بوتين يقر بـ «طول» النزاع في أوكرانيا
أقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، بأن النزاع في أوكرانيا «طويل»، مع إشادته بـ«النتائج المهمة» التي تحققت، في إشارة إلى إعلانه ضم أربع مناطق أوكرانية، فيما أعلن «الكرملين» أن مشروع قانون أميركي للإنفاق على المساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا، وأقره مشرعون أميركيون، الثلاثاء، «تصادمي» تجاه روسيا.
وقال بوتين خلال اجتماع نقل التلفزيون وقائعه «بالتأكيد، إنها عملية طويلة»، قبل أن يشيد بـ«ظهور أراض جديدة»، وبـ«نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا».
وأوضح أن روسيا نشرت ما يقرب من نصف الرجال الذين تم تجنيدهم خلال التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، أي نحو 150 ألف جندي في أوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع متلفز «من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم، ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفاً في منطقة العمليات»، مضيفاً أن 77 ألفاً منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال.
في المقابل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، في حدث نظمته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية «ما نراه الآن هو أن روسيا تحاول فرض نوع من تعليق هذه الحرب، لفترة قصيرة على الأقل، حتى تتمكن من إعادة تجميع صفوفها واستردادها وتعافيها، ثم محاولة شن هجوم كبير أوسع في الربيع المقبل».
وأضاف الأمين العام للحلف الأطلسي أن أعضاء «الناتو» يواصلون إمدادهم «غير المسبوق» لأوكرانيا بالأسلحة ودعمها، رغم المخاوف من احتمال نفاد المخزونات الغربية.
وأشار ستولتنبرغ إلى «إضافة أنظمة جديدة لا تقل أهمية عن ضمان عمل الأنظمة أو الأسلحة التي قمنا بتسليمها بالفعل».
وأوضح «هذا يعني أنهم بحاجة إلى كمية كبيرة من الذخيرة وقطع الغيار والصيانة».
وقال ستولتنبرغ إنه لا يملك «معلومات أخرى» عن هجمات مزعومة لمسيرات أوكرانية على قواعد جوية في روسيا، بعد أن أكد الأميركيون أنهم «لم يسمحوا ولم يشجعوا» على مثل هذه الهجمات من قبل كييف.
واعتبر الأمين العام أن شروط الحل السلمي للنزاع «غير متوافرة، لأن روسيا لم تُظهر أي إشارة إلى التزامها بالمفاوضات التي تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها».
ميدانياً، تفقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القوات القريبة من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، الثلاثاء، وعبّر عن شكره لجميع المشاركين في المجهود الحربي بمناسبة الاحتفال بيوم القوات المسلحة في البلاد.
وخلال زيارته بالقرب من الجبهة، وهي واحدة من زيارات عدة قام بها في الأشهر القليلة الماضية، كرم زيلينسكي عدداً من الجنود وقلدهم أوسمة.
وكتب على «تيليغرام»: «شكراً لكم على هذه الصلابة والقوة. أنتم طليعة استقلالنا». وفي موسكو، قال «الكرملين»، أمس، إن مشروع قانون أميركي للإنفاق على المساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا، وأقره مشرعون أميركيون، أول من أمس، «تصادمي» تجاه روسيا.
وفي اتصال مع صحافيين، أشار المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، إلى أن «الوثيقة التي جرى إقرارها ذات طبيعة تصادمية للغاية في ما يتعلق ببلدنا». ويتيح قانون تفويض الدفاع الوطني المالي لعام 2023 الإنفاق الإضافي لمبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، بزيادة قدرها 500 مليون دولار عما طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت سابق من العام الجاري.
كما يعلق مشروع القانون بعض القيود على صفقات الذخيرة لدعم أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يقر مجلسا الشيوخ والنواب المشروع هذا الشهر، قبل إرساله للبيت الأبيض ليوقع عليه بايدن ويصبح قانوناً.
وأعلنت أوكرانيا أن قواتها المسلحة قتلت 92 ألفاً و740 جندياً روسياً، من بينهم 540، أول من أمس، منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأوردته، أمس، وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (أوكرينفورم).
وقال البيان إنه «إضافة إلى ذلك، دمرت القوات الأوكرانية 2935 دبابة روسية، و5909 عربات مدرعة، و1923 منظومة مدفعية، و395 منظومة صواريخ متعددة الانطلاق (إم.إل.آر.إس)، و211 منظومة مضادة للطائرات».
وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 281 طائرة و264 مروحية، و1601 طائرة مسيرة للعمليات التكتيكية، و592 صاروخ كروز، و16 سفينة حربية أو زورقاً حربياً، و4526 شاحنة، وصهاريج وقود، و163 وحدة من المعدات الخاصة.
واصطدمت شاحنة عسكرية روسية بحافلة صغيرة في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من دونيتسك شرق أوكرانيا، أمس، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، وإصابة أربعة آخرين، بحسب السلطات الروسية المعينة في منطقة دونيتسك.