بوتين يوافق على إرسال بعثة أممية إلى محطة زابوريجيا النووية

هجوم على أسطول روسيا في البحر الأسود ومساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا

الجيش الأوكراني يجهز حواجز الطرق في باخموت المنطقة المتضررة من الحرب بشرق أوكرانيا. رويترز

استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، أمس، مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار تهدف لإحداث تحوّل في سير المعارك واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.

في الأثناء، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إرسال بعثة أممية إلى محطة زابوريجيا النووية، معبراً عن خشيته من أن يؤدي القصف على المحطة إلى «كارثة واسعة النطاق».

وتفصيلاً، استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، أمس، مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، في سيباستوبول ولم يخلف إصابات، على ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف.

وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق «تليغرام»: «تم إسقاط الطائرة المسيّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران».

ولم يخلف الحادث «أضراراً بالغة» ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم محمّلاً القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، سحابة من الدخان، تتصاعد إلى السماء، في أعقاب الهجوم.

ويعد الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيباستوبول في غضون أقل من شهر.

ويأتي بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أول من أمس، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار بهدف مساعدة كييف على قلب المعادلة على الأرض واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ بدأت الحرب في 24 فبراير.

وأفاد مسؤول رفيع في البنتاغون الصحافيين بأن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: «ترون نقصاً تاماً وكاملاً في التقدم الروسي في ساحة المعركة».

وتأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب في وقت تُظهر المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف الخطوط، إضافة الى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية منذ منتصف يونيو.

وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة «هيمارس» التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية وصواريخ «هارم» جو-أرض المضادة للرادارات.

كما تشمل أيضاً 15 طائرة استطلاع مسيّرة من طراز «سكاي إيغل» و1000 صاروخ جافلين مضاد للدروع و1500 صاروخ تاو ومدفعية جديدة مع ذخيرة.

من جهة أخرى، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول من أمس، على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا.

وحذر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن «القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة».

وأكد الرئيسان «أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض»، وفق ما أكد الكرملين لافتاً إلى أن «الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة».

ووافق الرئيس الروسي على أن تمر البعثة عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا كما كان اشترط في السابق، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

ورحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في بيان «بالتصريحات الأخيرة التي تشير إلى أن أوكرانيا وروسيا تدعمان هدف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمثل بإرسال بعثة» إلى محطة زابوريجيا.

في الوقت نفسه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس روسيا، أول من أمس، خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع، داعياً مرةً جديدة إلى جعل المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي منطقة «منزوعة السلاح».

وفي أنقرة قالت وزارة الدفاع التركية أمس إن سفينتين أخريين تنقلان شحنات حبوب غادرتا ميناء تشورنومورسك الأوكراني، ما يرفع العدد الإجمالي للسفن التي غادرت موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، بموجب اتفاق لتصدير الحبوب بوساطة الأمم المتحدة، إلى 27.

تويتر