حشود غفيرة تشيع الملكة إليزابيث في صمت وحزن
خيم الصمت والحزن على عشرات الآلاف الذين احتشدوا في وسط لندن اليوم الاثنين لمتابعة جنازة الملكة إليزابيث في كنيسة وستمنستر أبي وموكب النعش بعد ذلك عبر المدينة إلى المثوى الأخير.
ووضع البعض ممن تابع الجنازة عبر الشاشات في متنزه هايد بارك أيديهم على أعينهم بينما بكى البعض الآخر أثناء الجنازة، ورفع الآباء أطفالهم عاليا أو وضعوهم على أكتافهم لرؤية النعش خلال مرور الموكب.
كما انطلقت الهتافات بين الحشود خلال الجنازة الرسمية المهيبة للملكة التي توفيت في الثامن من سبتمبر أيلول عن عمر 96 عاما بعد أن ظلت على العرش 70 عاما، واستحوذت الموسيقى المصاحبة للجنازة على مشاعر الكثيرين الذين لم يعرف معظمهم ملكة أخرى للبلاد خلال حياتهم.
وقالت كاميلا مور (53 عاما)، من نوتنجهام "من الصعب التعبير بالكلمات عما شاهدناه للتو. كان حقا مميزا ولا ينسى... لقد كان محزنا للغاية. حزن كبير جدا جدا. نهاية حقبة".
وتابعت الحشود مراسم الجنازة على شاشات التلفزيون الكبيرة أو من البث الإذاعي عبر مكبرات الصوت.
ولم يتمكن كولين ساندرز (61 عاما)، وهو جندي متقاعد جاء إلى لندن من شمال يوركشير لتوديع الملكة، من كبح دموعه خلال الاستماع لمراسم الجنازة.
وقال "شعرت أننا هناك ونشارك... كان هذا مؤثرا جدا... إنها مثل الجدة، شخص يقدم الحب والاهتمام. قالت إنها ستخدم البلاد، وقد أوفت".
وعقب القداس في كنيسة وستمنستر، نُقل نعش الملكة على عربة مدفع عبر وسط لندن، مرورا بمقر الإقامة الرسمي قصر بكنجهام إلى قوس ولينجتون في هايد بارك كورنر، حيث تبعه الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة مرة أخرى سيرا على الأقدام لمسافة 2.4 كيلومتر إلى قلعة وندسور، غرب لندن، من أجل قداس في كنيسة سانت جورج.
وتوافدت الحشود من صغار وكبار السن من أنحاء بريطانيا وخارجها، وخيم الآلاف الليلة الماضية في لندن للحصول على أفضل المواقع لمشاهدة أول جنازة رسمية في البلاد منذ عام 1965 عندما أقيمت جنازة رسمية لونستون تشرشل.
وتسلق البعض أعمدة الإنارة ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الجنازة الملكية.
وسافرت كلوي جيسون (59 عاما) جنوبا من مانشستر وقالت إنها وجدت الجنازة مثيرة للمشاعر.
وقالت "يشعر المرء بالحزن على البلاد وعلى عائلتها. وفي الوقت نفسه كان هذا تكريما لمسيرة حياتها ... كنت أبكي أحيانا، لكنني لم أشعر بالحزن أبدا، إذا صح التعبير".
وأضافت "أفضل شيء هو قدوم أشخاص من جميع الأطياف، من كل عرق ودين إلى هنا للمشاركة".
* في أنحاء لندن
قبل أكثر من ساعة من بدء مراسم الجنازة، أُعلن عن امتلاء جميع المناطق التي تتسنى منها مشاهدة الموكب في وسط لندن. وقالت السلطات إنها تتوقع أن عدد من توافدوا إلى العاصمة لمتابعة الجنازة بلغ مليون شخص.
وخيمت المعلمة ميلاني أودي (60 عاما) الليلة الماضية أمام الحواجز المنصوبة على امتداد المركز التجاري خارج قصر بكنجهام مع ابنتيها وأحفادها بعد أن وصلت للمكان بعد ظهر أمس الأحد الساعة 0430 مساء بالتوقيت المحلي (1530 بتوقيت جرينتش).
وقالت "أن تكون جزءا من التاريخ فرصة تأتي مرة واحدة في العمر، ولكي نقدم التعازي... الأجواء فريدة للغاية. كان يجب أن أحضر. الأمر يستحق بالتأكيد". وأضافت أن هذا كان أقل ما يمكن أن تفعله لتكريم الملكة الراحلة.
وتابعت "كانت دائما جزءا كبيرا من حياتي. كانت موجودة دائما لقيادتنا. اهتمت كثيرا بهذا البلد".
واستطردت قائلة إن الناس في الطابور كانوا ودودين ويتشاركون القصص حتى الساعة 11 مساء تقريبا عندما حاول البعض النوم.
واستمر توافد الناس طوال الليل قادمين بسيارات أجرة أو بالقطارات الإضافية التي خُصصت لنقل الحشود.
وبينما كان الناس يتجهون صوب طريق الموكب، كان البعض صامتا وحزينا ويرتدي ملابس سوداء، في حين كان آخرون أكثر تفاؤلا.