«الصحة العالمية» تحذّر من إهمال مرض «كوفيد طويل الأمد»
دعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء مزيد من البحوث حول مرض «كوفيد طويل الأمد»، وطالبت بالاهتمام بالذين يعانون أعراض فيروس كورونا المستجد لفترة طويلة، وذلك خلال مؤتمر ضمّ خبراء تبادلوا الخبرات حول هذه الحالة التي لاتزال غير مفهومة بما يكفي.
وعقدت المنظمة هذا المؤتمر الأول من ضمن سلسلة تمّ الإعداد لها بهدف التوسّع في فهم أعراض ما بعد الإصابة بـ«كوفيد-19»، ولم يشارك علماء وأطباء فحسب بل أيضاً أشخاص عانوا هذه الحالة.
ولاتزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من «كوفيد-19»، أعراضاً عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشكلات قلبية وعصبية.
وتشير الدراسات إلى أنّ حالة واحدة من كل 10 قد تعاني أعراضاً طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمرّ.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه مع تحوّل الاهتمام الى حملات التلقيح، لا ينبغي إهمال «كوفيد طويل الأمد».
وأضاف أن تأثير «كوفيد طويل الأمد» على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جلياً، وعلى الرغم من تعزيز مستوى البحث إلا أنه لايزال غير كافٍ.
وحذّرت الطبيبة البريطانية بالاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادّة، غايل كارسون، من أنّ «(كوفيد طويل الأمد) يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة».
وعرضت معاناة مرضى يعانون «كوفيد طويل الأمد» ويخضعون للمراقبة، في إطار تقديمها نتائج ما توصّل إليه «منتدى دعم ما بعد كوفيد».
وأشارت إلى أنّه حتى أولئك الذين لم يضطروا لدخول المستشفى للعلاج من الفيروس، فإن هذه الحالة غيّرت حياتهم، وأضافت: «الناس يفقدون وظائفهم وعلاقاتهم. هناك حاجة ملحّة لمحاولة فهم هذا الأمر».
وأشارت كارسون إلى أنّه حتى «كوفيد طويل الأمد» لدى الأطفال كان أقلّ ملاحظة مما هو عليه الأمر بالنسبة لدى البالغين. ووصفت تخصيص 45 مشروعاً فقط لـ«كوفيد طويل الأمد» من أصل أكثر من 5000 مموّلة لـ«كوفيد-19» بـ«الصادم».
وقالت المسؤولة التقنية حول «كوفيد-19» في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، إنّ المنظمة تواصل التعرف إلى هذا الجانب من الجائحة، وأضافت: «نحن نعلم أنه يتعين علينا هناك القيام بالكثير من العمل»، لافتة إلى الحاجة «للمثابرة من أجل الحصول على إجابات».
إلى ذلك، شكك عضو بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين التي حققت في منشأ فيروس كورونا، أمس، في صحة المعلومات الأميركية حول الوباء.
وكتب الخبير وعضو البعثة بيتر دازاك، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لا تثقوا كثيراً بالمعلومات الأميركية»، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها متحدث باسم الخارجية، تجنب فيها تبني الاستنتاجات الأولى لخبراء منظمة الصحة العالمية بعد جولتهم في ووهان.
وبعد مهمة استمرت أربعة أسابيع في ووهان التي كانت في بادئ الأمر بؤرة وباء «كوفيد-19»، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية، أول من أمس، أنهم لم يتمكنوا من تحقيق استنتاجات ملموسة بشأن منشأ الفيروس. واعتبرت المنظمة أنه من «المستبعد للغاية» أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في المدينة الواقعة وسط الصين، وهي فرضية دعمتها الولايات المتحدة في وقت من الأوقات.
واتهمت الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب معهد علم الفيروسات في ووهان أنه سمح بتسرب الفيروس، عرضاً أو عمداً. ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن نأت بنفسها عن فرضية تسرب الفيروس من المختبر لكنها في الوقت نفسه لم تتبن استنتاجات فريق منظمة الصحة العالمية، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: «بدلاً من القفز إلى استنتاجات دافعها أي شيء سوى العلم، نريد أن نرى إلى أين تقودنا البيانات، والعلم، وسنبني استنتاجاتنا على ذلك الأساس».
ورداً على سؤال للتعليق على موقف واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بن أمام الصحافة، إن بلاده ستواصل التعاون مع منظمة الصحة العالمية بشكل «منفتح وشفاف»، داعياً واشنطن إلى القيام بالمثل، وأعرب عن أمله في أن يتمكن خبراء منظمة الصحة من التوجه بدورهم إلى الولايات المتحدة لإلقاء الضوء على مصدر الوباء.
• خبير في بعثة المنظمة يشكك في صحة المعلومات الأميركية حول الوباء.
• طبيبة بريطانية تحذّر: «كوفيد طويل الأمد» يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة.