اليمن.. تصعيد حوثي في مأرب وحجة.. وتوقعات بهدنة ووقف لإطلاق النار
صدت قوات الشرعية اليمنية مسنودة بالقبائل، فجر اليوم، هجوما واسعا لميليشيات الحوثي الإرهابية، في الجبهة الجنوبية، وكبدتها خسائر كبيرة، ومع تصاعد المواجهات في جبهات شمال حجة، كشفت مصادر عسكرية يمنية، عن قرب إعلان هدنة عسكرية لإفساح المجال أمام محادثات الرياض، التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي في 29 مارس الجاري، مشيرة إلى أن الإعلان قد يكون من طرف واحد "الشرعية والتحالف".
ونقل موقع الجيش اليمني عن العميد علي سنان ركن عمليات اللواء 13 مشاة، قوله أن القوات والقبائل صدت هجوما واسعا للميليشيات في الجبهة الجنوبية، وكبدتها خسائر بشرية ومادية في الأرواح والعتاد.
وأفاد العميد سنان، بأنه تم استعادة العديد من المواقع في المحور الرملي من قبضة الميليشيات، التي تكبدت خسائر في آلياتها القتالية نتيجة استهدافها من قبل قوات الجيش ما دفعها للتراجع والفرار نحو معسكر أم ريش وعقبة ملعاء.
وفي الجبهة الغربية لمأرب، دمرت مدفعية الجيش آلية حوثية في محيط مدينة صرواح، ما أدى لاحتراقها ومصرع وإصابة من كانوا على متنها من الحوثيين، مشيرة إلى مصرع القيادي الحوثي طابو نبيه الوشلي" في العملية.
وكانت دفاعات الجيش تصدت لطائرات مسيرة كانت تحوم في سماء سلسلة جبال البلق جنوب مدينة مأرب، وأجبرتها على مغادرة الأجواء.
من جهة أخرى، واصلت الميليشيات إرسال تعزيزات قتالية بينها عربات ومدرعات، وطائرات مسيرة وصواريخ وقواعد إطلاقها إلى جبهات محيط مأرب، في إطار استعداداتها لشن هجوم واسع باتجاه منابع النفط والغاز في صافر.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء، أكد قيام الميليشيات بمساومة شيوخ القبائل الرافضين حشد مزيد من المقاتلين، بمنحهم كميات من النفط والغاز الذي تنتجه صافر مأرب مجانا في حال قدموا مقاتلين للسيطرة عليها.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات افتعلت أزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي، للضغط على القبائل وسكان المناطق الخاضعة لسيطرتها من اجل حشد مزيد من المقاتلين لتحرير منافع النفط والغاز في مأرب، مشيرة إلى أن الميليشيات قدمت إغراءات لشيوخ القبائل بمنحهم كميات من النفط والغاز مجانا من منطقة صافر في مأرب، في حال ساندوها للسيطرة عليها.
وتعيش مناطق الحوثيين أزمة مشتقات نفطية وغاز منزلي، خانقة نتيجة منع الحوثيين دخول أكثر من 600 قاطرة غاز ونفط إلى العاصمة، للضغط على الأهالي لحشد مزيد من المقاتلين، واستغلال الأزمة لكسب مزيد من الأموال من خلال بيعها في أسواق سوداء بأسعار مضاعفة.
وفي صنعاء، تصاعدت الخلافات بين قيادات الحوثي على خلفية فشل عملية التحشيد، وتصاعد الأزمة الاقتصادية وتبادل التهم بالخيانة على خلفية فشل اقتحام مدينة مأرب ومنطقة صافر.
وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين، بان الشيخ حنين قطينة احد زعماء الحوثيين ، اشتبك بالأيدي مع القيادي الحوثي نايف الأعواج، أثناء اجتماع لهم في بيت القيادي الحوثي فارس الحباري، بصنعاء، عقب تبادل التهم والتلاسن بين الرجلين والتهديد بتفجير الوضع، حيث تم تهدئة الوضع وحل المسألة من قبل الحاضرين.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية يمنية، عن قرب إعلان هدنة عسكرية ووقف لإطلاق النار لإفساح المجال أمام محادثات الرياض بين الأطراف اليمنية، التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي في 29 مارس الجاري، مشيرة إلى أن الإعلان قد يكون من طرف واحد "الشرعية والتحالف".
وحذرت المصادر، من استغلال الحوثيين لاي هدنة ووقف إطلاق نار، لاقتحام مدينة مأرب والسيطرة على حقول والنفط والغاز في صافر، وقالت:" يجب أن لا تتهاون قيادة الجيش والتحالف في حال تم خرق الهدنة من قبل الحوثيين".
من جهة ثانية، أشار تقرير رسمي صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، إلى نزوح أكثر من 116 ألف شخص، من عدة مديريات بالمحافظة جراء تصعيد ميليشيات الحوثي خلال العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن التصعيد الحوثي في مأرب، تسبب بنزوح 19602 أسرة، بما يعادل 116.422 شخص خلال العام 2021، ليرتفع إجمالي النازحين في مأرب منذ 2015، وحتى نهاية العام الماضي 2.212.992 نازح موزعين على 195 مخيماً في المحافظة.
وفي حجة، صعدت ميليشيات الحوثي من عملياتها القتالية خلال الساعات القليلة الماضية، وقامت بشن هجمات متفرقة على مواقع الجيش والمقاومة في جبهات مديريتي عبس وحرض، تم التصدي لها وتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة.
وذكرت مصادر ميدانية، أن الميليشيات شنت هجمات متتالية على منطقة بني حسن في مديرية عبس بهدف استعادتها، لكنها فشلت نتيجة تصدي القوات والقبائل وقصف تحركاتها بالمدفعية، ما أدى لمصرع العديد من عناصر الحوثيين بينهم القيادي المدعو حرب الشاوش قائد معسكر الجر في جبهة بني حسن بمديرية عبس التابع للميليشيات.
ووفقا للمصادر، فإن المعارك تصاعدت في حجة خلال الساعات الماضية عقب وصول تعزيزات وآليات قتالية حوثية قادمة من صنعاء وحجة إلى تلك الجبهات، والتي تأتي في إطار تصعيد الحوثيين للعمليات القتالية في جبهات حجة ومأرب.
وفي صعدة، أفشلت قوات الجيش اليمني محاولة استحداث مواقع من قبل الحوثيين في منطقة الجعملة بمديرية مجز، حيث تم قصف المنطقة بالمدفعية ما تسبب بإصابة أربعة حوثيين.
وفي شبوة، نجأ العميد محمد علي الصالحي، قائد اللواء الثامن عمالقة، من محاولة اغتيال بزرع عبوة ناسفة في سيارته من قبل مجهولين، انفجرت قرب منزله في مدينة عتق عاصمة المحافظة، ما تسبب باحتراق السيارة، دون وقوع إصابات.
وفي محافظة ذمار، أقدمت عناصر تابعة للقيادي الحوثي البارز محمد البخيتي، على اختطاف أمين سر محكمة شرق ذمار القاضي عبدالرزاق الصديق، والقاضي عبدالله الصديق، ونقلهم إلى جهة مجهولة دون معرفة الأسباب.