أردوغان يعلن حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لـ 3 أشهر
رئيس الدولة يأمر بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية وتركيا
أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في الجمهورية العربية السورية الشقيقة والجمهورية التركية الصديقة، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في الولايات التركية الـ10 المتضررة من الزلزال.
وتشمل مبادرة سموه تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري الشقيق، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق.
وتجسد المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف.
وصرح أردوغان، أمس، بأن تركيا تواجه إحدى أكبر الكوارث ليس في تاريخ الجمهورية فحسب بل في المنطقة والعالم، وأعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في الولايات التركية الـ10 المتضررة من الزلزال الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش أول من أمس (الإثنين).
جاء ذلك في خطاب ألقاه خلال تواجده في مقر إدارة الطوارئ والكوارث التركية «آفاد» بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان أن إعلان حالة الطوارئ جاء استناداً إلى المادة 119 من الدستور التركي.
وأضاف أنه تم إعلان الولايات الـ10 المتضررة من الزلزال، مناطق منكوبة.
وصرح أردوغان بأن الفرق المختصة أنقذت حتى الآن أكثر من 8000 شخص من تحت الأنقاض.
كما أشار إلى تعليق التعليم في عموم البلاد حتى 13 فبراير وفي مناطق الكارثة (الزلزال) حتى 20 من الشهر نفسه.
وتابع: «خصصنا 100 مليار ليرة (5.26 مليارات دولار) في المقام الأول تحت تصرف مؤسساتنا للمساعدات الطارئة وأنشطة الدعم».
وأضاف: «حتى الآن أرسلنا 1000 سيارة إسعاف و241 فريق إنقاذ طبياً وطنياً وطائرتي إسعاف و5000 عامل في مجال الصحة إلى المناطق المتضررة من الزلزال، وأرسلنا أيضاً 54 ألف خيمة و102 ألف فراش ومستلزمات أخرى».
وتابع: «يعمل حالياً 53 ألفاً و317 عنصراً في عمليات البحث والإنقاذ والعدد يتزايد من تركيا وخارجها، دولتنا بكل مؤسساتها وكوادرها بدأت العمل في المناطق المتضررة من الزلزال».
وقال أيضاً: «آلاف العناصر الخبيرة من قوات الدرك على رأس عملها في منطقة الكارثة، بالإضافة إلى 26 طائرة شحن وسفن وقوارب خفر السواحل».
وسجل (الإثنين) ما لا يقل عن 185 هزة ارتدادية تلت الزلزالين الأولين اللذين بلغت قوة أحدهما 7.8 درجات خلال الليل والآخر بقوة 7.5 عند الظهر ومركزهما في شمال شرق تركيا. كذلك وقعت هزات ارتدادية خلال الليلة قبل الماضية وقبيل فجر الثلاثاء كان أقواها واحدة بلغت 5.5 درجات عند الساعة 09.13 بالتوقيت المحلي على مسافة تسعة كيلومترات جنوب شرق غولباشي في جنوب تركيا.
وحولت السلطات قاعات رياضة ومدارس ومساجد إلى مراكز لإيواء الناجين. لكن، خشية من وقوع هزات جديدة فضل الكثير من السكان تمضية الليل في العراء كما الحال في شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا.
وأوضح نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، أن عدد المصابين بلغ 20 ألفاً و534 شخصاً، فيما أفاد آخر إحصاء للسلطات السورية وعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بأن عدد المصابين وصل إلى 3640. وجاهدت فرق الإنقاذ في البرد وتحت الأمطار الغزيرة أو الثلوج مستخدمة أحياناً الأيادي، لإنقاذ عالقين بين الأنقاض. وقد أنقذت طفلة تبلغ سبع سنوات في هاتاي في جنوب تركيا عند الحدود مع سورية بعد أكثر من 20 ساعة على الزلزال على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس كان حاضراً في المكان.
ويعرقل سوء الأحوال الجوية في منطقة الأناضول التركية عمل فرق الإنقاذ ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نصبت، وحول مواقد النيران التي أقيمت في المناطق المنكوبة.
وفي حلب تواصلت عمليات البحث عن ناجين، أمس، غداة الزلزال، في سباق مع الزمن وفي ظلّ طقس شديد البرودة.
وأظهرت الحصيلة الرسمية الأحدث والمرشحة للارتفاع بعد نحو 20 ساعة من أولى الهزات البالغة قوتها 7.8 درجات والتي شعر بها في لبنان وقبرص وشمال العراق أيضاً، مقتل أكثر من 5000 شخص، 3419 على الأقل في تركيا وأكثر من 1602 في سورية.
وأعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 812 قتيلاً و1449 جريحاً في مناطق سيطرة الحكومة. كذلك أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق (متطوعو الدفاع المدني) بمقتل 790 شخصاً وإصابة أكثر من 2200 شخص.
ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي «بكل المساعدة اللازمة مهما كانت».
وتستعد وحدتان أميركيتان تضم كل واحدة منهما 79 مسعفاً للتوجه إلى تركيا على ما أفاد البيت الأبيض.
بدورها، أعلنت الصين، أمس، إرسال مساعدات بقيمة 5.9 ملايين دولار تشمل عمال إغاثة متخصصين في المناطق الحضرية وفرقاً طبية ومعدات طوارئ، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية في بكين.
في المقابل، في سورية استجابت خصوصاً لنداء سلطات دمشق حليفتها روسيا التي وعدت بإرسال فرق إغاثة «في الساعات المقبلة»، في وقت أكد فيه الجيش أن أكثر من 300 عسكري روسي انتشروا في المنطقة التي يضربها الزلزال للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
وتحركت الأمم المتحدة أيضاً لكنها شددت على أن المساعدة التي ستقدم يجب أن تذهب «إلى كل السوريين على كامل الأراضي» السورية الخارج بعضها عن سيطرة الحكومة. ووسط الفوضى الناجمة عن الزلزال فر نحو 20 مقاتلاً من تنظيم «داعش» من سجن راجو العسكري الذي تشرف عليه فصائل معارضة مؤيدة لتركيا.
• تشمل مبادرة رئيس الدولة 50 مليون دولار للمتضررين في سورية و50 مليون دولار للمتضررين في تركيا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news