فرق الإنقاذ تواصل البحث عن الناجين من زلزال سورية وتركيا
واصلت فرق الإنقاذ انتشال الناجين من تحت أنقاض المباني المنهارة في سورية وتركيا، أمس، بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال المدمر الذي تخطت حصيلته أكثر من 25 ألف قتيل، وتم استخراج رضيع عمره شهران حياً بعد قضائه 128 ساعة تحت الأنقاض، كما تم إنقاذ أشخاص آخرين بعد قضائهم المدة نفسها.
وتم إنقاذ ما لا يقل عن أربعة أشخاص في ساعة مبكرة من صباح أمس، كان من بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاماً تم إنقاذه من تحت الأنقاض بعد 119 ساعة من وقوع الزلزال الضخم، وامرأة تبلغ من العمر 70 عاماً تم إنقاذها بعد ذلك بثلاث ساعات، وسأل الفتى كامل كان أغاس، الذي انتشل من تحت الأنقاض في كهرمان مرعش، رجال الإنقاذ قائلاً: «ما هو اليوم؟»، وفقاً لتلفزيون «إن تي في»، واحتضن أعضاء فرق البحث التركية والقرغيزية المختلطة الفتى مثلما فعل أبناء عمومته.
وانتشلت فرق الإنقاذ في تركيا خمسة أفراد من أسرة واحدة أحياء من تحت أنقاض منزلهم، بعد 129 ساعة من الزلزال، وأفادت خدمة «خبر تورك» بأن رجال الإنقاذ أخرجوا أولاً الأم هافا والابنة فاطمة غول أصلان من بين كومة من الحطام في بلدة نورداغ الأكثر تضرراً في محافظة غازي عنتاب، وبعد ذلك تم استخراج الأب حسن أصلان، لكن الرجل أصر على إنقاذ ابنته الأخرى زينب، وابنه سالتيك بوغرا أولاً، وكان حسن آخر من خرج.
ووزعت الحكومة التركية ملايين الوجبات الساخنة، والخيام والبطانيات، لكنها مازالت تكافح للوصول إلى الكثير من المحتاجين. وذكرت وسائل إعلام تركية أنه تم انتشال رضيع يبلغ من العمر شهرين حياً، بعدما ظل 128 ساعة تحت الأنقاض في محافظة هاتاي جنوب تركيا.
وقالت السلطات التركية إن رجال الإنقاذ انتشلوا، أمس، امرأتين على قيد الحياة من تحت الأنقاض بعد أن حوصرتا لمدة 122 ساعة في كهرمان مرعش وديار بكر، وإجمالاً انتشل المنقذون 67 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض خلال 24 ساعة.
وذكرت قناة «تي.آر.تي» التلفزيونية التركية أنه تم نقل رجل وزوجته بمدينة آدي يامان جنوب البلاد إلى مكان آمن، بعد محاصرتهما تحت أنقاض منزل منهار أكثر من 128 ساعة، وشُوهد الرجل وهو يلوح للكاميرات، فيما تم انتشال أطفالهما الثلاثة جثثاً هامدة.
وتفقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، بعض المستشفيات ومراكز الإيواء في مدينة حلب السورية، وأعلن إحضار 35 طناً من المعدات الطبية الحيوية اللازمة للتعامل مع الحاجات الأساسية للمصابين المتضررين جراء الزلزال في سورية.
وقال غيبريسوس للصحافيين من مطار حلب الدولي، إن المنظمة ستواصل تقديم الدعم عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة، مشيراً إلى أن شحنة أمس هي الأولى، وستليها شحنة أخرى اليوم محملة بأكثر من 30 طناً مترياً.
وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لاسيما لناحية شلّ الخدمات الأساسية على غرار المياه. وقال: «الناس معرضون لأمراض الإسهال ومشكلات صحية أخرى، خصوصاً مشكلات الصحة النفسية».
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن قرابة 50% من المرافق الصحية في سورية خارج الخدمة، بينما تلك التي تعمل تشكو نقصاً في المعدات والطواقم الطبية والأدوية. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي: «الاحتياجات هائلة حقاً، ونحن حالياً قلقون بشأن هذه المرحلة الحادة والوقت الحرج».
وتعمل فرق من عشرات الدول ومنقذون ليلاً ونهاراً وسط أنقاض الآلاف من المباني المنهارة لانتشال الناجين المدفونين تحت الأنقاض، وفي درجات حرارة شديدة البرودة. ويدعو المنقذون لالتزام الصمت على نحو مستمر لإصغاء السمع والتقاط أي أصوات ناجين من بين أكوام الخرسانة المنهارة.
وفي تركيا وحدها لقي 21 ألفاً و848 شخصاً على الأقل حتفهم، وأصيب أكثر من 80 ألفاً آخرين، ولقي 3553 شخصاً آخرين حتفهم في سورية المجاورة، ليتخطى إجمالي القتلى 25 ألف شخص.