مسنون في أضنة يتجمعون معاً للشعور بالدفء بعد الزلزال

وسط حالة من الصمت والذهول، استعد عدد من كبار السن في مدينة أضنة التركية لقضاء ليلتهم الثانية على الأراضي الخشبية والأرائك المتهالكة، أمس، في مدرسة تحولت إلى مأوى بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية.

كان هؤلاء الأشخاص قد غادروا منازلهم دون أن يأخذوا أي شيء معهم وتوجهوا إلى المدرسة سيراً على الأقدام بمساعدة الأقارب أو الجيران الأصغر سنا للنجاة بحياتهم. ورغم أن منازلهم باتت غير مستقرة جراء الزلازل فقد عاد أبناؤهم وأحفادهم إليها لجلب الضروريات الأساسية، والتي تتمثل في الأغلب في الأغطية وعبوات الأدوية.

في هذه المدينة الواقعة بجنوب تركيا، جلس المسنون الذين ارتدوا قبعات من الصوف في قاعة بالمدرسة. ورغم برودة الجو إلا أن الوضع كان أفضل مقارنة بغيرهم ممن يخيمون حول النيران أو يجلسون في سياراتهم بالخارج.

وتذكر كثيرون تجاربهم السابقة مع الزلازل في هذا البلد الذي يقع فوق خط صدع في القشرة الأرضية.

وأودى الزلزال الذي وقع في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين بحياة 8300  شخص على الأقل في أنحاء تركيا وسورية.

كان كمال (86 عاما) وابنته البالغة من العمر 60 عاما يترنحان ويتشبثان ببعضهما أثناء خروجهما من منزلهما المتداعي واستطاع بالكاد الوصول إلى المدرسة سيرا على الأقدام.

وقال كمال وقد رفع ساقيه على كرسي آخر ووضعهما تحت غطاء ليشعر بالدفء: "لم أكن خائفاً على نفسي، كنت قلقا على بناتي"، وكان محاطاً ببناته الثلاث وأطفالهن الذين يمثلون عدة أجيال من النازحين.

قالت إحدى بناته وتدعى إليفيه إنها عادت إلى شقتهم لجلب الأدوية التي وصفها الأطباء له لعلاج الأمراض التي يعاني منها في قلبه وظهره ودمه. وأضافت لرويترز: "اعتقدت أنني سأموت."

كانت إليفيه (73 عاما) في نحو التاسعة والأربعين من عمرها عندما نجت من كارثة زلزال 1999 في إزميت والذي أوقع أكثر من 17000 قتيل. وقالت إن هذه المرة لم يكن الحال أسهل.

وأضافت وهي تحيط نفسها بعدد من الأغطية على المنصة الخشبية بالقاعة مع حفيدتها نعيمة البالغة من العمر 15 عاما: "ارتجفنا وبكينا - أنا وابنتي وحفيدتي".

وقال قوجة خليل بوداك، وهو في الثمانينات من عمره، إنه نجا من زلزال وهو في سن الثامنة وكان محظوظاً لنجاته من الزلزال الجديد الذي وقع عندما كان يزور ابنه في أضنة.

وأضاف بوداك الذي كان محاطا بزوجته وأبنائه: "حاولت التشبث بالخزانة، كانت تهتز... قال ابني (أبي لا تخافوا) وأسرعنا بارتداء ملابسنا والخروج من المنزل".

الأكثر مشاركة