مقتل 10 فلسطينيين خلال توغل للجيش الإسرائيلي في جنين
قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، ١٠ فلسطينيين خلال عملية دهم عسكرية في جنين شمال الضفة الغربية، وأطلق الغاز المسيل للدموع في قسم للأطفال داخل مستشفى، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما أكد الجيش من جانبه حصول تبادل إطلاق النار مع «مطلوبين يشتبه في تورطهم في عمليات». وفيما عقدت القيادة الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في مدينة رام الله، عمّ الإضراب محافظات الضفة الغربية، بعد دعوات فلسطينية.
وتفصيلاً، قال شهود ومسعفون إن القوات الإسرائيلية قتلت ١٠ فلسطينيين خلال اشتباكات مع فلسطينيين، بعد توغلها أمس في جنين بالضفة الغربية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط ١٠ قتلى، بينهم سيدة مسنّة، إضافة إلى أكثر من 20 مصاباً، بينهم أربع إصابات بحالات خطرة.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ صباح أمس «عملية في مخيم جنين ضد نشطاء من الجهاد». وأضاف «أثناء محاولة اعتقال مطلوبين يشتبه في تورطهم أخيراً في عمليات واسعة النطاق... قُتل عدد منهم في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا».
وأكد الجيش في بيان أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في تبادل إطلاق نار، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على آخرَين كانا يفرّان من المكان، إضافة إلى مشتبه فيه سادس داخل مبنى، وفلسطينيين آخرين. وأكد عدم وجود خسائر في صفوف قواته.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، أن «القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى إلى إصابة أطفال مرضى وذويهم وطواقم طبية بحالات اختناق».
ونفى الجيش الإسرائيلي الأمر، مؤكداً أن الاشتباك لم يكن بعيداً عن المستشفى، ومن المحتمل أن يكون بعض الغاز المسيل للدموع قد دخل من نافذة مفتوحة.
وكانت قد وصفت الوزيرة الوضع في المخيم بأنه «حرج»، واتّهمت القوات الإسرائيلية بمنع إسعاف المصابين.
ووصف محافظ جنين في السلطة الفلسطينية أكرم الرجوب، الاقتحام الإسرائيلي في جنين بأنه «الأكبر والأوسع، والوضع صعب وخطر»، مطالباً بتدخل دولي عاجل، للسماح للطواقم الطبية بأداء عملها في إنقاذ المصابين.
بدوره، قال نائب المحافظ كمال أبوالرب لوكالة فرانس برس، «نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الإسرائيلي يدمر كل شيء، ويطلق النار على كل شيء يتحرك».
وبحسب أبوالرب، فإن العملية الإسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحاً، وقد وصفها بعد انسحاب الجيش من المخيم بأنها «الأسوأ منذ الاجتياح الذي نفذه الجيش في عام 2002».
ووصفت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبوردنية، ما يجري في جنين ومخيمها بأنه «مجزرة» تنفذها الحكومة الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب. وعقدت القيادة الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في مدينة رام الله على إثر مقتل الفلسطينيين الـ١٠. وعقد الاجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس، وضم أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح إلى جانب مسؤولين أمنيين. يأتي ذلك في وقت عمّ الإضراب محافظات الضفة الغربية حداداً على أرواح قتلى جنين وسط بيانات غضب، وتنديد من الفصائل الفلسطينية. ودعت حركة «فتح» إلى الإضراب الشامل والتصعيد في كل بقعة ونقاط التماس مع إسرائيل. وأشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليميني المتطرف، بعملية القوات الإسرائيلية في جنين، فقال «نحن ندعم جنودنا في المعركة ضد كل من يحاول إيذاء قواتنا يجب أن يعلم أنه يخاطر بحياته».