سورية.. مقتل 500 بينهم طفلان بهجوم سجن الحسكة وكشف "مؤامرة أكبر"
أفاد فريق "نيويورك تايمز" في مدينة الحسكة بسوريا، حيث شن تنظيم "داعش" هجوما على سجن غويران، بمقتل اثنين على الأقل من الأطفال الذين كانوا موجودين في السجن إثر المعارك العنيفة التي استمرت عدة أيام، فيما تحدثت قوات سورية الديمقراطية عما وصفتها بـ"مؤامرة أكبر".
والأحد الماضي، عُثر على جثثي طفلين على طريق ترابي خلف السجن الواقع في شمال شرق سوريا، حيث قاتلت قوات سورية الديمقراطية، بدعم من الجيش الأميركي، لأكثر من أسبوع لإخماد محاولة تنظيم داعش لتحرير مقاتلين سابقين محتجزين هناك.
وتقول نيويورك تايمز إن اكتشاف الجثتين أول تأكيد على مقتل مالا يقل عن اثنين من بين 700 قاصر، كانوا محتجزين في السجن لأنهم أبناء مقاتلي داعش.
وتنقل الصحيفة عن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، مظلوم كوباني، قوله إن "عددا قليلا جدا" من الفتية قتلوا.
وأضاف، في مقابلة هي الأولى له منذ بدء الهجوم، إنه بعد هروب بعضهم إما "أعيد اعتقالهم أو قُتلوا". وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت إن داعش استخدم بعض الأطفال داخل السجن كرهائن.
وتنقل نيويورك تايمز ما تقول إنه رواية أشمل عن الهجوم على السجن، وجهود القوات الكردية والأميركية لإخماده، وذلك بعد يوم من استعادة قوات سورية الديمقراطية (قسد) السيطرة الكاملة على سجن الصناعة في مدينة الحسكة.
وأفادت القوات بمقتل نحو 500 شخص، 374 منهم مرتبطون بداعش. كما تضمنت حصيلة القتلى حوالي 40 مقاتل من أفرادها، و77 من حراس السجون وأربعة مدنيين.
كما قالت قسد إن مقاتلي داعش الذين هاجموا السجن استخدموا الخلايا النائمة للمساعدة في الهجوم، وأن الهجوم كان جزءا من مؤامرة أكبر أيضا لمهاجمة معسكرات الاعتقال الكبيرة في نفس المنطقة التي تضم عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من زوجات وأبناء مقاتلي داعش، ومدينة الرقة التي كانت ذات يوم العاصمة الفعلية لما يسمى بـ"دولة الخلافة".
والهجوم هو الأوسع نطاقا لتنظيم "داعش" الساعي إلى تحرير مناصرين له، منذ هزيمته في سوريا عام 2019 في مواجهة قوات كردية.
ويجمع محللون ومسؤولون عسكريون وسلطات مدنية منذ سقوط تنظيم "داعش" رسميا على أن هذه السجون تشكل أرضا خصبة للمتطرفين، وهي تضم مقاتلين محليين وأجانب.
لكن غالبية الدول المعنية ترفض استعادة رعاياها وتفضّل إبقاءهم في عهدة السلطات الكردية.
وتؤكد السلطات الكردية أن في السجون التي تديرها أكثر من 50 جنسية. وهي تقول منذ وقت طويل إنها لا تملك الوسائل لحراسة معتقلي التنظيم أو محاكمتهم.
والاثنين الماضي، حضّت الولايات المتحدة الدول الحليفة لها على "الاستعادة العاجلة" لرعاياها الموقوفين في شمال شرق سورية والمشتبه بأنهم متطرفون.