بايدن وترودو يؤكدان على «الصداقة الاستثنائية» لطي صفحة ترامب
وعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أول من أمس، «بمضاعفة الجهود» مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لمكافحة التغير المناخي، وذلك خلال أول لقاء ثنائي بينهما عُقد عبر الفيديو، بهدف إظهار الأولوية التي تُعطى للحلفاء المقربين، بعد التقلبات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، أن الولايات المتحدة ستسعى لإجراء انتخابات داخل مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، لاستعادة عضويتها بالمجلس.
وتفصيلاً، قال بايدن في مستهل اللقاء الافتراضي مع ترودو: «الولايات المتحدة ليس لديها صديق أقرب وأهم من كندا»، مضيفاً: «لذلك كنت الشخص الذي أجريت معه أول لقاء ثنائي بصفتي رئيساً»، ومن جهته أشاد ترودو «بالصداقة الاستثنائية» بين البلدين الجارين.
ويمتنع الرئيس الأميركي، حتى الآن، عن السفر إلى الخارج أو استقبال نظرائه في البيت الأبيض بسبب وباء «كوفيد-19».
وهذا الأمر يحول دون تمكّن الرئيس - الذي يراهن على قدرته على إعادة العلاقات الشخصية الجيدة، وكذلك الصداقات التي أقامها حين كان نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما، بين 2009 و2017 - من الاستفادة من التواصل المباشر لإثبات أن «أميركا عادت».
وتشكّل هذه السياسة الخارجية قطيعة مع شعار «أميركا أولاً» الذي كان يعتمده سلفه، دونالد ترامب، المؤيد للنهج الأحادي، تجلت، أول من أمس، خلال المحادثات مع ترودو، التي يفترض أن تليها لقاءات أخرى مع حلفاء واشنطن.
وبحث بايدن وترودو الموضوعات الملحة الراهنة مثل مكافحة التغير المناخي، والوباء، وكذلك إنعاش الاقتصاد في أميركا الشمالية.
وقال الرئيس الأميركي: «ضاعفنا الجهود لمكافحة التغير المناخي»، معلناً عن منتدى على «مستوى رفيع» لتنسيق السياسات بين البلدين الجارين، لكي يبلغ اقتصاداهما حيادية الكربون بحلول عام 2050.
من جهته، قال ترودو في انتقاد مباشر للرئيس السابق الذي سحب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، «شكراً مرة جديدة لمشاركتك النشطة للغاية في مكافحة تغير المناخ»، مضيفاً: «لقد افتقدنا كثيراً القيادة الأميركية في السنوات الأخيرة».
وأضاف أن الأميركيين لم يعودوا يحذفون «كل الإشارات إلى تغير المناخ» من البيانات المشتركة، «بل على العكس، يضيفون عليها، وهذا أمر رائع».
وبدا ترودو كأنه يريد، على الأقل علناً، طي صفحة موضوع أنبوب النفط «كيستون إكس إل»، ولم يذكره في خطاباته. ووقْف المشروع - الذي استأنفه دونالد ترامب، والذي تندد به الجمعيات البيئية - كان أحد أول قرارات جو بايدن في يناير، ما أثار خيبة أمل لدى أوتاوا التي كانت تدعمه.
وبحث بايدن وترودو أيضاً التنافس مع الصين، إذ قال الرئيس الأميركي إنه يريد «التنسيق» مع كندا «للتصدي للتهديدات لمصالحنا وقيمنا».
وقال بايدن: «بصفتنا قائدين لديمقراطيتين كبيرتين، يتعين علينا أن نثبت أن الديمقراطية لاتزال قادرة على تلبية توقعات مواطنينا، في وقت يحاول العديد من القادة في جميع أنحاء العالم، التأكيد على أن الأنظمة الاستبدادية تعمل بشكل أفضل».
ووعد «بالعمل معاً من أجل عودة» كنديين معتقلين في الصين، هما مايكل كوفريغ ومايكل سبافور، وهو دعم شكره عليه ترودو بشدة.
وأثار الرئيس الأميركي الجديد ارتياحاً لدى رئيس الحكومة الكندية، الذي كان يقيم علاقات صعبة مع ترامب.
من ناحية أخرى، شارك أنتوني بلينكن مراقباً في جلسة عبر الإنترنت للمجلس، الذي يتخذ من جنيف مقراً. وغادرت الولايات المتحدة المجلس في ظل إدارة ترامب.
وقال بلينكن: «تضع الولايات المتحدة الديمقراطية وحقوق الإنسان في صميم سياستها الخارجية، لأنهما ضروريان لتحقيق السلام والاستقرار، إننا نطلب بكل تواضع دعم جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، في محاولة للعودة إلى مقعد في هذه الهيئة».
واعترف وزير الخارجية بأن بلاده تواجه تحدياتها الخاصة في ما يتعلق بالديمقراطية والحقوق.
وقال بلينكن: «الأشخاص من ذوي البشرة السمراء في الولايات المتحدة يواجهون كل يوم تداعيات العنصرية الممنهجة والظلم الاقتصادي».
لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تتعامل بشكل صريح مع مثل هذه المشكلات على عكس الأنظمة الاستبدادية.
وتعهد بأن تواصل واشنطن انتقاد الانتهاكات في دول مثل الصين وميانمار وروسيا وفنزويلا.
وأوضح أن إدارة الرئيس، جو بايدن، تشعر بالمثل بالمخاوف بشأن مجلس حقوق الإنسان التي أعربت عنها إدارة ترامب عندما غادرت المجلس.
وقال بلينكن إن المجلس يجب أن يتوقف عن استبعاد إسرائيل، ويجب ألا يضم أعضاؤه «أولئك الذين لديهم أسوأ سجلات حقوق الإنسان».