قصف روسي على أوكرانيا في الساعات الأولى من العام الجديد
واصلت روسيا هجماتها المكثفة على كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا في الساعات الأولى من العام الجديد بعدما أمطرتها بوابل من الصواريخ، ودوت صافرات الإنذار لساعات خلال الليل. وقالت قيادة سلاح الجو الأوكراني إنها دمرت 45 طائرة مسيرة، 32 منها بعد ظهر أمس، و13 في وقت متأخر مساء أول من أمس.
من جانبه، أكد الجيش الروسي أن الضربات التي نفّذت على مدن أوكرانية عدّة بينها كييف ليلة رأس السنة، استهدفت «منشآت لصناعة الطائرات المسيرة، بهدف إحباط هجمات إرهابية يجري التخطيط لها».
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أن قواتها المسلّحة شنت هجوماً جوّياً دقيقاً بعيد المدى على منشآت لصناعة الدفاع الأوكراني منخرطة في صنع المسيّرات الهجومية.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن شظايا صواريخ دمرتها أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تسببت في أضرار طفيفة في وسط العاصمة، فيما ذكرت القيادة العسكرية العليا لأوكرانيا أن روسيا أطلقت 31 صاروخاً وشنت 12 ضربة جوية في أنحاء البلاد خلال الساعات الـ24 السابقة. ونشر قائد شرطة كييف، أندريه نيبيتوف، صورة على حسابه بتطبيق «تيليغرام» لما قال إنه قطعة من طائرة مسيرة استُخدمت في الهجوم على العاصمة الأوكرانية، ومكتوب عليها بخط اليد باللغة الروسية «عام جديد سعيد».
وقال نيبيتوف: «هذا الحطام ليس على خط المواجهة، حيث تدور المعارك الشرسة، وإنما هنا في ساحة رياضية، حيث يلعب الأطفال». وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الهجمات الجديدة دمرت بنية تحتية في سومي شمال شرق البلاد، وخميلنيتسكي في الغرب، وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب الشرقي والجنوب.
في المقابل، قال حاكم منطقة بلجورود الروسية الجنوبية المتاخمة لأوكرانيا، فياتشيسلاف جلادكوف، إن قصفاً استهدف ضواحي بلدة شيبيكينو خلال الليل وتسبب في إلحاق أضرار بمنازل، وأفادت وسائل إعلام روسية أيضاً بوقوع هجمات أوكرانية على أجزاء تسيطر عليها موسكو في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وقال مسؤولون محليون إن تسعة على الأقل أُصيبوا. ونقلت وكالة الإعلام الحكومية الروسية عن طبيب محلي أن ستة أشخاص قُتلوا إثر هجوم تعرض له مستشفى في دونيتسك أول من أمس.
وتعهد كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ببذل كل ما يمكن لتحقيق النصر في خطابيهما بمناسبة العام الجديد، وخالف بوتين التقاليد وألقى رسالته من بين القوات وليس من بين جدران الكرملين، وتحدث بصرامة وحدّة عن عام 2022، واعتبره «العام الذي مثل خطاً فاصلاً بين الشجاعة والبطولة والخيانة والجُبن»، كما وجه بوتين الشكر للقوات الروسية، وطالبهم في الوقت نفسه ببذل المزيد، قائلاً: «أهم شيء هو مصير روسيا.. الدفاع عن أرض الآباء هو واجبنا المقدس تجاه أسلافنا وأحفادنا. الحق الأخلاقي والتاريخي معنا».
وفي المقابل، تحدث زيلينسكي عن بعض اللحظات الدرامية والانتصارات في الحرب في رسالة مصورة استمرت 17 دقيقة كانت مفعمة بالعواطف، وتضمنت لقطات لهجمات روسية على البلاد وكلمات فخر للأوكرانيين الذين يجابهون الهجمات والظلام والبرد.
وقال زيلينسكي، الذي ظهر مرتدياً زياً عسكرياً وواقفاً في الظلام وعلم أوكرانيا يرفرف من خلفه: «قيل لنا ليس أمامكم خيار آخر سوى الاستسلام، ونحن نقول لا خيار أمامنا سوى الانتصار، نقاتل كفريق واحد، البلاد بأكملها، كل مناطقنا. أكنّ لكم جميعاً كل التقدير». وتعهد زيلينسكي باستعادة الأراضي التي أعلنت موسكو ضمها. وقال: «من المستحيل أن ننسى، ومن المستحيل أن نسامح، لكن من الممكن أن ننتصر».