المرصد.. «التعليق الرياضي في عهدة النساء»
دخلت المرأة مجالاً إعلامياً جديداً هو التعليق الكروي، وتذهب آراء البعض إلى أنها قد تتسيده قريباً، بينما تذهب آراء أخرى إلى احتمالية توقف وجودها فيه على المستوى الرمزي لخشونة هذا المجال، واحتياجه إلى «صوت جهوري حاد»، على حد تعبير معلق عربي لمحطة «بي بي سي».
لم يكن اقتحام هذا العالم في مجتمعاتنا العربية بالأمر السهل، يكشف هذا ما روته المعلقة الرياضية سوسن سعد في حوارات صحافية، عن الصعوبات التي واجهتها فيه، والتي لم تتجسد في الاحتكار الذكوري فحسب، بل وتطلبه صياغة شخصية متميزة بناءً على أسس علمية.
تحكي سعد أيضاً عن الحاجز الأولي، وهو إقناع الأسرة بالفكرة، في ظل أن سعد تنتمي إلى أسرة عربية تقليدية، والدها مصري وأمها أردنية وكبرت وترعرعت على أرض الإمارات، وتضمن هذا الإقناع تحملها النجاح والفشل.
وتروي ريتا عيزوق، المعلقة الكروية السورية تجربة مشابهة، لكنها تشير إلى مدخل سهّل عليها الرحلة، وهو شقها لطريقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد سجلت عيزوق بمساعدة شقيقتها محاكاة لتعليق على مباراة بين برشلونة وريال مدريد وبثته على «يوتيوب»، وفوجئت باستقبال التجربة بشكل مشجع من أعداد معقولة من المشاهدين.
أما هيلة الفراج، المعلقة الرياضية السعودية، فقد بدأت التجربة بإعلانها على وسائل التواصل، وقالت لـ«بي بي سي» إنها مستعدة لسماع جميع الآراء المؤيدة والمعارضة لهذه الخطوة، مطالبة المتابعين بإعطاء فرصة للتجربة.
وتشكل هذه الأصوات عينة لمعركة تخوضها المعلقات في مجتمعاتنا، يضيف إليها موقع «درج» معركة أخرى متعلقة بالذكورية اللغوية التي سادت التعليق الرياضي من فترة طويلة، حسب الموقع، اذ سادت تعبيرات قد تعتبرها النساء متحيزة، أو تعكس عنفاً أو تمييزاً لغوياً، مثل المهاجم «عريس المباراة»، والمدافع «يذود عن شرف مرماه»، وحراس المرمى «يحافظون على عذرية شباكهم»، بحسب تقدير الموقع.
على الصعيد العالمي، وحيث الحركة النسائية أكثر حضوراً، تأخذ المعركة أشكالاً أكثر حدة.
فمعركة اللغة مثلاً تأخذ شكلاً مساواتياً، الحافر تلو الحافر، فالمعلقة ايميلي ماكيم مثلاً، ترفض استخدام تعبير «كأس العالم» فقط كي يشير إلى كأس العالم للرجال، بينما يقال «كأس العالم للسيدات»، حين تكون النساء هن اللواتي يلعبن، والمعلقة لوكاس أي كرويد، على موقع «ذي غلوبال سبورتس ماترز»، تحتج على أن نسبة المعلقات لم تتخطَّ الـ11% في الولايات المتحدة، أما المعلقة الفنلندية إينسا فانينو فتطالب بخطة قصدية لزيادة الإعلاميات وقصص الرياضيات على حد سواء.
إيجاز القول إن النساء قادمات ومتحفزات وعازمات على التغيير، لغة ومضامين، وما على الرجال إلا الاستماع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news