تفاقم أزمة «كوفيد-19» في الهند والمستشفيات تستغيث للحصول على الأوكسجين
أطلقت مستشفيات الهند مناشدات عاجلة للحصول على الأوكسجين أمس، مع تفاقم أزمة «كوفيد» في البلاد إلى مستويات مروعة، حيث طالبت منظمة الصحة نيودلهي بفرض قيود على التنقلات والاختلاط لتحجيم جائحة «كورونا».
وفيما أعلنت اليابان حالة الطوارئ في طوكيو، قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد استضافتها الألعاب الأولمبية، يضغط تفشي «كوفيد-19» بشكل كبير على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، في ظل غياب أي مؤشرات على قرب السيطرة على الوباء الذي أودى بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وتفصيلاً أُرجعت الموجة التي تشهدها الهند إلى نسخة متحورة جديدة للفيروس تُعد «طفرة مزدوجة»، وسماح الحكومة بالتجمّعات الكبيرة التي تحوّلت إلى مناسبات شهدت انتشار الفيروس على نطاق واسع.
وسجّلت الهند أمس، أكثر من 332 ألف إصابة جديدة و2000 وفاة خلال يوم واحد، بينما دقّت المنشآت الصحية ناقوس الخطر حيال نقص إمدادات الأوكسجين للمرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفّس.
وكتب أحد أكبر المستشفيات الخاصة في نيودلهي على «تويتر»، «نداء استغاثة.. هناك إمدادات أوكسجين لأقل من ساعة في مستشفى ماكس سمارت وماكس ساكيت».
وأضاف «يحتاج أكثر من 700 مريض تم استقبالهم إلى مساعدة فورية».
وقد توفي 25 من الحالات «الأكثر خطورة» خلال الـ24 ساعة الماضية في مستشفى سير جانجا رام في دلهي، الذي وجه نداءً طارئاً للسلطات صباح أمس، قائلاً إن «لديه كمية أوكسجين تكفي لمدة ساعتين إضافيتين فقط، فضلاً عن أن هناك 60 مريضاً آخرين في المستشفى يواجهون خطر الوفاة».
وقال مدير المستشفى «دي إس رانا» إنه كان هناك عدد كبير من الوفيات جراء الإصابة بمرض «كوفيد-19» لأول مرة خلال الـ24 ساعة الماضية، لكنه لم يربط تلك الوفيات بنقص الأوكسجين. ومع ذلك، أخبر أطباء كبار شبكة «إن دي تي في» الهندية، أن نقص الأوكسجين يمكن أن يكون «عاملاً مساهماً» في الوفيات.
وتُعد العاصمة دلهي هي الأكثر تضرراً من بين مدن الهند، حيث أبلغ العديد من المستشفيات عن نقص متزايد في الأوكسجين والأسرة والأدوية وسط ارتفاع في الحالات، وطلبت المساعدة من المحاكم.
ووصفت المحكمة العليا أزمة الصحة العامة بأنها حالة طوارئ وطنية ووجهت الحكومة لإعداد خطة وطنية.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير في حصيلة الإصابات اليومية مع تسجيل العديد من الوفيات في أحد أكبر مستشفيات العاصمة نيودلهي، بسبب النقص الحاد في الأوكسجين الطبي.
وأشارت البيانات إلى إن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في الهند قد وصل إلى 186 ألفاً و920.
وتفاقمت المأساة مع مصرع 13 مصاباً بـ«كوفيد» في بومباي، إثر اندلاع حريق في مستشفى في إحدى ضواحي مدينة بومباي، حيث كانوا يتلقون العلاج، في آخر حلقة ضمن سلسلة الحرائق التي تشهدها منشآت الهند الصحية.
وصرح المسؤول في الإطفاء موريسون خافاري، بأن «17 مريضاً كانوا في وحدة العناية المركزة في مستشفى فيجاي فالابيه عندما اندلع حريق، توفي 13 منهم، ونُقل أربعة آخرون إلى منشآت أخرى».
وأغلقت دول أخرى حدودها أمام الهند خوفاً من النسخة الجديدة من الفيروس.
وفي جنيف، قال مدير إدارة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، أمس، إن على الهند أن تفرض قيوداً على الحركة والاختلاط لتقليص الارتفاع الحاد في حالات العدوى بفيروس كورونا المستجد.
ووصف الحد من انتشار المرض في الهند بأنه «مهمة صعبة للغاية».
وقال «علينا أن نقلص الاختلاط بكل ما في وسعنا لخفض العدوى. الحكومة الهندية تدرس القيام بذلك». وأعلنت اليابان أمس، حالة الطوارئ في طوكيو وثلاث مناطق أخرى، قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد استضافة البلاد لدورة الألعاب الأولمبية.
وسجّلت منطقة العاصمة الخميس أكثر من 860 إصابة جديدة بالفيروس، وهي أرقام غير مسبوقة منذ يناير. وارتفع عدد الإصابات خلال الشتاء لتعاود ارتفاعها منذ رفع حالة الطوارئ السابقة في مارس.
وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا «قررنا إعلان حالة الطوارئ في محافظات طوكيو وكيوتو وأوساكا وهيوغو». ويأتي فرض حالة الطوارئ للمرة الثالثة قبل ثلاثة أشهر فقط من بدء دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة في طوكيو.
وقال كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو «سنتّخذ إجراءات طارئة قوية وموجزة ومحددة».
وبدأت برامج التطعيم التي اتّسمت انطلاقتها بالبطء الشديد في العديد من الدول الأوروبية بالتسارع.
وتتوقع ألمانيا فتح باب التطعيم لجميع البالغين في يونيو على أبعد تقدير، وفق ما أفاد وزير الصحة ينس شبان.
وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات متلفزة، إنه سيوقع مرسوماً لإعلان الفترة من 4 إلى 7 مايو عطلة في روسيا لاحتواء انتشار فيروس «كوفيد-19».
ووافق بوتين على اقتراح من رئيسة هيئة الصحة العامة آنا بوبوفا، بتمديد أيام العطلة بين عطلات نهاية الأسبوع في أوائل مايو للحد من العدوى.
• الصحة العالمية: على نيودلهي فرض قيود على التنقلات والاختلاط لتحجيم جائحة «كورونا».