عبدالله بن زايد يقيم حفل استقبال في تل أبيب بمناسبة مرور عامين على "الاتفاق الإبراهيمي"
أقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حفل استقبال رسمي في تل أبيب بحضور فخامة إسحق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل ، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور عامين على التوقيع على الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل.
وقال سموه في كلمته خلال الحفل ، الذي أقيم في إطار زيارة سموه الرسمية إلى دولة إسرائيل ، وحضره عدد من كبار المسؤولين في الدول العربية والخليجية والأجنبية بالإضافة إلى مسؤولين من عدد من المنظمات الدولية : " قبل عامين، في الخامس عشر من سبتمبر 2020، رسمت بلادي مسارا جديدا للمنطقة، وأدى توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، التي أصبحت واقعا حقيقيا، إلى هذه العلاقة المزدهرة والديناميكية التي تتمتع بها بلادنا اليوم".
وأكد سموه: " يجب أن نواصل البناء على هذا الأساس القوي للمساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة".
وأوضح : " استندت الاتفاقيات الإبراهيمية إلى فرضية بسيطة، وهي أن الدبلوماسية والتواصل سيعززان قدرا أكبر من الاستقرار والازدهار والأمل، ويمكننا اليوم القول بثقة كبيرة أن ذلك الافتراض كان صحيحا".
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان : " نحن نبني مستقبلا أكثر إشراقا معا من خلال توسيع الفرص لشعوبنا ولجميع شعوب المنطقة، وتشكل المبادئ التأسيسية لدولة الإمارات في التعايش والتسامح والشمولية أساس رؤيتنا لمنطقة أكثر سلاما".
وأضاف : " على مدى العقود الخمسة الماضية أصبحت دولة الإمارات موطنا لأكثر من 200 جنسية، وقد استقبلنا مؤخرا عددا متزايدا من السياح والطلاب ورجال الأعمال الإسرائيليين، وبلغ عددهم نحو نصف مليون زائر، مما أدى إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين وتقوية البعد الإنساني في علاقتنا".
وأكد : " بهذه الروح، لا يمكن تحقيق استقرار المنطقة بالكامل إلا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية والذي يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة، وستواصل دولة الإمارات دعمها لكافة المبادرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق هذه الآمال".
وقال سموه : " تعتبر الاتفاقيات الإبراهيمية أيضا بوابة لحل القضايا العالمية التي تدعونا للتعاون من تغير المناخ إلى العلوم والتكنولوجيا والرعاية الصحية وانعدام الأمن الغذائي والمائي، ومجالات أخرى كثيرة ، وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى الأثر الإيجابي الفعلي للاتفاقيات من خلال تغيير السرد ووضع إطار جديدة للتعاون والحوار".
وأضاف :" امتد ذلك إلى ما وراء المنطقة، ففي وقت سابق من هذا العام تعاونت دولة الإمارات مع إسرائيل والهند والولايات المتحدة في مجموعة "I2U2" ، حيث تعمل مجموعة العمل هذه على تسهيل التعاون في المجالات الحاسمة وبناء شراكات أقوى من الشرق الأوسط إلى آسيا وأمريكا".
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان : " يرتكز محور جهودنا جميعا على الالتزام المشترك بكتابة تاريخ جديد لمنطقتنا في هذا العالم ، لابد أن نقدر أن هذه المنطقة هي مهد اليهودية كما هي مهد المسيحية والإسلام، ومن هذه المنطقة انتشرت هذه الديانات العظيمة وأنارت جميع أنحاء العالم".
وأضاف : " مع ذلك فإن التعايش السلمي اليوم مهدد بخطر التطرف وخطاب الكراهية ، وهذه التهديدات علينا أن نحصن أنفسنا جميعا عنها، وستتطلب مواجهتها جهدا دوليا متواصلا ومشتركا".
وقال : " في العام المقبل سنحتفل في الإمارات وأبوظبي بالتحديد بافتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي يتكون من مسجد وكنيسة وكنيس جنبا إلى جنب ليصبحوا معا مركزا تعليميا لكل طائفة ومجموعة دينية ، وأيضا مركزا دينيا لتجسيد القيم العالمية ، قيم تحفز الانسجام والتعايش والتفاهم ، فقد كتب يهودا عميشاي، أحد أعظم شعراء إسرائيل، " أن معرفة السلام تشق طريقها من مكان إلى آخر مثل ألعاب الأطفال، والتي تتشابه كثيرا في كل مكان تذهب إليه".
وأكد سموه : " على مدى العامين الماضيين دفعنا إيماننا بالسلام إلى تحقيق إنجازات لا حصر لها، فحولنا الخطط إلى إجراءات ملموسة، وقمنا بتطوير علاقة مزدهرة لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة، وسنواصل معا العمل ، إلى جانب تعميق الاتفاقيات ونشر رؤيتها الشاملة لمجتمع إقليمي من أجل التقدم".
وقال سموه في ختام كلمته : " السيد الرئيس، الصديق الرئيس، أشكركم مرة أخرى على ترحيبكم الحار، ونتطلع إلى استضافتكم والسيدة الأولى في دولة الإمارات مرات أخرى".
حضر حفل الاستقبال .. معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة و سعادة عمر غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة و سعادة محمد محمود آل خاجة سفير الدولة لدى دولة إسرائيل ، وعدد من رجال الأعمال من دولة الإمارات.