رئيس الوزراء الإثيوبي يطلق عملية إنتاج الكهرباء في سد النهضة
أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد رسمياً أمس، عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة على النيل الأزرق، في مرحلة مهمة من المشروع المثير للجدل الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات. وقام آبي أحمد برفقة مسؤولين رفيعي المستوى، بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال المسؤولون إنها أطلقت عملية الإنتاج. وقال مسؤول خلال مراسم الافتتاح «هذا السد العظيم بناه الإثيوبيون، لكن ليس للإثيوبيين فحسب، بل ليستفيد منه أيضاً أشقاؤنا وشقيقاتنا الأفارقة».
وأضاف «لقد وصل اليوم الذي ضحى وصلى من أجله كل إثيوبي وأمل به».
وفي 2011 أطلقت إثيوبيا المشروع الذي تقدّر قيمته بنحو أربعة مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، إلا أنه يثير توترات إقليمية خصوصاً مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير نحو 90% من حاجاتها من مياه الري والشرب. ويهدف المشروع البالغة كلفته 4.2 مليارات دولار إلى إنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من إنتاج إثيوبيا من الكهرباء. وأفادت وسائل إعلام رسمية أن السد الواقع في غرب إثيوبيا والقريب من الحدود مع السودان، بدأ توليد 375 ميغاواط من الكهرباء من أحد توربيناته الأحد.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 متراً. ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط. وبالنسبة إلى مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير نحو 97% من حاجاتها من مياه الري والشرب، فإن السد يشكل تهديداً وجودياً. ومن ناحيته يأمل السودان في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكن يخشى أن تلحق أضرار بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة.
ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله. وطالبت القاهرة والخرطوم بأن تتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق. وأطلق مشروع السد في عهد رئيس الوزراء السابق ملس زيناوي، الزعيم المتحدر من تيغراي والذي حكم إثيوبيا لأكثر من عقدين حتى وفاته عام 2012. وأسهم موظفون حكوميون في إطلاق المشروع عبر تقديمهم راتباً شهرياً في العام الذي سبق إطلاقه، وأصدرت الحكومة منذ ذلك الحين سندات سد تستهدف الإثيوبيين داخل البلاد وخارجها.
لكنّ المسؤولين نسبوا الفضل في إحياء المشروع إلى آبي أحمد بعدما أدى سوء إدارة على حد قولهم إلى تأخير بنائه بشكل متكرر. وقال مدير المشروع كيفلي هورو في تصريحاته «بلادنا خسرت الكثير بسبب تأجيله مراراً، خصوصاً من الناحية المادية».
وكانت السيدة الأولى زيناش تياتشو من بين الأشخاص الذين حضروا المراسم أمس بالإضافة إلى رئيسي مجلس النواب والمحكمة العليا ورؤساء إقليميين ووزراء.
وبدأت مرحلة ملء خزان السد الضخم في 2020 وأعلنت إثيوبيا في يوليو ذلك العام الوصول إلى هدف تعبئة 4.9 مليارات متر مكعب. وتبلغ السعة الإجمالية للخزان 74 مليار متر مكعب من المياه، وكان الهدف في 2021 إضافة 13.5 ملياراً. وفي يوليو الماضي أعلنت إثيوبيا الوصول إلى ذلك الهدف ما يعني احتواءه على ما يكفي من المياه لبدء إنتاج الطاقة، علماً أن بعض الخبراء شككوا في ذلك.