تقرير أميركي سري للغاية: فيروس كورونا ربما تسرب من مختبر صيني
كشف تقرير أميركي مصنف على أنه "سري للغاية"، أن باحثون أميركيون وجدوا أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ربما يكون قد تسرب من مختبر في مدينة ووهان الصينية، وفقاً لأربعة أشخاص مطلعين على الوثيقة.
وأوضحت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، اليوم الاثنين، أن التقرير أصدره باحثون في مختبر لورانس ليفرمور الوطني المدعوم من الحكومة الأميركية في مايو 2020، وتم توزيعه على أعضاء الكونغرس مؤخراً.
وحذرت مصادر متعددة شبكة CNN من أن التقرير لا يقدم دليلاً قاطعاً على أن الفيروس تسرب من مختبر أو أن كان ذا مصدر حيواني، لكن لكنه يقدم بعض الأدلة الظرفية التي تدعم نظرية تسرب الفيروس المختبر.
وأوضحت الشبكة أنه ليس من الواضح مدى تأثير النتائج التي توصلت إليها الباحثون في تعزيز فهم الحكومة الأميركية لأصول الفيروس، ولا ما إذا كانت الوثيقة تؤثر في نقاش محتدم حول ما إذا كان نوع الأبحاث التي يتم إجراؤها على فيروسات كورونا في المختبر الصيني قد تكون ساهمت في نشأة الفيروس.
وفقًا لمصدرين بالكونغرس. فإن بعض النواب أعربوا عن إحباطهم من عدم تمكنهم من الوصول إلى التقرير السري وقت صدوره، وضغط بعضهم في الأسابيع الأخيرة للحصول على مزيد من المعلومات حول التقرير المصنف على أنه "سري للغاية".
وقال النائب مورغان غريفيث، وهو جمهوري من ولاية فرجينيا وعضو في لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأميركي: "أعتقد أنه كان ينبغي إطلاع لجان الرقابة المختلفة على التقرير وقت صدوره".
ويجري الجمهوريون في اللجنة تحقيقاتهم الخاصة في أصول فيروس كورونا، كما طلبوا وثائق إضافية من المعهد الوطني للصحة ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة.
وقالت شبكة "سي إن إن" إنه بعد مرور عام على إصدار التقرير لأول مرة، أصبح التقرير مهماً الآن ليس فقط لما يكشف عنه، ولكن لأنه قدم بعض الدعم المبكر لنظرية الإدارة الأميركية السابقة، القائلة بأن الفيروس قد تسرب من مختبر في ووهان بالصين، في وقت كانت فيه الاستخبارات الأميركية - على الأقل علنًا - وكذا المجتمع يعتقدون أن الفيروس ليس من صنع الإنسان، ومن المحتمل أنه نشأ بشكل طبيعي.
في غضون ذلك، قال مسؤولان سابقان مقربان من تحقيقات إدارة ترامب في أصول وباء فيروس كورونا، إن التقرير لم يكتشفه صناع السياسة الأميركيين الذين يحققون في الأمر إلا بعد شهور من إصداره، مما أثار اتهامات بأن البعض قام بـ"دفن المعلومات التي تثبت صحة ما روجته إدارة ترامب".
ومع ذلك، رأى مسؤولون في الكونغرس مطلعون على التقرير إن الجمهوريين في لجنة الطاقة يروجون للتقرير الآن باعتباره حيلة سياسية بحتة تهدف إلى التأكيد على أن رواية ترامب ونظرية تسرب الفيروس من المختبر كانت صواباً، بمعنى أنهم قاموا بتسييس البحث عن أصول (كوفيد-19).
وقال مسؤول في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي إن اللجنة قامت بالفعل بمراجعة الوثيقة كجزء من تحقيقها، وقال اثنان من أعضاء الكونجرس إن المشرعين في لجنتين أخريين على الأقل كان لديهم في السابق إمكانية الوصول إلى المعلومات الواردة في التقرير وتم اطلاعهم على النتائج التي توصل إليها العام الماضي، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان مشرعو لجنة الطاقة والتجارة من بين أولئك الذين علموا بوجود التقرير.
ويصر المشرعون الجمهوريون الذين يحققون في الأمر، البحث عن مزيد من المعلومات، وقال غريفيث: "إذا قادنا ذلك إلى الخفاش ، فلا بأس! أنا شخصياً أعتقد أنه من المرجح أن يكون حادثاً مختبرياً".
يشار إلى أن رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية إلى ووهان، بيتر بن إمبرك، أعلن في فبراير الماضي، أن فرضية تسرب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من مختبر مستبعدة للغاية، موضحاً أن الفرضية الأكثر ترجيحاً هي أن فيروس كورونا انتقل إلى الإنسان عبر حيوان وسيط.
وأضاف بعد ختام مهمة البعثة في مدينة ووهان الواقعة وسط الصين، التي أعلن فيها عن ظهور الفيروس للمرة الأولى، أن التحقيق كشف عن معلومات جديدة، لكنه لم يغير كثيراً التصورات الموجودة بالفعل عن تفشي المرض.