كانت وراء معظم صراعات ما بعد الحرب العالمية الثانية
تصدير الاضطرابات وسيلة أميركا للهيمنة على العالم
«حسناً، تريد وكالة الاستخبارات المركزية زعزعة استقرار الصين، وستكون أفضل طريقة للقيام بذلك هي إثارة الاضطرابات والانضمام إلى هؤلاء الأويغور، في شينغيانغ». هذه هي الكلمات التي قالها رئيس الأركان الأميركي لورانس ويلكرسون، لوزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، في معهد «رون بول للسلام والازدهار»، في أغسطس 2018، عند شرح أسباب وجود بلاده العسكري في أفغانستان، المتاخمة للحدود الصينية.
ولم يخف ويلكرسون نية واشنطن احتواء الصين من خلال زعزعة استقرار منطقة شينغيانغ، ذات الحكم الذاتي. وقد أثبتت الحقائق أن تصدير الاضطرابات وتعريض العالم للخطر من أجل مكاسب واشنطن الخاصة، محفور في الحمض النووي للهيمنة الأميركية. وزعزعة استقرار العالم من خلال تصدير الاضطرابات هو «خطيئة أولية» للولايات المتحدة، لا يمكن التغاضي عنها. ولم تكن الصين الهدف الوحيد للولايات المتحدة في حملتها الشريرة.
وعلى مر السنين، قامت الولايات المتحدة، للحفاظ على هيمنتها، بشن الحروب والتحريض على الأنشطة الإرهابية مراراً، ما تسبب في اضطرابات في أجزاء أخرى من العالم. وتشير الأرقام إلى أنه بين نهاية الحرب العالمية الثانية و2001، أطلقت الولايات المتحدة 201 من أصل 248 صراعاً عسكرياً في 153 دولة ومنطقة. وتُظهر الأبحاث التي أجراها باحثون أميركيون أنه بين عامي 1947 و1989، كانت الولايات المتحدة متورطة في 64 محاولة «لتغيير النظام» ضد الحكومات الأخرى. وكانت أميركا وراء انتفاضات «الربيع العربي» في غرب وشمال إفريقيا، و«الثورات الملونة» في آسيا وأوروبا، فضلاً عن حملات «التطور السلمي» في جميع أنحاء العالم.
إن الولايات المتحدة، التي تلعب دور «شرطي العالم»، تعمل كشرطي سيئ بنيتها الحفاظ على الهيمنة الأميركية باسم حماية السلام. وقد أظهرت حقيقتها كأكبر قوة مزعزعة للاستقرار في العالم، ومحفزة للاضطرابات الإقليمية، ومخالفة للنظام الدولي، ومخربة للسلام العالمي.
ومن خلال تصدير الاضطرابات، جلبت الولايات المتحدة فظائع هائلة إلى العالم، وخلقت أزمات إنسانية مروعة. وأدت الحرب الأفغانية، وحرب العراق، والحرب السورية، وهي حروب شنتها الولايات المتحدة أو شاركت فيها، إلى نزوح عشرات الملايين من الأشخاص.
وتسببت الحروب السابقة، مثل الحرب الكورية وحرب فيتنام، في مقتل الملايين من المدنيين. وتسببت قنابل اليورانيوم المنضب، التي استخدمها الجيش الأميركي في حرب كوسوفو في زيادة حالات الإصابة بسرطان الدم. وأدى استخدام الجيش الأميركي لمادة لنزع ورق الأشجار، خلال حرب فيتنام، إلى تدمير خُمس الغابات في الدولة الآسيوية.
يجب أن ينتبه العالم لكيفية إخفاء الولايات المتحدة لنواياها الحقيقية بالسعي إلى الهيمنة عند تصدير الاضطرابات. ويتجه عالم اليوم نحو علاقات دولية شفافة، حيث تحظى معايير المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بقبول عالمي، وتحظى باحترام كبير. وقد حان الوقت ليقوم «العم سام» بالتأمل الذاتي، الذي تشتد الحاجة إليه، ومن ثم تغيير مساره. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة ستكون معزولة إذا اختارت أن تكون في الجانب الخطأ من التاريخ.
وان ليتشن - كاتب ومحلل صيني
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news