بايدن في ذكرى «هجوم الكابيتول»: لا مكان للعنف السياسي في الولايات المتحدة

بعد عامين على الهجوم ضدّ مبنى الكابيتول، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن، على أنّه لا مكان للعنف السياسي في الولايات المتحدة، وذلك خلال تكريمه عناصر في الشرطة واجهوا في يوم الهجوم على الكابيتول عام 2021، حشداً غاضباً من أنصار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، فيما تم انتخاب الجمهوري كيفن مكارثي، رئيساً لمجلس النواب الأميركي.

وأضاف بايدن: «يجب أن نقول بوضوح وبصوت واحد، إنّه ليس هناك أيّ مكان في أميركا لترهيب الناخبين. ليس هناك أبداً أيّ مكان على الإطلاق للعنف السياسي، أميركا بلاد قانون، وليست بلاد فوضى»، محيّياً مَن وصفهم بالمجموعة الرائعة من المواطنين الأميركيّين، الذين كرّمهم، مساء أول من أمس، ومنح 14 شخصاً ميداليّة رئاسيّة للمواطنة، تُعدّ من بين أرفع الأوسمة المدنيّة الأميركيّة.

وكرّم بايدن عناصر أمنيّة باتت وجوههم مألوفة بالنسبة إلى الأميركيّين، بسبب انتشار لقطات هجوم الكابيتول المثيرة للذهول، أو بسبب شهاداتهم اللافتة أمام لجنة التحقيق البرلمانيّة في تلك الأحداث، كما كرّم مسؤولين  كانوا مكلّفين مراقبة عمليّات التصويت في ولايات مختلفة عدّة، وقاوموا ضغوطاً وتهديدات لمحاولة إجبارهم على تغيير نتيجة الاقتراع.

إلى ذلك، تم انتخاب الجمهوري كيفن مكارثي رئيساً لمجلس النواب الأميركي، أمس، ما أنهى آلية شهدت حتى نهايتها توترات شديدة في صفوف الحزب الجمهوري، فيما هنأه الرئيس جو بايدن داعياً إياه إلى الحكم بشكل مسؤول.

وإثر مفاوضات شاقة، رضخت مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب، التي كانت تعرقل انتخابه. وانتهت بذلك حالة من الفوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً.

وقال بايدن في بيان: «أنا مستعدٌّ للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً، والناخبون أشاروا بشكل واضح إلى أنهم ينتظرون من الجمهوريين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي، وحان وقت الحكم بشكل مسؤول».

واستمرت حالة التشويق في البرلمان بعد إخفاق النواب الأميركيين في انتخاب رئيس لهم في 14 جولة تصويت، ما تسبب في حدوث فوضى حقيقية في البرلمان.

ومباشرة بعد فشله في جلسة الانتخاب الـ14، وجّه مكارثي النائب عن كاليفورنيا، أصابع الاتّهام إلى مجموعة من النوّاب الجمهوريّين المؤيّدين لترامب، والذين يعرقلون انتخابه.

واستغلّ النوّاب المؤيّدون لترامب، الأكثريّة الضئيلة التي حقّقها الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر الماضي، لفرض شروطهم، ولم يرضخ هؤلاء إلا بعد الحصول على ضمانات أساسية من أبرزها إجراء يهدف خصوصاً إلى تسهيل الإطاحة برئيس مجلس النواب.

وتم انتخاب كيفن مكارثي في الجولة الـ15 من التصويت، ليخلف النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي في المنصب.

وتبرز على أجندة الأشهر القليلة المقبلة، مفاوضات حول رفع سقف الدين العام الأميركي، وتمويل الدولة الفيدرالية، وربما الإفراج عن حزمات مالية إضافية للحرب في أوكرانيا.

ومع سيطرتهم الجديدة على مجلس النواب، تعهّد الجمهوريون أيضاً ببدء تحقيقات في إدارة جو بايدن للجائحة، والانسحاب من أفغانستان، من بين أمور أخرى.

وقال كيفن مكارثي من البرلمان: «لقد حان الوقت لممارسة السيطرة على سياسة الرئيس».

وبعد فشل حزبه في السيطرة على مجلسَي الكونغرس، كما كانت الحال منذ تنصيبه في يناير 2021، رغم حصوله على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، لم يعد بإمكان الرئيس الأميركي أن يأمل تمرير تشريعات رئيسة، لكن مع وجود مجلس الشيوخ في أيدي الديمقراطيين، لا يمكن للجمهوريين القيام بذلك أيضاً.

الأكثر مشاركة