«أسترازينيكا» تدافع عن فاعلية لقاحها
دول العالم تكافح موجات جديدة من وباء «كورونا»
تكافح دول في العالم موجات جديدة من وباء كورونا، فيما دافع مختبر أسترازينيكا عن فاعلية لقاحه ضد «كوفيد-19»، بعدما شككت هيئة أميركية ناظمة في نتائج التجارب السريرية عليه.
وتفصيلاً، قررت المفوضية الأوروبية، أمس، تشديد آليتها لمراقبة صادرات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المنتجة في الاتحاد الأوروبي، «لضمان» إمداد الدول الـ27 الأعضاء فيه، لمواجهة الموجة الثالثة من الوباء.
وبرامج التلقيح البطيئة أساساً في هونغ كونغ وماكاو، واجهت مشكلات أخرى، أمس، حيث علقت السلطات استخدام لقاح فايزر/بيونتك مؤقتاً.
وأوضحت المدينتان الصينيتان، اللّتان تتمتّعان بحكم ذاتي، أنّهما قرّرتا تعليق حملة التطعيم، بعدما تبلّغتا من «فوسون»، الشركة الدوائية الصينية المسؤولة عن توزيع هذا اللّقاح في الصين، بأنّ دفعة الجرعات ذات الرقم 210102، تعاني عيباً في التغليف.
ولم تحدّد السلطات في هونغ كونغ وماكاو طبيعة هذه العيوب، لكنّها أكّدت أنّها لا تشكّل أيّ خطر على صعيد الأمن الصحي. وقد أوضحت أنها اتخذت قراراً وقائياً، بانتظار نتائج التحقيق.
وفي داشينع إحدى ضواحي بكين، التي تعد 1.8 مليون نسمة، أطلقت حملة تقدم قسيمة شراء لكل من يقبل أخذ اللقاح، من أجل زيادة عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
ورغم هذه الأمور، فقد سرعت الدول الغنية من حملات التطعيم، لكن المخاوف تتزايد حول تزويد بقية دول العالم باللقاحات.
وكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تغريدة، أمس: «أشعر بقلق عميق، لأن الكثير من الدول المنخفضة الدخل لم تتلقَّ بَعْدُ جرعة واحدة من لقاح (كوفيد-19)».
وأضاف: «اللقاحات يجب أن تكون ذات فائدة عالمية، يجب أن يتحد العالم لجعل هذا حقيقة».
واتخذ الوباء منعطفاً نحو الأسوأ في الكثير من الدول، حيث بلغ عدد الوفيات في العالم، منذ بدء انتشار الوباء 2.735.411 مليون، والإصابات 124.167.620 مليون إصابة، بحسب حصيلة أعدتها وكالة «فرانس برس». وتجاوزت حصيلة الوفيات اليومية في البرازيل للمرة الأولى 3000، فيما يواجه قطاعها الصحي صعوبات كبرى مع تزايد عدد الإصابات.
وقال مسؤولون، أول من أمس، إن إمدادات الأوكسجين الطبي لمرضى «كوفيد-19»، تراجعت إلى مستويات «مقلقة» في ست من ولايات البرازيل، البالغ عددها 27 ولاية.
وأثار التحذير مخاوف من تكرار المشاهد المروعة في مدينة ماناوس الشمالية في يناير، حينما أدى النقص في الأوكسجين إلى اختناق عشرات المرضى.
وقالت الطبيبة، أديل بنزاكين، العاملة في ماناوس: «لا يمكن وصف رؤية عائلات تهرع لإيجاد عبوات أوكسجين، والخلافات أمام محل بيع هذه العبوات».
وأضافت: «كان الأمر أشبه بحرب، مثل الفوضى التي يخلفها قصف، حينما يركض الناس يائسين دون أن يعرفوا ماذا يفعلون».
ودفع تجدد الإصابات حكومات في العالم إلى إعادة فرض تدابير لا تحظى بتأييد شعبي، بما يشمل قرارات إغلاق، رغم توافر اللقاحات.
وفي ألمانيا، أقرت المستشارة أنغيلا ميركل بارتكاب «خطأ»، عبر رغبتها في تشديد الإجراءات في عطلة عيد الفصح، وطلبت «الصفح».
جاء ذلك بعد الانتقادات التي واجهها قرار إغلاق معظم المتاجر وإلغاء الاحتفالات الدينية، وحظر التجمعات في عطلة عيد الفصح من 1 إلى 5 أبريل.
وكانت ميركل أعلنت، أول من أمس، أن ألمانيا تواجه «وباء جديداً»، بسبب انتشار نسخ متحوّرة جديدة، محذرة بالقول: «لدينا فيروس جديد، إنه أكثر فتكاً بكثير، وأشد عدوى لفترة أطول بكثير».
ومددت هولندا القيود السارية لمواجهة «كورونا» حتى 20 أبريل، فيما حظرت النرويج بيع الكحول في الحانات والمطاعم، ضمن إجراءات جديدة، يبدأ تنفيذها اليوم الخميس.
ودافع مختبر أسترازينيكا، الإثنين الماضي، عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكداً أنه فعّال بنسبة 79% ضد فيروس كورونا لدى الأشخاص المسنّين، ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، بعد تجارب سريرية أُجريت في الولايات المتحدة شملت 32449 شخصاً.
وكان المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أعرب، في بيان صدر مساء الإثنين، عن «قلقه من أن (أسترازينيكا) ربما استخدمت معلومات قديمة في هذه التجارب، وهو أمر أدى إلى رؤية غير كاملة لفاعلية اللقاح».
وتعهد مختبر أسترازينيكا، أول من أمس، بأن يقدم في غضون 48 ساعة، بيانات حديثة لهذه الهيئة الناظمة الأميركية، مؤكداً أن النتائج الأولية، التي أعلن عنها «ثابتة».
وكان لقاح أسترازينيكا يعتبر ركيزة أساسية في محاربة الوباء، لأنه أرخص ثمناً، ومن السهل تخزينه ونقله، مقارنة مع اللقاحات الأخرى. لكن الثقة به تراجعت بعدما علقت نحو 12 دولة مؤقتاً استخدامه، بسبب حالات قليلة من تجلط الدم، رغم أن منظمة الصحة العالمية، وهيئات ناظمة أخرى، خلصت إلى عدم وجود رابط بين هذا الأمر واللقاح.
كذلك، واجه أسترازينيكا لأشهر تأخراً في الإنتاج والإمداد، حيث سلم 30% فقط من الجرعات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي، في الفصل الأول، ما أثار توتراً مع بروكسل.
جائحة «كورونا» تتفاقم في دول أوروبية عدة
قالت مفوضة شؤون الصحة الأوروبية، ستيلا كيرياكيديس، في مؤتمر صحافي، أمس، إن الجائحة تزداد سوءاً في دول أوروبية كثيرة، مع ارتفاع أعداد إصابات «كوفيد-19»، والمرضى بالمستشفيات والوفيات.
وفي مواجهة، ذلك قالت المفوضية إنها ستشدد قيود تصدير لقاحات «كوفيد-19»، المصنعة داخل الاتحاد الأوروبي.
وقالت: «عندما يصبح الوضع مقلقاً في الكثير من الدول الأعضاء، لابد من مراجعة شفافية آلية التصدير».
وأضافت: «تسجل 19 دولة، حالياً، زيادات في عدد الحالات، وهناك ثماني دول تسجل زيادة في عدد الوفيات».
واستطردت، قائلة: «الوضع مقلق لأننا شهدنا الزيادة في عدد من سلالات (فيروس كورونا)، خلال الأسابيع القليلة الماضية». بروكسل - رويترز
- إحدى ضواحي بكين، التي تعد 1.8 مليون نسمة، أطلقت حملة تقدم قسيمة شراء لكل من يقبل أخذ اللقاح.
- ميركل أقرت بارتكاب «خطأ»، عبر رغبتها في تشديد الإجراءات، وطلبت «الصفح».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news