ضربات أوكرانية تطال جسراً مهماً في خيرسون.. ومرافئ تصدير الحبوب استأنفت عملها
قصفت المدفعية الأوكرانية أمس جسراً مهماً في منطقة تسيطر عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، ملحقة أضراراً بممر رئيس للإمدادات، وفيما أعلنت البحرية الأوكرانية أن الموانئ الأوكرانية الثلاثة المخصصة لتصدير الحبوب «استأنفت عملها»، قالت موسكو إن القوات الروسية سيطرت على أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم في أوكرانيا قرب سفيتلودارسك.
وتفصيلاً، طالت الضربات الأوكرانية جسر أنتونيفسكي الذي يمر فوق نهر دنيبر في بلدة خيرسون، قبل ساعات على افتتاح مركز مشترك في إسطنبول لمراقبة عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية التي تحاصرها السفن الحربية الروسية.
وأكد نائب ممثل السلطات الروسية في خيرسون، كيريل ستريموسوف، أن الجسر تعرض ليل الثلاثاء للقصف وأن حركة المرور عليه توقفت.
غير أنه سعى إلى تقليل حجم الأضرار مؤكداً أن الهجوم لن يؤثر في نتيجة القتال «بأي شكل».
وقال ستريموسوف في رسالة فيديو نشرها على منصات التواصل الاجتماعي إن «العملية العسكرية الخاصة مستمرة» مستخدماً العبارة التي يفضلها الكرملين في وصف الحرب.
واستعادت القوات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة مساحات من منطقة خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية بسهولة بعد فترة قصيرة من بدء الحرب في 24 فبراير الماضي.
وتمكنت قوات الهجوم المضاد التي تتلقى دعماً من المدفعية بعيدة المدى التي زودتها بها دول الغرب، من الاقتراب من مدينة خيرسون.
وأعلن مسؤولون أوكرانيون في المنطقة أن قواتهم في منطقة البحر الأسود غيرت نهجها من دفاعي إلى هجومي وأن خيرسون ستتحرر «حتماً» بنهاية سبتمبر.
وغرّد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، معلقاً على الهجوم على جسر أنتونوفسكي «يجب أن يتعلم المحتلون السباحة لعبور نهر دنيبر، أو مغادرة خيرسون طالما استطاعوا».
في إسطنبول، دشنت الأمم المتحدة وتركيا أمس مركزاً مشتركاً مع روسيا وأوكرانيا لتنسيق استئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال مراسم مقتضبة أمس، إن القوافل ستبحر من موانئ أوديسا وتشرنومورسك ويوزني. وفي الوقت نفسه، أعلنت البحرية الأوكرانية أن هذه الموانئ الأوكرانية الثلاثة «استأنفت العمل».
وذكر مسؤولون أتراك أنه يفترض أن تغادر السفن الأولى الموانئ في أوكرانيا بنهاية الأسبوع الجاري.
وتسبب توقف الصادرات من اثنين من أكبر مصدري الحبوب في العالم بارتفاع في الأسعار ما جعل واردات السلع الغذائية باهظة الكلفة لعدد من أفقر دول العالم.
وقالت وكالات أنباء روسية، أمس، نقلاً عن سفارة موسكو في أنقرة، إن لقاء سبق الإعلان عنه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيُعقد غداً الجمعة في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود.
وفيما تكثف القوات الأوكرانية الضغط على مواقع روسية في الجنوب، شهدت منطقة دونباس الواقعة شرقاً معارك محتدمة.
وأفاد مراسلو فرانس برس في باخموس، إحدى قرى منطقة دونباس التي لاتزال تحت السيطرة الأوكرانية، بسماع إطلاق مدفعية بشكل متقطع. في الأثناء أعلنت البحرية الأوكرانية أمس أن الموانئ الأوكرانية الثلاثة المخصصة لتصدير الحبوب «استأنفت عملها»، على الرغم من أنه لايزال يتعين بذل الجهود لضمان سلامة القوافل.
وقالت البحرية الأوكرانية على تطبيق تليغرام «في إطار توقيع اتفاق حول فتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب، استأنفت موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني (بيفديني) العمل». وأضافت أن «خروج السفن ودخولها إلى الموانئ سيتمّ عبر تشكيل قافلة ترافق السفينة الرائدة. لكن هذا سيسبقه عمل شاق» لتحديد الطرق الآمنة.
من جهتها، أفادت موسكو بأن القوات الروسية سيطرت على أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم في أوكرانيا قرب سفيتلودارسك، في منطقة دونباس. ونشرت بوابات إخبارية تابعة للانفصاليين في دونيتسك صوراً تظهر أن مسلحين روساً ينتمون لمجموعة فاغنر أمام المبنى الإداري. وأشارت تقارير أخرى إلى استمرار القتال حول موقع المحطة المتنازع عليها منذ نهاية مايو.
ولم تشر هيئة الأركان العامة الأوكرانية إلى محطة الطاقة في تقريرها عن الأوضاع، لكن اكتفت بالحديث عن قتال حول سيميهيريا. وتحدث التقرير عن هجمات جوية على مواقع أوكرانية في المنطقة.
وأفاد تقرير هيئة الأركان بأن جنوداً أوكرانيين تمكنوا من صد هجمات شرق الخط الواصل بين سيفرسك عبر سوليدار إلى باخموت، بالإضافة إلى عمليات دفاع ناجحة على طول أنحاء أخرى من الجبهة في دونيتسك وخاركيف المجاورة.
كما قصفت القوات الجوية الروسية مواقع عسكرية أوكرانية بالقرب من قرية زايتسيف في منطقة دونيتسك، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف.