سورية.. مصير مجهول لـ700 طفل من "أشبال داعش"
منذ أن تم احتجازهم قبل أكثر من ثلاث سنوات، يقبع حوالى 700 فتى تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاما، من أبناء داعش، داخل سجن في شمال شرق سورية، وذلك بعد معارك قادتها مليشيات كردية والتحالف الدولي من أجل التصدي لمقاتلي التنظيم الإرهابي، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
والأربعاء، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) عن استعادتها السيطرة على سجن الصناعة (غويران) في مدينة الحسكة (شمالي شرق البلاد) بالكامل واستسلام جميع عناصر "داعش" المتواجدين فيه، بعدما تمكنوا من اقتحامه والتمركز داخله لستة أيام.
وشارك أكثر من 100 من مقاتلي التنظيم الموجودين داخل السجن وخارجه، في هجوم منسّق بدأ مساء الخميس على المرفق الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة، في عملية تعد "الأكبر والأعنف" منذ إعلان القضاء على التنظيم في سورية قبل ثلاث سنوات.
لكن مصير مئات الأولاد الذين أخذهم داعش رهائن واستخدموا كدروع بشرية لا يزال مجهولا، وفقا للتقرير.
وهؤلاء الأولاد من بين عشرات الآلاف من الأطفال المحتجزين في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال شرق سورية، لأن ذويهم ينتمون إلى تنظيم "داعش".
وتقول قوات سورية الديمقراطية، التي تدير السجن، إن علاقات الأطفال بتنظيم "داعش" تجعلهم خطرين.
كما انتقدت الحكومات الأجنبية لرفضها إعادة مواطنيها المحتجزين في المعسكرات والسجون، بمن فيهم الأطفال. لكن عمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن احتجاز الأطفال يمكن أن يغذي التطرف الذي تقول السلطات التي تحتجزهم إنها تريد منعه.
بدوره، يؤكد فيكتور نيلوند، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في سورية، أنه "بموجب القانون الدولي، يجب أن يكون احتجاز الأطفال هو الملاذ الأخير، فهم ضحايا لظروفهم".
في المقابل، يقر فرهاد شامي، متحدث باسم قوات قسد، بأن الطوابق العليا من هذا المبنى هي عنبر الأطفال الذي يصل عددهم إلى 700، ولكنه لا يعلم إذا أدت المعارك الأخيرة لسقوط قتلى بينهم.
من جهتها، نقلت ليتا تايلر، مديرة إقليمية في منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن رجلين وصبي داخل السجن، قولهم إنهم رأوا العديد من القتلى والجرحى من الأولاد.
وأوقعت الاشتباكات المستمرة منذ الخميس داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلا، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة إلى سبعة مدنيين.
بعد الهجوم اللافت لداعش على سجن غويران في الحسكة، وسلسلة ضربات ضد الجيش العراقي، وشريط فيديو مروّع يظهر ذبح ضابط شرطة عراقي، تتزايد الدلائل على عودة ظهور التنظيم في سوريا والعراق يومًا بعد يوم، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من خسارته لآخر رقعة من أراضي ما يسمى ب"الخلافة".
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال، معظمهم من السوريين والعراقيين، في معسكرين رئيسيين في المنطقة، إلى جانب آلاف الأطفال من جنسيات أخرى، بحسب ما قاله أرديان شاكوفتشي، مدير المعهد الأميركي للاستهداف والقدرة على الصمود لمكافحة الإرهاب، الذي بحث في هذه القضية.
وأضاف شاكوفتشي أن "هناك حوالي 700 طفل في سجن الحسكة ونحو 35 في سجن آخر في مدينة القامشلي، ومعظمهم من السوريين والعراقيين، لكن هناك 150 من الأجانب".
ويطلق على جميع الأولاد في السجن اسم "أشبال الخلافة" ، وهو الاسم الذي استخدمه داعش للأطفال المدربين على القتال، بحسب شامي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news