامعية.
وهناك نوعان للمعلمين السوريين في تركيا: الأول من حملة الشهادة الجامعية الأولى والماجستير والدكتوراه، أما الآخر فيضم حملة المعاهد المتوسطة، وآخرون من حملة الشهادة الثانوية السورية فقط، ممن لم يتمكنوا من إتمام سنوات الدراسة الأربع بفعل ظروف الحرب التي شهدتها سورية، منذ عام 2011.
ووفقا للقرار فقد جاء بصيغة طلب وجهته وزارة التربية التركية لمديرياتها في مختلف الولايات، وطلبت فيه نسخ مصورة لشهادات المعلمين السوريين، إضافة إلى شهادات تثبت مستواهم في تعلم اللغة التركية، إذ يشترط على المعلم السوري أن يحصل على شهادة "A2".
وبالإضافة إلى ذلك ألحقت الوزارة طلبا آخرا تحدثت فيه عن ضرورة إجراء عمليات إحصاء لحملة المعاهد والثانوية العامة، والذين سيصار إلى إنهاء التعاقد معهم بعد انتهاء مدة العقود السارية، حسب ما قال المعلم نضال قطريب الذي يعيش في ولاية ماردين.
وفق إحصاء من مختلف الولايات التركية يبلغ عدد المعلمين السوريين من حملة المعاهد المتوسطة والثانوية العامة أكثر من 5000 معلم، وهو رقم كبير يهدده إجراء الفصل، والذي ورغم القرارات المسربة عنه، إلا أن التعليق الرسمي بشأنه لم يصدر حتى الآن.
ويحمل المدرسون السوريون في مراكز التعليم السورية المؤقتة صفة "المتطوع"، فهم ليسوا موظفين، ولا يخضعون للنظام الوظيفي الذي يخضع له الموظفون الأتراك.
وكانت منظمة "يونيسيف" قد وقّعت عقدا مع الحكومة التركية، يقضي بدفع أجور المدرّسين السوريين في تركيا، إذ يحصل المدرّس السوري على 2020 ليرة تركية شهريا، وهو الحد الأدنى للأجور في تركيا.
ومن شأن تطبيق قرار الفصل أن تبقى أكثر من 5000 عائلة سورية "من دون أي معيل"، فجميع المعلمين في تركيا يعتمدون على الراتب الشهري الذي يتقاضونه، والذي يعتبر الأدنى ضمن مستويات الأجور في البلاد.
ووصل عدد المعلّمين السوريين "المتطوعين" في تركيا، في أغسطس من عام 2017، إلى أكثر من 13 ألف معلّم ومعلّمة، وأعلنت وزارة التربية التركية حينها عن الاكتفاء بهذا العدد.
وتسير "التربية التركية" في الوقت الحالي في خطة دمج الطلاب السوريين والمدرسين السوريين أيضا في المدارس التركية، وذلك بالاتفاق مع منظمة "اليونسيف" التي تكفّلت بدفع مرتبات شهرية (بدل تطوّع) للمعلمين السوريين منذ البدء بخطة دمج الطلبة السوريين، في بداية العام 2017.
والقرار الذي يهدد آلاف المعلمين السوريين في الوقت الحالي كان قد سبقته عمليات فصل "تعسفي" طالت قرابة مئة معلم، أواخر العام الماضي، وحينها تحدث موقع "الحرة" مع البعض منهم، وقالوا إن الإجراء جاء بشكل تدريجي وفي فترة زمنية متقاربة، ومن دون ذكر الأسباب التي تقف وراء هذا القرار.
وشملت عمليات الفصل في ذلك الوقت المدرسين السوريين في أكثر من 21 ولاية تركية، وهي الولايات التي كانت تضم مراكز تعليم مؤقتة في السابق، وتضم حاليا معلمين سوريين تحت مسمى "متطوعين".