وفاة الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا عن 99 عاماً
بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، برقية تعزية إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، وذلك في وفاة الأمير فيليب.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة في برقيته عن خالص تعازيه وصادق مواساته للملكة إليزابيث الثانية في مصابها، راجياً لها جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برقيتي تعزية مماثلتين إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية.
وكان قصر بكنغهام قد أعلن أن الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث توفي صباح أمس، في قلعة وندسور عن عمر يناهز 99 عاماً.
وعلى مدى نحو سبعة عقود ظل الأمير فيليب، ولقبه الرسمي دوق إدنبره، إحدى الشخصيات البارزة في العائلة المالكة البريطانية وظل إلى جوار زوجته طوال مدة حكمها، وهي ضمن أطول فترات الحكم في تاريخ بريطانيا، حيث تمتد منذ 69 عاماً.
وذكر القصر في بيان «ببالغ الحزن، تعلن جلالة الملكة وفاة زوجها الحبيب صاحب السمو الملكي الأمير فيليب، دوق إدنبره».
وأضاف البيان «فارق صاحب السمو الملكي الحياة في سلام صباح اليوم في قصر وندسور. ستصدر المزيد من الإعلانات في حينها. تنعى العائلة المالكة والشعوب في أنحاء العالم فقده».
وكان فيليب أميراً يونانياً عندما تزوج إليزابيث في 1947. ولعب دوراً مهماً في تحديث الملكية خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفي قصر بكنغهام ظل إحدى الشخصيات المهمة التي كانت الملكة تعول عليها وتثق بها.
وفي تكريم شخصي نادر في عام 1997، قالت الملكة إليزابيث في كلمة ألقتها بمناسبة الذكرى الـ50 لزواجهما «كان ببساطة شديدة قوتي وسندي طوال تلك الأعوام».
وقضى فيليب أربعة أسابيع في المستشفى هذا العام للعلاج من مشكلة صحية والخضوع لإجراء في القلب، لكنه عاد إلى قصر وندسور في مطلع مارس.
وكان الأمير فيليب ضابطاً بحرياً، وأقرّ أنه كان من الصعب عليه التخلي عن عمله العسكري، الذي أحبه والاضطلاع بدور زوج الملكة الذي ليست له مهام واضحة ومحددة بحكم الدستور.
وعلى نحو شخصي كان فيليب كبير عائلته دون شك، لكن البروتوكول ألزمه بأن يقضي حياته العامة خلف زوجته بخطوة حرفياً.
وبعدما ظهر أكثر من 22 ألف مرة بمفرده، اعتزل فيليب الحياة العامة في 2017، وإن ظل يشارك أحياناً في بعض المناسبات الرسمية.
وكان آخر ظهور علني للأمير فيليب في يوليو الماضي خلال مناسبة عسكرية في قصر وندسور الذي ظل يقيم به مع زوجته الملكة خلال فترة العزل العام لمكافحة جائحة «كوفيد-19».
واعتلت الملكة (94 عاماً) عرش بريطانيا في 1952. وتزوجت فيليب في 20 نوفمبر 1947 في كنيسة وستمنستر آبي ولديهما أربعة أبناء هم الأمير تشارلز، ولي العهد، والأميرة آن والأمير آندرو والأمير إدوارد.
وتوالت الإشادات في المملكة المتحدة تكريماً لذكرى الأمير فيليب، منوهة بـ«رجل استثنائي» و«مخلص» لبلده كما لعائلته.
وكان رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون أول المعزين فأشاد بـ«حياة الأمير فيليب وعمله الاستثنائيين».
وأضاف «قلوب الأمم مع الملكة والعائلة المالكة. نحن اليوم في حالة حداد مع الملكة» وعلى الإثر نُكست الأعلام في القصر.
وقال جونسون متحدثاً أمام مقر رئاسة الحكومة إن الأمير «أسهم في توجيه العائلة المالكة والملكية بحيث تبقى مؤسسة حيوية تسهم في توازن حياتنا الوطنية وسعادتها».
وتابع أن دوق إدنبره «وجه عام يحظى باحترام كبير» و«زوج مخلص» و«أب فخور ومحبّ.. كسب مودة أجيال عدة هنا في المملكة المتحدة وعبر الكومنولث وفي العالم».
وأسف زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر لـ«خسارة موظف عام استثنائي.. كرّس حياته لبلادنا» في صفوف البحرية الملكية أولاً ثم إلى جانب الملكة إليزابيث الثانية.
وقال «سنذكره خصوصاً لالتزامه الاستثنائي وإخلاصه للملكة»، واصفاً زواجهما الذي استمر أكثر من سبعة عقود بأنه «رمز للقوة والاستقرار والأمل» ومصدر إلهام «للملايين في المملكة المتحدة وخارجها».
كذلك أشاد رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي كان في السلطة عند وفاة الأميرة دياناً عام 1997، برجل «غالباً ما كان سابقاً لعصره».
وقال إنه «سيذكر بصورة خاصة بالطبع لدعمه المميز والثابت للملكة طوال سنوات مديدة، لكن ينبغي الإشادة والاحتفاء به شخصياً كرجل صاحب بصيرة وتصميم وشجاعة».
من جهتها، أعربت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجون، عن «حزنها» مقدمة التعازي باسمها واسم الإسكتلنديين إلى الملكة والعائلة المالكة.
ورأت أن الأمير فيليب سيترك «بصمة عميقة» في إسكتلندا التي كان يقيم معها «روابط عميقة وثابتة» ويقصدها بانتظام لقضاء عطلة في بالمورال.
وفي أيرلندا الشمالية، ذكرت رئيسة الوزراء الوحدوية أرلين فوستر، أن دوق إدنبره كان يحظى «باحترام كبير لخدمته النشطة والمخلصة لبلاده ولدعمه الثابت لجلالة الملكة طوال ملكها».
وأشارت إلى أنه كان يبدي «اهتماماً كبيراً بأيرلندا الشمالية، وكان له تأثير عميق وإيجابي في الآلاف من شباننا»، ولا سيما عبر برنامجه من أجل الشباب «جائزة دوق إدنبره».
كذلك أثنى رئيس بلدية لندن العمالي صديق خان على «رجل استثنائي كرّس حياته للخدمة العامة ولمساعدة الآخرين».
وأشار إلى أنه «قاتل أيضاً من أجل المملكة المتحدة والحريات العزيزة علينا اليوم خلال الحرب العالمية الثانية».
وتوالت برقيات التعزية من مختلف أنحاء العالم، والإشادات بالأمير فيليب من العديد من رؤساء وملوك وقادة دول العالم وشخصيات بارزة، منوهين بجهود الأمير الراحل وإسهاماته في خدمة المملكة المتحدة وشعبها.
كلية الأسلحة البريطانية: جنازة الأمير فيليب لن تكون رسمية
قالت كلية الأسلحة البريطانية أمس، إن جنازة الأمير فيليب لن تكون رسمية وإن جثمانه لن يُسجى ليتسنى للجمهور إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل الجنازة، وأضافت أنه تم تعديل المراسم في ضوء القيود المفروضة لمكافحة وباء «كورونا». وتابعت الكلية «الجنازة لن تكون رسمية والجثمان لن يُسجى في نعش مكشوف. سيرقد جثمان صاحب السمو الملكي في قلعة وندسور قبل الجنازة في كنيسة القديس جورج. هذه الترتيبات تتسق مع التقاليد ومع رغبات سموه». وأضافت «تم تعديل ترتيبات الجنازة في ظل الظروف السائدة التي تفرضها جائحة (كوفيد-19)، وللأسف نطلب من الناس عدم الحضور أو المشاركة في أي أحداث متعلقة بالجنازة».لندن - رويترز
جونسون:
- «الأمير فيليب كسب حب الأجيال في المملكة المتحدة وعبر الكومنولث وفي العالم».