توسعة «جيلو» كبرى مستوطنات القدس.. تمحو 3 بلدات فلسطينية

«الولجة»، و«بيت صفافا»، و«بيت جالا»، جميعها بلدات فلسطينية واقعة في مدينتي بيت لحم والقدس الشريف، تواجه خطراً استيطانياً ينذر بالقضاء عليها إلى الأبد، ومصادرة ما تبقى من أراضيها، وبذلك يلغي الاحتلال هذه البلدات عن خارطة الوجود الفلسطيني، في سبيل زيادة أعداد المستوطنين والمستوطنات، وبدء الخطى لتنفيذ المشروع الإسرائيلي الأضخم «القدس الكبرى»، على حساب أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وتُعد «جيلو» كبرى المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على أراضي الفلسطينيين جنوب غرب مدينة القدس الشريف، من حيث المساحة وأعداد المستوطنين، إذ يمضي الاحتلال حالياً في طريق زيادة مساحتها وأعداد سكانها من المستوطنين، ومضاعفة أعداد وحداتها الاستيطانية، جراء الاستيلاء على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في البلدات الثلاث.

ولزيادة حصيلة الأهداف الإسرائيلية، للقضاء على أراضي البلدات الفلسطينية، وعزل مدينة القدس الشريف كاملة عن محيطها الفلسطيني، وحدود بلداتها في الجهة الجنوبية، وافقت بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة على مشروع جديد لتوسعة مستوطنة «جيلو» في منطقة سلسلة جبال «الولجة» في الجزء الجنوبي الغربي للقدس.

وعُرض المخطط من قبل شركة «عميدار» الإسرائيلية ووزارة إسكان الاحتلال، لبناء مجمع جديد يضم سبعة أبراج، بارتفاع 35 طابقاً، وإقامة 1324 وحدة استيطانية جديدة، منها 178 وحدة سكنية تابعة للإسكان العام، و109 وحدات سكنية خاصة.

حركة استيطانية نشطة

وأقام الاحتلال مستوطنة «جيلو» في عام 1971، على أراضي بلدتي بيت صفافا والولجة جنوب غرب مدينة القدس، وبلدة بيت جالا في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أهالي بلدة سلوان المقدسية والمختص في شؤون القدس، فخري أبودياب في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن مستوطنة «جيلو» تشهد حركة بناء كبيرة دون توقف، فمنذ عام 2016 صادق الاحتلال على 29 عملية توسعة في المستوطنة، والتي تجاوز عدد سكانها 50 ألف مستوطن معظمهم من المتدينين «الحريديم»، وكان أكبر هذه المخططات، توسعة «جيلو» جنوباً، باتجاه وادي «كريمزان» في بلدة بيت جالا.

وحوّل الاحتلال مستوطنة جيلو إلى مدينة ضخمة، تضم العديد من المراكز الاقتصادية، والتجارية، والترفيهية، وكذلك التعليمية، كما أن الكثير من المتدينين المتطرفين والوزراء والمسؤولين الإسرائيليين يقطنون في المنطقة المستهدفة بالتوسع، إلى جانب وجود الكثير من المؤسسات الحكومية والخدماتية الإسرائيلية في «جيلو»، كانت تضم مراكز أمنية وعسكرية ومخابراتية، وسياسية لقادة الاحتلال، وذلك بحسب أبودياب.

ويضيف أبودياب أن «جيلو» بفعل مخططات توسعتها السابقة، تبلغ مساحتها حاليا 10 آلاف دونم، وجراء تنفيذ المخطط الجديد، وإقامة الأبراج والوحدات الاستيطانية، ستحاصر المستوطنة بلدة «الولجة» من الجنوب والغرب، وبذلك تكتمل دائرة خنق البلدة المقدسية من جميع الاتجاهات، بعد إحاطتها من جهتي الجنوب والشرق خلال السنوات الماضية.

ويشير إلى أن مخطط التوسعة الجديد، يضاعف مساحة التواصل الإقليمي بين «جيلو» ومستوطنات القدس، ومستوطنة «غوش عتصيون» في مدينة بيت لحم، إلى جانب استيعاب أعداد جديدة وكبيرة من المستوطنين.

ويقول المختص في شؤون مدينة القدس الشريف «إلى جانب إقامة الأبراج الاستيطانية في (جيلو)، ضمن مشروع التوسعة، سيقيم الاحتلال مجمعاً استيطانياً، يضم 800 وحدة استيطانية، بجانب خط سكة الحديد الجديدة، في بلدة الولجة».

تعميق العزل

وتمتاز المناطق الفلسطينية المستهدفة بالضم والتوسعة في البلدات الثلاث، بمواقع استراتيجية جذابة، حيث تحتضن سلسلة جبال هي الأعلى في مدينة القدس الشريف، وهو ما يجعلها بشكل دائم عرضة لأطماع الاحتلال الاستيطانية.

ويوضح مدير دائرة الخرائط والنظم الجغرافية في جمعية الدراسات العربية بالمدينة المقدسة خليل تفكجي، أن مخطط توسعة «جيلو»، يأتي في إطار تنفيذ ما يسمى بـ«القدس الكبرى»، والذي يحمل شعار «أكثر ما يمكن من اليهود، وأقل ما يمكن من العرب» في مدينة القدس الشريف.

ويلفت إلى أن الاحتلال يخطط لجعل مستوطنة «جيلو» نقطة التقاء الوحدات الاستيطانية، التي ستعزل المدينة المقدسة بالكامل عن محيطها الفلسطيني، وتفصلها بالكامل عن جنوب الضفة الغربية.

ويتابع تفكجي: «إن (جيلو) من بين المستوطنات التي عزلت مدينة القدس الشريف عن امتدادها في الضفة الغربية، في بلدات بيت جالا والولجة وبيت صفافا، واليوم ونتيجة مشروع التوسعة سيزداد حجم التمدد الاستيطاني، تجاه المساحات المتبقية للفلسطينيين، داخل البلدات الثلاث».

ويضيف أن «الاحتلال يصدر مخططاته التوسعية، في سبيل تشكيل كتلة استيطانية ضخمة، تحد من التواصل الجغرافي الفلسطيني بين القدس، وحدودها الجنوبية في بلدات الولجة، وبيت جالا، وبيت ساحور، ومدينة بيت لحم، وذلك جراء زيادة وتيرة الاستيطان داخل مستوطنات (جيلو)، و(قطمون)، و(تلبيوت)، و(هارحوما)».

• بهدف القضاء على أراضي البلدات الفلسطينية، وعزل مدينة القدس كاملة عن محيطها، وحدود بلداتها الجنوبية، وافق الاحتلال على توسعة «جيلو» في سلسلة جبال «الولجة».

• بفعل مخططات توسعتها السابقة، تبلغ مساحة «جيلو» حالياً 10 آلاف دونم، وجراء تنفيذ المخطط الجديد، وإقامة الأبراج والوحدات الاستيطانية، ستحاصر المستوطنة بلدة «الولجة» من الجنوب والغرب، وبذلك تكتمل دائرة خنق البلدة المقدسية من جميع الاتجاهات، بعد إحاطتها من جهتي الجنوب والشرق خلال السنوات الماضية.

الأكثر مشاركة