إنترفيو.. تسميم والدي يدل على أنه كان محقاً في ما يفعل
بعد أن تعرض والدها للاضطهاد والتسميم والسجن، تناقش داريا نافالني، ابنة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني، تجربتها أثناء الهجوم على والدها، وما يكتبه لها من السجن وكيف تشعر حيال الجناة. وفي الوقت الذي تستعد فيه داريا للحديث أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا، عن محنة والدها، أجرت معها مجلة «ديرشبيغل» الألمانية مقابلة، في ما يلي مقتطفات منها:
■ هل قدم لك والدك أي نصيحة في ما يتعلق بمرافعتك المزمعة في ستراسبورغ؟
■■ لقد كتبت له: إنني كما تعلم سأتحدث أمام البرلمان الأوروبي، وأنت تعلم أيضاً أنني أبلغ من العمر 20 عاماً، ولست معتادة على مثل هذه الأشياء. فقال لي: تكلمي من قلبك! لكنني لم أُلقِ من قبل خطاباً مهماً أمام أعضاء برلمان، ويبدو أنها ليست نصيحة جيدة بالنسبة لي؛ لذلك كتبت له مرة أخرى وقلت له: دعنا نتناول الخطاب نقطة تلو الأخرى. وما أقوله وما لا أقوله هو رأيي، فأقرني على ذلك. ويسعدني بالطبع أنه اختارني لقبول الجائزة نيابة عنه.
■ نشأتِ كابنة لسياسي معارض يكرهه القادة الروس في موسكو.. كيف شكل ذلك طفولتك وشبابك؟
■■ ولدت في أسرة عادية وقضيت طفولة طبيعية، وعندما كنت في العاشرة من عمري تم احتجاز أبي للمرة الأولى، وكان ذلك شيئاً جديداً بالنسبة لي، لكنني تحدثت إليه وعرفت منه أنه حتى لو احتجزته الشرطة فإنه يفعل الشيء الصحيح. لطالما كنت فخورة به حتى مع المخاوف التي تحيط بحياتنا وحياته، إنه يريد الأفضل لوطنه، ويريد لي ولأخي الأصغر مستقبلاً جيداً في هذا البلد.
■ هل كان يريد منك فعلاً ألا تنضمي للتظاهرات المعارضة في روسيا؟
■■ لقد انجذبت لتلك التظاهرات بشكل لا يصدق، لكنه ظل يقول لي دائماً: يجب أن يكون هناك نافالني واحد في السجن.. عليك البقاء في المنزل، ولا داعي لكي أقلق بشأن احتجازك أنت بينما أنا موجود في السجن.
■ عام 2017، كنت مع والدك على المنصة في لحظة مهمة من حياته المهنية عندما رشحه مؤيدوه للمنافسة في الانتخابات، كنت أنت وأخوك زخار وأمك هناك أيضاً. كان وجود العائلة هناك في مثل هذه اللحظة أمراً غير معتاد في روسيا. كان أشبه بحملة انتخابية أميركية، ما هو تعليقك على ذلك؟
■■ لم يكن نهجاً أميركياً بل أكثر ديمقراطية: عليك أن تظهر نفسك أمام الناس وليس مجرد أن ترشح نفسك ثم لا تنظم حملة. يجب أن يكون الشعب قادراً على رؤية هويتك والقيم التي تمثلها. ويستطيع والدي أن يظهر ذلك جيداً.
■ هل كنتِ تخشين على حياة والدك أو صحته؟
■■ أدركت للمرة الأولى المخاطر التي تواجهه عندما رشوا محلولاً على وجهه في عام 2017، وعندها أدركت أن أنصار الكرملين على استعداد لفعل أي شيء من أجل قمعه كانت هناك حاجة لعملية جراحية كبرى لإنقاذ قرنيته. كان الأمر خطيراً حقاً.
■ هل كنتِ خائفة على نفسك أيضاً؟
■■ كنت أكثر خوفاً على والديّ. بدت فكرة أنهم قد يهاجمون الصغار سخيفة بالنسبة لي؛ لذا بقيت هادئة، علاوة على ذلك كنت محاطة بأصدقاء يدعمون قضية والدي.
■ ما هو شعورك تجاه الجناة المزعومين؟
■■ إنهم في الحقيقة يتبعون الأوامر بقتل شخص بشكل أعمى لمجرد أنه لا يوافق على الطريقة التي تعمل بها دولتنا وتسميم والدي يدل على أنه يفعل شيئاً صحيحاً. أنا أخشى على حياته، لكن هذا يعني أيضاً أنه يفعل شيئاً صحيحاً.