زيارة أحد رموز المعارضة للصين تثير انتقادات في تايبيه
تايوان تعتزم رفع نفقاتها العسكرية إلى مستوى قياسي
أعلنت تايوان، أمس، أنها تعتزم زيادة ميزانيتها العسكرية، التي ستصل إلى مستوى غير مسبوق، في أجواء تصاعد الخلافات مع الصين التي نفذت هذا الشهر مناورات عسكرية قبالة سواحل الجزيرة، فيما أثارت زيارة أحد رموز المعارضة التايوانية للصين انتقادات محلية.
واقترحت تايبيه ميزانية عسكرية جديدة بقيمة 415.1 مليار دولار تايواني (13.7 مليار يورو) للعام المقبل، بزيادة قدرها 13%، بالمقارنة مع ميزانية العام الماضي.
وينبغي أن يوافق البرلمان على هذا المبلغ القياسي.
وقالت الهيئة المكلفة بالميزانيات في بيان إنه سيتم تخصيص مبلغ شراء طائرات مقاتلة.
وصرح متحدث، نقلاً عن رئيس الوزراء سو تسينغ تشانغ «من أجل حماية الأمن القومي، ستصل الميزانية الإجمالية للدفاع العام المقبل إلى 586.3 مليار دولار تايواني، وهو رقم قياسي».
وأدت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، إلى تصعيد التوتر في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى منذ سنوات، ما زاد المخاوف من استخدام بكين القوة للسيطرة على الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها.
ومازالت بكين متفوقة عددياً وبفارق كبير على تايوان، التي يضم جيشها 88 ألف جندي في سلاح البر، مقابل مليون رجل للصين، حسب تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وحدثت الجزيرة أسطولها القتالي المتقادم في السنوات الأخيرة، وسط مخاوف متزايدة من عمل عسكري من قبل الصين.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الدفاع إن تايوان ستبدأ العام المقبل في نشر أنظمة دفاع بطائرات مسيرة على جزرها البحرية، بعد ظهور مقطع مصورة لجنود تايوانيين يرشقون طائرة صينية مسيرة بالحجارة أثناء تحليقها فوق موقع حراسة بالقرب من ساحل الصين.
واشتكت تايوان من غارات صينية متكررة بطائرات مسيرة بالقرب من جزرها البحرية، في إطار مناورات وتدريبات حربية صينية بعد زيارة بيلوسي لتايبه.
ويُظهر المقطع المصور القصير، الذي تم تداوله أولاً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، قبل أن تنشره وسائل الإعلام التايوانية، جنديين يرشقان طائرة مسيرة اقتربت من موقع حراستهما بالحجارة. وفي بيان صدر في وقت متأخر من الأربعاء، قالت القيادة الدفاعية لمجموعة جزر كينمن التي تسيطر عليها تايوان، وتقع قبالة مدينتي شيامن وتشوانتشو بالصين، إن الحادث وقع في 16 أغسطس في جزيرة إردان، وأكدت أن الجنود ألقوا الحجارة لإبعاد ما سمّته طائرة مسيرة مدنية.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان منفصل، إنها ستنشر أنظمة مضادة للطائرات المسيرة اعتباراً من العام المقبل، وسيتم وضعها أولاً على الجزر الأصغر.
وأضافت أن الضباط والجنود على المستويات كافة سيواصلون توخي اليقظة، وفقاً لمبدأ «عدم تصعيد النزاعات أو إثارة الخلافات».
ولم تعلق الصين على مقطع الفيديو الذي لاقى ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وسخر منه المستخدمون.
كما أثار نقاشاً ساخناً في تايوان، حيث وصف بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الحادث بأنه «إذلال» للقوات المسلحة في الجزيرة، وحثوا وزارة الدفاع على تكثيف إجراءاتها المضادة لغارات الطائرات المسيرة المتكررة بشكل متزايد. من ناحية أخرى، أثارت زيارة من جانب أحد رموز المعارضة التايوانية للصين، بعد أسابيع من إطلاق بكين صواريخ فوق الجزيرة، انتقادات في الداخل، رغم جهوده لانتقاد التدريبات، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. ودعا نائب رئيس الحزب القومي (الكومينتانج) أندرو هسيا، إلى استئناف المحادثات عبر المضيق، وإقامة المزيد من الروابط الجوية خلال
الاجتماع الذي عُقد بالقرب شنغهاي مع رئيس جمعية العلاقات عبر مضيق تايوان
تشانغ تشيغون، حيث تستخدم بكين الجمعية لإدارة شؤونها مع تايوان.
ووصف تشغيون تدريبات جيش التحرير الشعبي بأنها ضرورية لتأمين سيادة الصين، ومواجهة ما تصفه بكين بقوات الاستقلال التايوانية.
في تايوان، جرى انتقاد هسيا من جانب الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايبيه لسفره إلى الصين، بعد فترة قصيرة من التدريبات العسكرية الأكثر استفزازاً التي أجرتها بكين خلال عقود.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي التقدمي وانج تينج-يو، في مقطع مصور أرسل للصحافيين أمس «فيما أجرت الصين تدريبات ضد تايوان، لم يكن يتعين على عضو البرلمان عن الحزب القومي الذهاب للصين لتملق الحزب الشيوعي».
تايوان ستبدأ العام المقبل في نشر أنظمة دفاع بطائرات مسيرة على جزرها البحرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news