أقام بوابة حديدية عند مدخل متنزه «عين بوبين»
مضايقات الاحتلال تحرم 3000 فلسطيني ارتياد متنفّسهم الوحيد
أعلى صخرة حجرية كبيرة الحجم، يتربع نبع «عين بوبين» إلى الشمال الشرقي من قرية «دير ابزيع»، الواقعة غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تحيطها المناطق الزراعية الخضراء، التي تُعد المتنفس الوحيد لأهالي القرية البالغ عددهم 3000 نسمة.
ويُعد نبع «عين بوبين» أحد أكبر الينابيع في محافظة رام الله، حيث يخرج الماء من ثقب في الأرض ليصب داخل بركة تخزين أثرية، يزورها أهالي القرية للتنزه والتجول والسباحة، لاسيما في ظل حرمان الاحتلال سكان الضفة الغربية من دخول مدن الداخل الفلسطيني المحتل، والاستمتاع بمياه البحر في حيفا، وعكا، ويافا.
وعلى بعد 1700 متر من مداخل «عين بوبين» التاريخية، يقيم جنود الاحتلال بوابة حديدية، حتى يسهل عليهم منع وصول المواطنين إلى مناطق العين الخضراء للتنزه والاستجمام، وتقييد حركة المزارعين في طريقهم إلى الأراضي الزراعية المجاورة، للاعتناء بمحاصيلهم الزراعية، إلى جانب مزارع النحل، التي تُعد مصدر الرزق لكثير من السكان.
ادّعاء واعتداءات
ليس هذا فحسب، فعلى مدار الساعة، يقتحم المستوطنون منطقة «عين بوبين»، التي تصنف بأنها منطقة سياحية دائمة الخضرة، بأشجارها وزراعتها وعيون الماء فيها، للسيطرة عليها بالكامل، ومنع الأهالي من استخدامها أو الاستجمام فيها، وطرد المزارعين، وحرمانهم من دخول أراضيهم، على مرأى من الجنود الذين يوجدون لتوفير الحماية الكاملة لقاطني مستوطنة «دولب»، الجاثمة على أراضي «دير ابزيع»، أثناء تنفيذ الاعتداءات بحق سكانها، ومتنزههم الوحيد.
ويوضح رئيس المجلس القروي السابق لقرية دير ابزيع، نعيم جعوان، أن مضايقات واعتداءات المستوطنين ضد القرية تشتد منذ ثلاث سنوات، ومنذ ثلاثة أشهر زادت حدتها بشكل لا يطاق، حيث باتت تنفذ يومياً، بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، بحق السكان والمزارعين.
ويقول جعوان لـ«الإمارات اليوم»، في حوار خاص، إن المستوطنين منذ بداية الصيف الحالي يتوافدون إلى منطقة «عين بوبين» على شكل مجموعات كبيرة، تبلغ أعدادهم أكثر من 200 مستوطن، بعد أن كانوا يقتحمونها على شكل أفراد.
ويضيف «يقتحم المستوطنون نبع المياه، ويسبحون في حوض البركة المقامة بجوار العين، بحجة أنها مقدسة، كما يمنعون المواطنين والمزارعين من الوصول إلى (عين بوبين) يومي الجمعة والسبت بشكل مطلق، كما ثبتوا أعلام الاحتلال على لوحات معدنية في منطقة (عين بوبين)».
ويصف رئيس المجلس القروي السابق مشاهد اقتحام القرية ومتنفسها الطبيعي الوحيد بالاقتحام المسلح، وكذلك بما يشبه منع التجول الذي كان يستخدم في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987 . ويواصل جعوان حديثه: «يقتحم المستوطنون المدججون بالسلاح القرية في جميع الأوقات، بواسطة السيارات، أو «التراكتورات الزراعية»، أو الدراجات الهوائية والنارية، ويجلسون حول حوض البركة بقصد التنغيص على أبناء القرية والقرى المجاورة، الذين يأتون للمكان للتنزه أو للاعتناء ببساتينهم الزراعية».
ويدّعي المستوطنون بأن «عين بوبين» ورد اسمها في الكتب اليهودية، لذا يحاولون تهويد اسمها، ليصبح «عين داني»، وهو اسم المستوطن الذي قُتل في المكان نفسه منذ سنوات عدة، ولكن حسب الروايات التاريخية، فإن اسم العين هو كنعاني الأصل، كما أن المنطقة المحيطة بالعين أثرية، إذ تحيط بها مجموعة من الخِرَب والكهوف التي كانت تستخدم قديماً على مر الأزمنة والعصور، وذلك بحسب جعوان.
ويؤكد أن الهدف الحقيقي من اقتحام «دير ابزيع»، والاعتداء على سكانها، إحداث الاحتلال تغييراً تدريجياً، يستهدف جغرافية موقع «عين بوبين»، من أجل بناء منشآت حول عيون المياه وتأهيلها سياحياً للمستوطنين، وعمل مرافق ترفيه فيها، حتى تتم السيطرة الكلية عليها.
استهداف وحرمان
تبلغ مساحة القرية 15 ألف دونم، 72% منها خاضعة لسيطرة الاحتلال أمنياً وإدارياً، لوقوعها في مناطق (ج)، وفقاً لتصنيف اتفاقية «أوسلو»، وصودرت مساحات شاسعة منها لإقامة مستوطنة «دولب»، الجاثمة على أراضي «دير ابزيع»، إلى جانب المناطق الزراعية، التي يحرم الاحتلال أصحابها من دخولها، أو حتى الوصول إليها، بذريعة مجاورتها حدود المستوطنة.
ويشير رئيس مجلس قرية «دير ابزيع» السابق إلى أن مياه نبع «عين بوبين» تشكل السلة الغذائية لأكثر من 35 عائلة فلسطينية تعتاش على الزراعة، لتوفير لقمة العيش لأفرادها، مبيناً أن المساحة المروية من مياه العين الأثرية، والمزروعة بأشجار الحمضيات، والرمان، والخضراوات بجميع أنواعها نحو 30 دونماً.
إلّا أن ذلك لم يرق للاحتلال، الذي يتعمد استهداف أصحاب الأراضي الزراعية، وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد، إذ يعتدي المستوطنون بشكل دائم على مزارعي «دير ابزيع»، تحت حماية القوات الإسرائيلية، التي تجبر الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، استجابة لرغبة مستوطني «دولب» في السيطرة على المكان .
ويقول جعوان: «إن المضايقات والاعتداءات الإسرائيلية تحول دون قدرة المزارعين على جني محاصيلهم الزراعية، حيث يضع المستوطنون المواد الكيماوية السامة في فتحات عين النبع، لمنع المزارعين من استخدام مياه العين لري محاصيلهم الزراعية».
واستكمالاً لمخططهم في السيطرة على المتنفس الطبيعي الوحيد في «دير ابزيع»، ينفّذ المستوطنون أعمال عبث وتخريب بحق ممتلكات المزارعين، منها حرق المعرشات الزراعية، وتحطيم خراطيم المياه . وينوّه جعوان إلى أن المستوطنين، وبحماية جنود الاحتلال، يستهدفون منطقة العين الكنعانية عمداً، فقد عبّدت القوات الإسرائيلية الطريق المؤدي إلى موقع «عين بوبين»، من اتجاه موقع مستوطنة «دولب»، التي تشكل نقطة انطلاق للسيطرة على المنطقة الأثرية الخضراء، وتنفيذ الاقتحامات المستمرة يومياً.
• على مدار الساعة، يقتحم المستوطنون منطقة «عين بوبين»، التي تصنف بأنها منطقة سياحية دائمة الخضرة، بأشجارها وزراعتها وعيون الماء فيها، للسيطرة عليها بالكامل، ومنع الأهالي من استخدامها أو الاستجمام فيها، وطرد المزارعين، وحرمانهم من دخول أراضيهم، على مرأى من الجنود الذين يوجدون لتوفير الحماية الكاملة لقاطني مستوطنة «دولب»، الجاثمة على أراضي «دير ابزيع»، أثناء تنفيذ الاعتداءات بحق سكانها، ومتنزههم الوحيد.
• يدّعي المستوطنون بأن «عين بوبين» ورد اسمها في الكتب اليهودية، لذا يحاولون تهويد اسمها، ليصبح «عين داني»، وهو اسم المستوطن الذي قُتل في المكان نفسه منذ سنوات عدة، ولكن حسب الروايات التاريخية، فإن اسم العين هو كنعاني الأصل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news