عباس يبحث مع العاهل الأردني «الأوضاع الخطيرة» في القدس
112 جريحاً فلسطينياً في ليلة ثانية من المصادمات بالقدس.. واحتجاجات في الشيخ جرّاح
أصيب 112 شخصاً منذ مساء السبت خلال الاحتجاجات التي تشهدها القدس الشرقية بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية لترتفع الإصابات إلى نحو 300 منذ الجمعة وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في حين أعلنت الشرطة عن ارتفاع أعداد الإصابات في صفوفها إلى نحو 20 إصابة. وفي رام الله بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العاهل الأردني عبدالله الثاني، أمس، «الأوضاع الخطيرة» في القدس في ظل التوتر مع إسرائيل.
وتوزعت الإصابات ما بين حي الشيخ جرّاح حيث تواجه عائلات عدة تقطنه خطر إخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وباب العامود أحد المداخل الرئيسة للبلدة القديمة حيث أطلقت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه العادمة والرصاص المطاطي باتجاه المحتجين لتفريقهم.
وأسعفت طواقم جمعية الهلال الأحمر في وقت مبكر من صباح أمس «21 إصابة في محيط المسجد الأقصى»، معلنة أن الإصابات ارتفعت منذ مساء السبت إلى 112 إصابة.
وقالت الشرطة إنها فرقت المحتجين في حي الشيخ جرّاح بعد أن ألقوا الحجارة باتجاه قواتها.
وتجددت الاحتجاجات مساء السبت، بعد ليلة صعبة من المواجهات التي شهدتها باحات المسجد الأقصى الجمعة، وأسفرت عن إصابة 200 محتج.
وفي باب العامود أطلقت قوات الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت لتفريق المحتجين الفلسطينيين الذين رشقوا القوات بالحجارة وأضرموا النار في حاجز متنقل للشرطة.
وفي حي الشيخ جرّاح الذي شهد احتجاجات يومية على مدى الأيام الأخيرة ضدّ احتمال إخلاء عائلات فلسطينية لصالح مستوطنين إسرائيليين، نزل فلسطينيون مساء السبت إلى الشوارع ورشقوا قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة.
وفي غزة، رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق صاروخ من القطاع بقصف ما وصفه بأنه «هدف عسكري» جنوب القطاع. كما تم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي شرق القطاع، حيث أشعل المتظاهرون إطارات سيارات وأطلقوا بالونات حارقة نحو الجانب الآخر.
وفي القدس، أكدت الشرطة في بيان أمس، اعتقال تسعة من المحتجين بتهمة «الإخلال بالنظام العام وإلقاء الحجارة وقنبلة دخانية ومهاجمة الشرطة».
وأشار البيان أيضاً إلى إصابة «17 شرطياً تلقوا العلاج ميدانياً من قبل جهاز الشرطة الطبي».
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رد الشرطة. وقال في مستهل اجتماع مجلس الوزراء أمس «لن نسمح لأي عنصر متطرف بالتشكيك في التهدئة في القدس.. لن نسمح بأعمال شغب عنيفة».
وأضاف نتنياهو «إن إسرائيل سترد بقوة». وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل البناء في القدس، رغم ضغوط قال إنها تمارس عليها كي لا تبني في القدس.
وقوبلت الأحداث في القدس بدعوات دولية للتهدئة، إذ دعا البابا فرنسيس أمس، إلى إنهاء المواجهات.
وقال الحبر الأعظم في رسالة بعد صلاة الأحد «أتابع بقلق خاص الأحداث التي تجري في القدس.. أصلّي لكي تكون (القدس) مكان لقاء لا مكان اشتباكات عنيفة، مكاناً للصلاة والسلام».
وتابع «أدعو الجميع لكي يبحثوا عن حلول مشتركة.. إنَّ العنف لا يولد إلا العنف. كفى اشتباكات».
وعبرت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتّحدة وروسيا والاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة) عن «قلقها البالغ» إزاء أعمال العنف في القدس الشرقية، وحثت على «ضبط النفس».
وقالت في بيان «نحن قلقون من التصريحات الاستفزازية التي أدلت بها بعض الجماعات السياسية».
من جهتها، عبرت وزارة الخارجية الأميركية عن شعورها «بقلق بالغ إزاء المواجهات الدائرة في القدس، بما في ذلك في الحرم الشريف وحي الشيخ جرّاح».
وقالت روسيا إن مصادرة الأراضي والممتلكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية «انتهاك للقانون الدولي».
وفي رام الله، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العاهل الأردني عبدالله الثاني، أمس، «الأوضاع الخطيرة» في القدس في ظل التوتر مع إسرائيل.
وذكر بيان للرئاسة أن عباس والعاهل الأردني بحثا «الاعتداءات الإجرامية لقوات الاحتلال على المصلين الآمنين في المسجد الأقصى، ومنع وصول الآلاف منهم لأداء واجباتهم الدينية في شهر رمضان الفضيل».
وأضاف البيان أنه جرى تناول «الاعتداءات الممنهجة على الفلسطينيين في الشيخ جراح (في شرق القدس)، والسعي لطردهم من بيوتهم والاستيلاء عليها لصالح المستوطنين».
وحسب البيان «تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل والتحرك المشترك وعلى الأصعدة وفي المحافل كافة، من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية».
وكان الأردن حذّر إسرائيل من مواصلة اعتداءاتها «الهمجية» على المسجد الأقصى، وطالبها بوقف اعتداءاتها «الهمجية» على المصلين في المسجد، وقال إنه سيُصعّد الضغط الدولي عليها.
وقالت حكومة الأردن في بيان «ما تقوم به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية من انتهاكات ضد المسجد، واعتداءات على المصلين تصرف همجي مرفوض ومدان».
• نتنياهو يؤكد مواصلة البناء في القدس رغم الضغوط.. والبابا فرنسيس يدعو إلى إنهاء العنف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news