شاشة تلفزيونية تُظهر بثاً إخبارياً مع لقطات لتجربة صاروخ كوري شمالي في محطة سكة حديد في سيؤول. أ.ف.ب

كوريا الشمالية تطلق صاروخين باليستيين قبيل تدريبات جوية لواشنطن وسيؤول

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى، أمس، وفق ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في أحدث عملية إطلاق صاروخية تجريها بيونغ يانغ، وفي وقت حذرت سيؤول من أن يمهد ذلك لتجربة نووية أخرى، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أن العالم «يحبس أنفاسه» قبل تجربة نووية محتملة لكوريا الشمالية.

وتفصيلاً، قال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي. وجاءت عمليتا إطلاق الصاروخين بينما تختتم كوريا الجنوبية 12 يوماً من التمارين العسكرية البرمائية البحرية، بمشاركة الحليف الأميركي، وقبل بدء تدريبات جوية مشتركة بمشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة أميركية وكورية جنوبية الإثنين.

وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه «رصد إطلاق صاروخين باليستيين من منطقة تونغتشون في كوانغوون بين الساعة 11:59 (02:59 ت.غ)، والساعة 12:18»، في إشارة إلى إقليم يقع على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان، إن «جيشنا كثف عمليات الرصد والمراقبة، وهو على أهبة الاستعداد وبالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة».

قطع الصاروخان مسافة 230 كلم تقريباً على علو 24 كلم، وبسرعة 5 ماخ، بحسب البيان الذي اعتبر عملية الإطلاق «استفزازاً خطراً» ينتهك عقوبات الأمم المتحدة.

ودانت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأميركية، عمليتي إطلاق الصاروخين، معتبرة أنها تؤكد «التداعيات المزعزعة للاستقرار» لأسلحة كوريا الشمالية المحظورة.

وحذرت سيؤول وواشنطن مراراً من أن بيونغ يانغ قد تكون على وشك إجراء تجربة نووية أخرى للمرة الأولى منذ 2017، بعد سلسلة عمليات إطلاق لصواريخ باليستية في الأسابيع الأخيرة.

وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الثلاثاء، أمام البرلمان، أن بيونغ يانغ على ما يبدو «استكملت الاستعدادات لتجربة نووية سابعة».

وندد مبعوثون نوويون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان بإطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى، وهي أحدث تجربة إطلاق صواريخ في عام شهد عدداً قياسياً من هذه التجارب. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان، إن تطوير الأسلحة النووية والصاروخية لن يؤدي إلا إلى تعزيز التعاون الأمني الإقليمي. جاءت هذه التصريحات عقب اتصال هاتفي بين مبعوث كوريا الجنوبية ونظيريه الأميركي والياباني.

وحذرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، الأربعاء، من أن تجربة نووية كورية شمالية ستستدعي «رداً قوياً غير مسبوق»، وتعهدت رصّ الصفوف بين الحلفاء الأمنيين الإقليميين.

في الأثناء، أعلنت كوريا الجنوبية، أمس، أنها ستجري والولايات المتحدة تدريبات جوية مشتركة كبيرة، تشمل نحو 240 طائرة عسكرية، للتحقق من القدرات التشغيلية للحلفاء في زمن الحرب وسط التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية.

ومن المقرر أن تبدأ تدريبات «فيجيلانت ستورم» التي تستمر 5 أيام، يوم الإثنين المقبل، حيث تسعى سيؤول وواشنطن جاهدتين إلى شحذ الردع، وسط مخاوف من أن بيونغ يانغ قد تصعّد التوترات عبر إجراء تجربة نووية، أو أعمال استفزازية أخرى. بحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب.

وقال مسؤولون في سيؤول، إن هذه التدريبات ستكون أول نشر للجيش الأميركي لطائرات «إف-35 بي» في كوريا الجنوبية، في خطوة واضحة من قبل الحلفاء، لتسليط الضوء على قوتهم الجوية المشتركة في أعقاب التهديدات العسكرية المستمرة من بيونغ يانغ.

وفي نيويورك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، أول من أمس، أن العالم «يحبس أنفاسه» قبل تجربة نووية محتملة لكوريا الشمالية، ستكون «تأكيداً جديداً» على أن برنامج بيونغ يانغ النووي «يتقدم بكامل طاقته». وقال غروسي للصحافة، على هامش اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا، إن «الجميع يحبسون أنفاسهم، لأن تجربة نووية أخرى ستكون تأكيداً جديداً لبرنامج نووي يتحرك بكامل قوته بطريقة مثيرة للقلق بشكل لا يصدق». وأضاف «مزيد من الاختبارات يعني بالطبع أنهم يحسّنون الاستعدادات وبناء ترسانتهم، لذلك نحن نتابع ذلك من كثب، نأمل ألا يحدث ذلك، لكن المؤشرات للأسف تشير إلى الاتجاه الآخر».

 

الأكثر مشاركة