1000 فلسطيني في حي «عين جويزة» يواجهون مخطط هدم منازلهم
خلال مجازر النكبة الفلسطينية في عام 1948، احتلت إسرائيل مساحات شاسعة من أراضي قرية «الولجة»، الواقعة بين مدينة القدس الشريف، من الجهة الجنوبية الغربية، وإلى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، لتسلب أراضيها البالغة مساحتها 17 ألف دونم مرة ثانية، في عام 1967.
وبعد عمليتي السلب والمصادرة، لم يتبقَّ من أراضي قرية «الولجة» سوى 3000 دونم، وهي مساحة حي «عين جويزة»، الذي يقطنه حالياً 1000 فلسطيني، بعد أن أحكم الاحتلال قبضته على المساحات المصادرة، ومحاصرة الحي بالشوارع الالتفافية، والبؤر الاستيطانية، إلى جانب جدار العزل العنصري.
اليوم، يواجه سكان «عين جويزة» المصير ذاته الذي تعرض له السكان خلال نكبة التهجير في عام 1948، حيث يسعى الاحتلال لتنفيذ مخطط تهجير قسري يستهدف السكان الأصليين من أرضهم، وهدم منازلهم البالغة 70 منزلاً، بحجة البناء دون تراخيص، في إطار المشروع الاستيطاني المسمى بـ«القدس الكبرى».
عملية واسعة
ويخطط الاحتلال خلال العام الجاري 2022، لتنفيذ عملية هدم واسعة في حي «عين جويزة»، ليطبق مخططاته بضمه إلى مشروعاته الاستيطانية، بعد إفراغه من أهله. ويقول رئيس مجلس «قرية الولجة» خضر الأعرج لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص «على خطى ما يواجهه حي الشيخ جراح والبلدات الفلسطينية في مدينة القدس الشريف، يتعرض حي عين جويزة لحملة هدم واسعة، حيث يتعرض لمخطط تهجير قسري يستهدف منازل الفلسطينيين، بحجة البناء دون تراخيص».
ورغم أن حي «عين جويزة» يقع بين بيت لحم والمدينة المقدسة، إلا أن بلدية الاحتلال في القدس تسلم سكانه قرارات الهدم، وذلك لأن الاحتلال يخطط لضم «عين جويزة» ضمن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي المسمى «القدس الكبرى»، وبالتالي يُحرم الفلسطينيون من آخر أرض تابعة إلى قرية الولجة، التي باتت ضمن السيطرة الإسرائيلية، بحسب الأعرج الذي يقول: «في حال هدم الاحتلال كل منازل حي عين جويزة، من أجل تنفيذ مخططاته الاستيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين، فإن السكان سيتعرضون لجريمة كبرى، ومأساة بشعة، بعد أن يفقدوا مأواهم الوحيد وممتلكاتهم، ويهجروا من أرضهم وقريتهم، ليصبحوا مشردين داخل وطنهم».
من جهته، يبين ممثل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في مدينة بيت لحم حسن بريجية، أن الاحتلال يهدف لتهجير سكان الحي، وإفراغ أراضيه، كي يتم الربط الجغرافي بين المستوطنات المحيطة في مدينة القدس الشريف، ومجمع مستوطنات «غوش عتصيون»، الجاثمة على أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة بيت لحم. ويقول بريجية إن «الاحتلال يسيطر على أراضي قرية الولجة، ويعتبرها أحد أجزاء مخطط القدس الكبرى، وسيتم ربط ما تبقى من أراضيها، بالقدس الغربية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، من خلال ريف بيت لحم، الذي يبدأ من حي عين جويزة، بواسطة شبكات سكة حديد، وأنفاق وشوارع استيطانية التفافية.
معركة قضائية
ويخوض سكان حي عين جويزة معركة قضائية في أروقة المحاكم الإسرائيلية منذ عام 2016، لوقف هدم منازلهم، وقدم 38 من الأهالي التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لوقف القرار، لتجمده المحكمة في عام 2018.
ويقول عضو لجنة متابعة المنازل المهددة في قرية الولجة المحامي إبراهيم الأعرج «في عام 2016 قدمت 38 قضية أمام محاكم الاحتلال، وتم تجميعها في قضية جماعية باسم الأهالي والمجلس القروي لحي عين جويزة، لإجبار بلدية الاحتلال في القدس على وضع مخطط هيكلي لمنطقة عين جويزة تحديداً، والولجة بوجه عام، من أجل الحصول على تراخيص للبناء، أو وقف هدم المنازل».
ويوضح أن الالتماس طالب المحكمة الإسرائيلية بالسماح للسكان أصحاب المنازل المهددة بالهدم، بعمل مخطط هيكلي للقرية من أجل القيام بإجراءات الترخيص، مشيراً إلى أن ذلك رفض من قبل ما يسمى اللجنة اللوائية في القدس منذ عام 2018.
ويضيف الأعرج «في شهر أكتوبر من العام الماضي، قررت محكمة الاحتلال رفض تحديد مخطط هيكلي للقرية، وتم رفع القضية حتى نهاية ديسمبر الماضي، والتي أُجّلت مرة أخرى حتى شهر مارس 2022».
وبحسب عضو لجنة متابعة منازل عين جويزة المهددة بالهدم، من المقرر أن تنظر محكمة الاحتلال العليا في شهر فبراير المقبل، في قرارات هدم لقرابة 38 منزلاً آخرين.
يُذكر أن عمليات هدم منازل سكان حي عين جويزة ممتدة منذ عام 2016، حيث هدم الاحتلال منذ ذلك الوقت أكثر من 40 منزلاً، فيما ازدادت حدتها خلال عام 2021، وكان آخرها عملية هدم طالت ثلاثة منازل مأهولة بالسكان تعود لعائلة أبوالتين، والتي نفذتها آليات الاحتلال في تاريخ التاسع من شهر نوفمبر الماضي.