الاحتلال أخطر سكان بناية كاملة بالهدم وأبقى موعد التنفيذ مجهولاً
التشرّد يطرق باب 100 مقدسي في «وادي قدوم»
«أعيش وعائلتي حالة قلق دائمة، منذ أن تسلمت إخطار هدم منزلي، فعندما أشاهد حالياً سيارات الشرطة وقوات حرس الحدود الإسرائيلية تسير من أمام بيتي، يتملكني الخوف من إقدامهم على هدم مأوانا أمام أعيننا، ويكون التشرّد هو مصيرنا الذي نتجرع مرارته منذ 74 عاماً».
حالة ترقب الهدم والتشرد تؤرق المواطن المقدسي أبوأحمد العنابي، من سكان حي وادي قدوم في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى المبارك، والذي يجاور الحرم القدسي على بُعد كيلومتر واحد.
كابوس الطرد والتهجير ذاته الذي يلاحق العنابي ليل نهار، يقض أيضاً مضاجع 12 عائلة مقدسية في وادي قدوم، بعدما أنذرتها بلدية الاحتلال بإخلاء البناية السكنية التي تقطنها في الحي، تمهيداً لهدمها، بحجة البناء دون ترخيص.
وتسلمت تلك العائلات المقدسية يوم الإثنين الأخير من شهر مايو الماضي، قرارات بإخلاء منازلها، تمهيداً لهدم البناية التي تضم 12 شقة سكنية، موزعة على أربع طبقات، والتي تؤوي 100 مقدسي، جلهم من النساء والأطفال.
حالة ترقب
التقت «الإمارات اليوم» أبوأحمد العنابي أمام البناية السكنية التي يعيش فيها منذ عام 2014، بينما تخط ملامح الغضب والحزن وجهه في آن واحد، خشية تعرض منازل بنايتهم للهدم في أي وقت، وبشكل مفاجئ.
ويقول أبوأحمد لـ«الإمارات اليوم»، بينما كان يتوسط أطفاله، حيث تخيم عليهم حالة من الترقب والخوف «إن إخطار الهدم الذي تسلمناه لا يتضمن تاريخاً للهدم، ليباغتنا خطر الترحيل والتشرد فجأة، فالقوات الإسرائيلية تقتحم منازل المقدسيين على حين غفلة دون سابق إنذار، من أجل هدمها».
ويبين العنابي أن عمليات الهدم ينفذها الاحتلال في ساعات الصباح الباكر، مضيفاً «هذا يعني عدم استطاعتنا تفريغ منزلنا في حال اقتحامه من قبل القوات الإسرائيلية، ليهدم على عجالة أمام أعيننا، وتضيع أحلام أطفالنا التي ترعرعت معهم داخل جدران بيتنا الوحيد، تماماً كما يحدث مع جميع المنازل والسكان في شتى أرجاء القدس».
واقتحمت طواقم بلدية الاحتلال وعناصر من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية في يوم تسليم قرارات الهدم نفسه، البناية السكنية في وادي قدوم، في وقت مبكر بينما كان السكان في سبات عميق، إذ حطمت أبوابها عنوة، وأجرت عمليات قياس هندسية، فيما طالبت السكان بإخلاء بيوت البناية في أقرب وقت.
مصير مجهول
جراء مخطط الاحتلال لهدم بناية الحي المقدسي، تواجه عائلة العنابي المكونة من ثمانية أطفال، والأب والأم، مصيراً مجهولاً، يشوّه معالم مستقبل وجودهم فوق أرض القدس، فالمقدسي أبوأحمد لا يمتلك ما يؤوي أطفاله، سوى شقته السكنية داخل البناية المهددة بالهدم، والبالغة مساحتها (120) متراً مربعاً.
الحال التي تواجهها عائلة أبوأحمد تنطبق تماماً على بقية عائلات البناية، حيث يراوح عدد أفراد كل عائلة، من ثمانية إلى 10 أفراد، وذلك بحسب العنابي.
ويمضي المواطن المقدسي قائلاً «إن حي وادي قدوم يجاور المسجد الأقصى، كونه يقع داخل بلدة سلوان، التي تُعد خاصرته الجنوبية، بينما يخطط الاحتلال بأقصى جهد من أجل إبعادنا عن الحرم القدسي، وعزلنا عن محيط البلدة القديمة، التي ولدنا داخلها، ونعيش بين أزقتها منذ عشرات السنين، للإسراع في تنفيذ مخططاته الاستيطانية، وتحقيق هدفه الأكبر وهو تفريغ القدس من سكانها الأصليين».
مماطلة ومن ثم رفض
منذ عام 2014 يحاول أفراد العائلات المقدسية الحصول على رخصة بناء لمنازلهم داخل البناية، من قبل بلدية الاحتلال في مدينة القدس، والتي تماطلهم على مدار سنوات عدة، ومن ثم رفضت منحهم ذلك، فيما فرضت عليهم خلال السنوات الماضية مخالفات مالية، إلى جانب تغريمهم تكاليف المحاكم، والشركات الهندسية المكلفة بعمليات مسح وقياس منزلهم داخل البناية السكنية.
«إن منزلي هو حصيلة شقاء السنين، والآن مهدد بالهدم والإزالة في أي لحظة، ففي عام 2014 دفعت (40) ألف شيكل إسرائيلي مقابل شراء الشقة التي أعيش بداخلها وعائلتي، وخضنا غمار إجراءات الحصول على تراخيص البناء من قبل بلدية الاحتلال، والتي لم نحصل عليها حتى اليوم»، الحديث مازال للمقدسي أبوأحمد.
ويشير العنابي إلى أن الاحتلال يرفض بشكل قطعي منح العائلات تراخيص البناء فوق أرضها، لإجبارها على الرحيل، وأصدر بحقها أول قرار بالهدم في عام 2014، وبعد تأجيله لمدة خمس سنوات، فرضت عليها بلدية الاحتلال دفع مخالفات مالية بحجة البناء غير المرخص.
ويواصل أبوأحمد حديثه «دفعنا مخالفات مالية باهظة لبلدية الاحتلال على مدار عام ونصف العام، وحاولنا الحصول على التراخيص اللازمة، ولكن جميع طلباتنا رفضتها البلدية، والتي تفرض بحق السكان المقدسيين شروطاً تعجيزية إزاء حصولهم على رخصة البناء فوق أرض مدينتهم المقدسة».
تسلمت 12 عائلة مقدسية يوم الإثنين الأخير من شهر مايو الماضي، قرارات بإخلاء منازلها، تمهيداً لهدم البناية المؤلفة من أربع طبقات، والتي تؤوي 100 مقدسي.
حي وادي قدوم يجاور المسجد الأقصى، كونه يقع داخل بلدة سلوان، التي تُعد خاصرته الجنوبية، بينما يخطط الاحتلال بأقصى جهد من أجل إبعاد السكان عن الحرم القدسي، وعزلهم عن محيط البلدة القديمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news