عاش وأسرته حياة مضطربة
زوجة نجيب سرور تحلم بالدفن بجوار زوجها في مصر
أطلقت أسرة الشاعر الراحل نجيب سرور، نداء على صفحات التواصل الاجتماعي، أعادت نشره صحف مصرية، دعت فيه إلى رعاية زوجة سرور السابقة، التسعينية ألكسندرا كورساكوفا، التي تصل القاهرة في التاسع من سبتمبر الجاري، حيث تحلم بشيخوخة هادئة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تعيشها، ورغبتها في أن تدفن بجوار زوجها بعد رحيلها، بعد رحلة قاسية عاشتها أسرة سرور في أماكن مختلفة من العالم، تلقت فيها صدمات تراجيدية متتالية.
صعد نجم نجيب سرور في الستينات والسبعينات، حيث عرف بموهبته المتميزة، وامتلاكه موهبة شعرية مشهودة، حيث قدم أعمالاً شعرية ونصوصاً مسرحية لاقت استقبالاً حافلاً، مثل «يس وبهية»، و«آه يا ليل يا قمر» و«قولوا لعين الشمس»، و«منين أجيب ناس» و«بروتوكولات حكماء ريش».
وقد أثارت مجموعة قصائد سرور، المسماة على سبيل التخفيف «أميات»، والتي كتبها في الفترة ما بين 1969 و1974، واتسمت بالخروج والتجاوز الأخلاقي في ألفاظها التي وصلت إلى حد الفحش، فضلاً عن مضمونها السياسي الحاد، ضجة واسعة في مصر، عرض سرور للانتقاد من جمهور ونقاد، وللصدام مع السلطات.
تعرفت كورساكوفا إلى نجيب سرور أثناء دراسته الإخراج المسرحي بموسكو، لكنه لم يستمر هناك كثيراً، حيث اتهم زملاءه بالتجسس عليه، وغادر من هناك إلى المغرب، ليعود بعدها إلى مصر.
وقال بيان أسرة سرور، الذي كتبه فريد سرور، إن «أمي الحبيبة، ألكسندرا كورساكوفا، ذات الـ90 عاماً، السيدة العظيمة، أرملة وشريكة مشوار حياة ونضال الرجل المصري العظيم، الشاعر نجيب سرور، تعاني منذ سبع سنوات أمراض الشيخوخة، الديمنثيا، والزهايمر، وضعف النظر، ولقد فقدت أيضاً قدرتها على السير على قدميها، بسبب ضعف ساقيها، وآلام في ركبتيها والمفاصل، كما تعاني اضطرابات في جهازها الهضمي، وبسبب ذلك باتت تأكل بصعوبة، وأصبحت نحيفة جداً».
وكانت السيدة كورساكوفا قد سافرت إلى الهند للمكوث بجانب ابنها شهدي نجيب سرور، والذي توفي إثر إصابته بسرطان الرئة في الهند عام 2019.
وأضاف فريد «الرحمة واجبة وممكنة لأمي بالرعاية الخاصة، والعلاج والحب قبل الموت، وليس بعده فقط، ولذلك أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى الوزراء، مرفقة بطلب للحكومة المصرية بإرسال سيارة إسعاف لاستقبالنا في المطار عند الوصول، ونقل أمي إلى مستشفى مصري جيد».
وقال رئيس تحرير صحيفة القاهرة السابق، سيد محمود، إن «ما حدث مع نجيب سرور ذهب الآن كله إلى التاريخ، أما نحن فليس لدينا سوى الأمل، والنظر في بيان فريد سرور عن والدته، كفرصة ذهبية لإعادة الاعتبار للشاعر الراحل، وتحقيق رغبة أرملته العجوز».
يذكر أن نجيب سرور، واسمه الأصلي محمد نجيب محمد هجرس، من مواليد قرية إخطاب، التابعة لمركز أجا بالدقهلية في الأول من يونيو 1932، قد سبق زواجه من الفنانة سميرة محسن، إذ التحق سرور في مطلع حياته التعليمية بكلية الحقوق، ثم تركها ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقد انتمى في الجامعة لجماعة «حدتو» اليسارية، وعرف بآرائه السياسية الراديكالية التي عرضته للاعتقال والفصل، وسافر للاتحاد السوفييتي في منحة دراسية، لكنه اتهم زملاءه بالتجسس عليه، فغادرها إلى المغرب ليعود بعدها إلى مصر، لتدخل حياته في سلسلة من الصدامات والاضطرابات، تنتهي بوفاته في مستشفى الأمراض العقلية عام 1978.
التحق سرور في مطلع حياته التعليمية بكلية الحقوق، ثم تركها ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وقد انتمى في الجامعة إلى جماعة «حدتو» اليسارية، وعرف بآرائه السياسية الراديكالية التي عرضته للاعتقال والفصل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news