اكتشاف طفرة جديدة من فيروس «كورونا» بمنطقة بريتاني في فرنسا
قال مسؤولو صحة في فرنسا، أمس، إنه تم اكتشاف سلالة متحورة جديدة من فيروس كورونا المستجد في منطقة بريتاني، فيما يبحث خبراء من منظمة الصحة العالمية في سلامة لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس «كورونا»، الذي توقفت عن استخدامه دول أوروبية عدة، خوفاً من آثار جانبية خطرة محتملة، بينما أودى الوباء بحياة أكثر من 900 ألف شخص في أوروبا.
وتفصيلاً، أفاد المسؤولون، في بيان، عقب اكتشاف عدد كبير من الإصابات في مستشفى بمدينة لانيون: «لا تسمح لنا التحليلات الأولى لهذه السلالة بتحديد ما إذا كانت أكثر خطورة أو عدوى من الفيروس الأصلي».
وجرى اكتشاف الطفرة الجديدة عندما ظهرت أعراض متكررة على المصابين، لكن اختبارات «كورونا» التي أجريت لهم جاءت سلبية، ويتعين الآن أن تبدأ الفحوص في فهم السلالة الجديدة بشكل أفضل، لاسيما كيفية تفاعلها مع اللقاحات والأجسام المضادة لمن أصيبوا في السابق بسلالات أخرى من الفيروس.
وأشارت السلطات الصحية في فرنسا إلى أن التحورات التي تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة أمر شائع في الفيروسات، وأن هناك أنظمة موجودة لرصد هذه التغيرات.
يأتي ذلك في وقت أوصت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية بمواصلة إعطاء لقاح أسترازينيكا، وقالت الهيئة الأوروبية إن فوائد اللقاح «تفوق أخطاره»، فيما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد «رابط» مثبت في هذه المرحلة بين اللقاح ومشكلات الدم الخطيرة، التي سُجلت لدى أشخاص تم تطعيمهم.
وعلّقت سبع دول أوروبية إضافية، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا والبرتغال ولاتفيا، أول من أمس، إعطاء لقاح أسترازينيكا إجراء احترازياً، بعد ظهور مشكلات دموية خطرة لدى بعض متلقيه، مثل تخثّر الدم وتجلّطات دموية، وحذت السويد ولوكسمبورغ وقبرص حذوها، أمس.
وتنتظر هذه الدول توصية من وكالة الأدوية الأوروبية التي تعقد، غداً، «اجتماعاً استثنائياً».
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن فريق الخبراء الاستشاري للمنظمة المعني بعمليات التلقيح، سيجتمع من أجل مراجعة سلامة اللقاح.
وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة، سمية سواميناتان، أول من أمس: «لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا».
وتأتي هذه التساؤلات في وقت أودى «كوفيد-19» بحياة أكثر من 2.66 مليون شخص في أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 900 ألف وفاة في أوروبا، القارة الأكثر تضرراً بالوباء وفقاً لإحصاء أجرته وكالة «فرانس برس»، أمس.
وسجلت المنطقة التي تشمل 52 بلداً ومنطقة، من بينها روسيا وتركيا، 900.936 ألف وفاة (من 42.689.923 مليون إصابة).
وأكد وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، الذي يأمل استئناف حملة التحصين في بلده بلقاح أسترازينيكا، غداً، أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة منه «ليسوا في خطر».
وعلّق 15 بلداً استخدام اللقاح إجراء احترازياً.
لكن جورجيا وسيراليون أطلقتا حملتهما بهذا اللقاح، أول من أمس، متجاهلتين المخاوف من آثاره الجانبية.
وفي تايلاند، تلقى رئيس الوزراء، برايوت تشان أو تشا، الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، أمس، ما يشير إلى بدء الحملة بهذا اللقاح بعد تعليقها لأيام.
وتقول شركة أسترازينيكا إنه «لا يوجد دليل على زيادة خطر» حدوث جلطة دموية ناجمة عن لقاحها، وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، أن هذا اللقاح الذي يعطى على نطاق واسع في المملكة المتحدة، «آمن» وهو «فعال جداً».
وهذه مشكلة جديدة تضاف إلى مشكلات مختبر أسترازينيكا الذي سبق أن أعلن عن خفض جديد في شحنات اللقاحات الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي، بحلول يونيو، بسبب مشكلات في التصدير.
وأعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، أمس، أن الاتحاد الأوروبي «لا يستبعد» ملاحقات قانونية ضد المختبر، مستنكراً هذه التأخيرات.
وقالت المفوضية الأوروبية، أمس، إن الاتحاد الأوروبي يتوقع أيضاً «وصول أكثر من 200 مليون جرعة» من لقاح فايزر/ بيونتك، في الربع الثاني من العام، بعد اتفاق ينص على «تسريع» عمليات التسليم.
وأعلنت «أسترازينيكا» من جانبها عن إبرامها اتفاقاً مع الولايات المتحدة لتزويد البلاد، هذا العام، بما يصل إلى 700 ألف جرعة من علاج بالأجسام المضادة قيد التطوير ضد فيروس «كورونا».
وأعلنت الصين أنها على وشك تخفيف القيود المفروضة على دخول أراضيها لمواطني دول معينة، بما فيها الولايات المتحدة، لكن بشرط أن يكونوا تلقوا لقاحاً صينياً.
- تنتظر الدول التي أوقفت لقاح أسترازينيكا توصية من وكالة الأدوية الأوروبية التي تعقد، غداً، «اجتماعاً استثنائياً».