اليمن.. ميليشيات الحوثي تبدأ مراوغة جديدة لإفشال جهود التسوية
واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية رفضها لكافة الدعوات المحلية والإقليمية والدولية للدخول في تسوية سياسية شاملة تمهيدا لتحقيق السلام، فضلا عن رفضها تمديد الهدنة وتوسيعها.
وفي هذا الصدد استضافة العاصمة الأردنية عمان، اجتماعا مشتركا بمشاركة سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونويرا فينيالس، ومجموعة العمل الأوروبية، مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، لمناقشة جهود تجديد الهدنة واستعادة مسار التسوية السياسية في اليمن.
يأتي ذلك مع استمرار المشاورات الجانبية بين الأطراف اليمنية في العاصمة العمانية مسقط، بشأن العودة لتمديد الهدنة، حيث اعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن أسف بلاده لعدم تجديدها، وأكد تطلع مصر لاستعادة التوصل لحل سياسي يُنهي الصراع في اليمن.
من جانبها أصدرت الميليشيات بيانا عبر وزارة خارجيتها الغير متعرف بها دوليا، طالبت فيه مجلس الأمن الدولي العمل على إصدار قرار جديد مُلزم يهيئ المناخ للبدء في مفاوضات تسوية سياسية سلمية وصولاً إلى سلام شامل في اليمن.
وتناقض بيان الميليشيات مع تصريحات القيادي الحوثي حسين العزي المعين نائبا لوزير خارجية حكومة صنعاء الغير معترف بها دوليا، الذي قال فيها أن المبعوث الدولي لليمن هانس غروندبيرغ، لا يستطيع إدارة أي مفاوضات سلام في اليمن.
ووصفت مصادر سياسية يمنية، بيان الميليشيات، بأنه رسالة موافقة على أي مشاورات سلام مقبلة بعد أن وجدت نفسها معزولة دوليا، وفي طريق تصنيفها جماعة إرهابية، مشيرة إلى أن الميليشيات من خلال بيانها تبدأ مناورة ومراوغة سياسية جديدة في سبيل الحصول على وقت لإعادة ترتيب أوضاعها وأوراق لعبتها السياسية والقتالية.
ميدانيا، صدت قوات الجيش اليمني والمقاومة المحلية في مأرب، هجوما حوثيا على مواقعها في المحور الرملي الجنوبي للمحافظة، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة، وفقا لمصادر ميدانية، مؤكدة استمرار الميليشيات إرسال تعزيزات وأسلحة قتالية إلى جبهات المحافظة.
وفي شبوة تم تفعيل الدفاعات الجوية لقوات العمالقة ودفاع شبوة، لمواجهة أي تهديدات حوثية محتملة، وتمكنت خلال الساعات الماضية من إسقاط مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات تجاه المحافظة.
وفي الجوف، واصلت قبائل دهم وبكيل بالتوافد إلى مطارح المحافظة، لمساندة قوات الجيش اليمني التي تقوم بترتيبات قتالية كبيرة، استعدادا لتأمين المناطق الشرقية والشمالية الشرقية للمحافظة وصولا إلى استعادة مدينة الحزم عاصمة الجوف.
وذكرت مصادر قبلية، أن توافد كبير لرجال القبائل مستمر على مدى ثلاثة أيام إلى مطارح منطقة "الريان"، شرق الجوف، في إطار النفير الذي أعلنته القبائل في الجوف لتأمين مناطق "صحراء العلم والريان" شرقي المحافظة من ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي تمارس التنكيل بأبناء القبائل في تلك المناطق.
ووفقا للمصادر، فإن الميليشيات تسعى من خلال تواجدها في صحراء الريان، الوصول إلى منطقتي "الرويك وصافر النفطية" في محافظة مأرب، إلا أن القبائل تسعى لمساندة قوات الجيش لإفشال مخططات الميليشيات في تلك المنطقة.
وفي أرحب، شمال العاصمة صنعاء، تواصلت الاشتباكات والتوترات بين رجال القبائل، وعناصر ميليشيات الحوثي لليوم الرابع على التواصل على خلفية محاولة الأخيرة، نهب ومصادرة أراضي القبائل في مناطق عدة من المديرية.
وذكرت مصادر قبلية، أن الاشتباكات الأخيرة بين الجانبين أسفرت عن مقتل وإصابة 15 حوثيا، فضلا عن تدمير 3 آليات قتالية حوثية، فيما تواصلت عمليات إرسال المقاتلين إلى المديرية.
وفشلت وساطة قبلية في أيقاف المواجهات بين الجانبين في أرحب، بعد أن تم إطلاق النار على القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، الذي نجأ من محاولة اغتيال حوثية في المنطقة الواقعة بين أرحب وأطراف العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية.
من جهة أخرى، أعلنت الميليشيات عن فقدان نحو 5 آلاف من مقاتليها في مختلف جبهات القتال، منذ بداية الحرب، فيما تواصلت عملية دفن جثث قتلاها في مقابر جماعية في محيط صنعاء.