ستولتنبرغ دعا موسكو إلى وضع حدّ لحشد قواتها

تصاعُد التوتر بين «حلف الأطلسي» وروسيا بشأن أوكرانيا

قناص من القوات المسلحة الأوكرانية خلال تدريبات عسكرية أمس. رويترز

تصاعد التوتر بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا بشأن أوكرانيا، أمس، وحضّ أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، روسيا على وضع حد لحشد قواتها «غير المبرر» حول أوكرانيا، الذي أثار مخاوف من حدوث تصعيد في النزاع الدائر منذ سنوات.

بدورها، ردّت موسكو عبر التأكيد أنها أرسلت قوات إلى حدودها الغربية لإجراء تدريبات قتالية، نظراً إلى ما وصفته بـ«التهديدات الصادرة عن حلف الأطلسي»، في ظل سجال تزداد حدّته بين الغرب وروسيا.

واقترح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عقد قمة في دولة ثالثة، خلال الأشهر المقبلة، من أجل بناء علاقة مستقرة مع روسيا، وفق البيت الأبيض. وأعلنت الرئاسة الأميركية، في بيان، أن بايدن أعرب خلال محادثات هاتفية جديدة مع بوتين عن قلقه إزاء الحشد المفاجئ للقوات الروسية في القرم وعند الحدود الأوكرانية، داعياً موسكو إلى خفض التوترات.

وأكد الكرملين، في بيان، أن بوتين وبايدن أبديا استعدادهما لمواصلة الحوار بهدف ضمان الأمن العالمي، وأن بايدن أبلغ بوتين أنه يريد تطبيع العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات الحد من التسلح والبرنامج النووي الإيراني وأفغانستان وتغير المناخ.

وبينما ارتفع منسوب القلق، عقد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، محادثات مع ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بروكسل.

وقال ستولتنبرغ خلال لقائه كوليبا: «في الأسابيع الأخيرة، حرّكت روسيا آلاف الجنود المستعدين للقتال إلى الحدود الأوكرانية، في أكبر حشد للقوات الروسية منذ الضم غير الشرعي للقرم عام 2014».

وأضاف أن «حشد روسيا الكبير لقواتها غير مبرر ولا تفسير له، ومقلق للغاية، وعلى روسيا وضع حد لحشد قواتها داخل أوكرانيا وحولها، ووقف استفزازاتها وخفض التصعيد فوراً».

وردّ وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالقول إن موسكو نشرت قوات عند حدودها الغربية في إطار «تدريبات قتالية»، رداً على خطوات حلف الأطلسي العسكرية.

وقال شويغو في تصريحات متلفزة: «رداً على أنشطة التحالف العسكرية التي تهدد روسيا، اتّخذنا إجراءات مناسبة»، مضيفاً: «القوات أبدت استعداداً كاملاً، وسيتم استكمال التدريبات في غضون أسبوعين».

وتضغط أوكرانيا، التي تقدّمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي سنة 2008، على القوى الغربية لدعمها عملياً في إطار مسعاها لصد أي عمل عدائي جديد من قبل روسيا.

وقال كوليبا أثناء اللقاء الذي جمعه بستولتنبرغ: «لن يكون بإمكان روسيا مباغتة أحد بعد الآن. أوكرانيا وأصدقاؤها في حالة يقظة».

وتابع: «لا ولن نضيع الوقت، وفي حال قامت موسكو بأي خطوة متهورة أو أطلقت دوامة جديدة من العنف، فستكون الكلفة باهظة».

كما التقى كوليبا في بروكسل ببلينكن، الذي عاد لعقد محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي، بعد زيارة الشهر الماضي.

وشدد بلينكن على أن «الولايات المتحدة تقف بحزم خلف سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا»، وأشار إلى أن التحالف سيناقش «طموحات (كييف) الأوروبية - الأطلسية».

ولايزال أعضاء حلف شمال الأطلسي مترددين حيال الاستجابة لمناشدة أوكرانيا تسريع عملية انضمامها إلى الحلف.

ونقلت وكالات إخبارية روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله إنه «إذا حصل أي تصعيد، فستقوم موسكو بالطبع بكل ما يمكن لضمان أمنها وسلامة مواطنيها أينما كانوا».

وأضاف: «لكنّ كييف وحلفاءها في الغرب سيتحمّلون المسؤولية الكاملة عن أي تفاقم مفترض».

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في شرق أوكرانيا.

• بايدن يقترح على بوتين عقد قمة في دولة ثالثة، ويدعو موسكو إلى خفض التوترات.

تويتر