انتشر في افريقيا حين كان العالم مشغولا بـ"كورونا".. خبراء يحذرون: الأسوأ من "القرود" لم يأت بعد !
قلق دولي متزايد يرافق انتشار مرض جدري القرود في أكثر من قارة وسط مخاوف من تحوله إلى موجة وباء عالمية.
وحذر خبراء بريطانيون ومن منظمة الصحة العالمية من أن الأسوأ فيما يتعلق بمرض جدري القرود لم يأت بعد، وذلك وسط مخاوف دولية من تحول الفيروس لوباء عالمي.
واستنفرت منظمة الصحة العالمية، مؤسساتها من خلال اجتماع طارئ، الجمعة، لبحث المخاوف التي تصاحب التفشي المخيف لجدري القرود.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستراتيجية بالمنظمة والفريقِ الاستشاري المعني بالأوبئة لبحث تفشي العدوى التي سجلت أكثر من 100 حالة خارج البلدان الإفريقية، حيث تستوطن العدوى.
وعمّا إذا كانت المنظمة هي المسؤولة عن إعلان حالة الطوارئ العامة، قالت إنها ليست الجهة المعنية بهذا الإعلان.
وأكدت أن هناك لجنة من الخبراء مكونة من علماءَ من جميع أنحاء العالم هي المخولة بذلك.
وقال خبراء أنه بينما كان العالم مشغولا باحتواء وباء كورونا إلا أن بلدان القارة الإفريقية عانت من انتشار جدري القرود في الأشهر القليلة الماضية واستطاعت وفقاً لوكالة الصحة العامة الأفريقية إلى احتواء العديد من الحالات.
ومع ذلك لا يتوقع العلماء تطور العدوى إلى جائحة مثل كوفيد-19 لأن المرض لا ينتشر بسهولة مثل سارس-كوفيد-2.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، امس، إن من المرجح اكتشاف مزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة خلال الأيام القادمة، لكن الخطر على المواطنين ما زال منخفضا في الوقت الراهن.
وفي خضم سلسلة متعاقبة من الإصابات في بريطانيا إسبانيا البرتغال وأميركا، أعلنت كل من فرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا عن تسجيل حالات جديدة.
إعلان تبعته اجراءات وقائية للسلطات البريطانية بعد تزايد الحالات المصابة بالفيروس ونفذت حملة تطعيم للعاملين بمجال الرعاية الصحية والمعرضين غيرهم لخطر الإصابة.
تطعيم يقول عنه المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه غير مخصص لجدري القرود وإنما اللقاح المتوفر للحماية من الجدري العادي.
المرض الذي لا علاقة لتسميته بالقرود سوى أنها كانت أولى ضحاياه عام 1950، ينتقل عبر رذاذ الزفير والملامسة، وفقاً للصحة العالمية، التي أكدت أن اللقاحات المتوفرة فعالة بنسبة 85% للقضاء على أعراضه المتمثلة بالطفح الجلدي والحمى والصداع.
جدري القرود عدوى فيروسية نادرة تم القضاء عليها عام 1980، وعلى الرغم من تعافي معظم المصابين بعد أسابيع قليلة إلا أنها تشكل خطراً جسيماً اذا نتج عن سلالة الكونغو الأخطر بنسبة وفيات تصل إلى 10%.
فيما تمثل سلالة غرب إفريقيا أقل خطورة بمعدل وفيات واحد بالمئة وهي المنتشرة حتى الآن.
وليس هناك لقاح محدد لجدري القرود، لكن المعلومات توضح أن اللقاحات التي تستخدم للوقاية من الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، كما تقول منظمة الصحة العالمية.