10 قتلى فلسطينيين و102 جريح في نابلس في عملية للجيش الإسرائيلي
قتل عشرة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 100 بجروح الأربعاء في عملية عسكرية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما دانت الرئاسة الفلسطينية العملية التي وصفتها منظمة التحرير بأنها "مجزرة".
وفي بيان له قال الجيش الإسرائيلي إنه قام "بتحييد ثلاثة مطلوبين مشتبه بهم متورطين في تنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات". وأكد أنه نفذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام "عمليات مكافحة إرهاب" جاءت نتيجة "جهود استخباراتية مركزة".
وبحسب بيان الجيش فإن المطلوبين "تحصنوا في شقة، وطلبت منهم القوات تسليم أنفسهم وبعد أن رفضوا وأطلقوا النار على القوات، عملت القوات على إحباط الخلية الإرهابية". وذكر الجيش أن الثلاثة هم حسام إسليم ومحمد عبد الغني ووليد دخيل، وجميعهم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتلهم.
وقال الجيش إنه لم يسجل إصابات في صفوفه، وصادر "ذخائر وسلاحين".
وفي إيجاز صحافي، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هكت أن القوات الإسرائيلية والمشتبه بهم "تبادلوا إطلاق النار، قمنا بتعظيم جهودنا في مرحلة ما، وأطلق الجيش صواريخ على المنزل".
دانت الرئاسة الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي" ووصفته بـ "الجريمة". وحملت الرئاسة وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير".
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، العملية الإسرائيلية في نابلس بأنها "مجزرة". وقال عبر حسابه على تويتر "مجزرة أخرى يرتكبها لاحتلال بعدوانه على نابلس صباح اليوم ويستبيح دم الأطفال والشيوخ ويهدم البيوت".
ودعا الشيخ المجتمع الدولي "للتدخل الفوري".
وفي إطار ردود الفعل دانت وزارة الخارجية الأردنية "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس".
وأكد المتحدث باسم الوزارة سنان المجالي "الموقف الأردني بضرورة وقف هذه الحملات، والعمل الفوري على وقف التصعيد" محذراً من" انعكاسات هذا التدهور على الجميع".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء "الشهداء" الذين تراوحت أعمارهم بين 16 عاما و72 عاما، بينهم مدنيون.
وأكدت الوزارة ارتفاع أعداد الإصابات إلى "102 إصابة، بينها 6 إصابات خطيرة على الأقل". وقالت إن بينها "82 إصابة بالرصاص الحي".
وقال المواطن مصطفى شاهين لفرانس برس "تفاجأنا الساعة 9,30 (بالتوقيت المحلي، 7,30 ت غ) بأصوات انفجارات وعلمنا بوجود قوات خاصة" إسرائيلية.
وأضاف "حوصرنا في المنزل بعدما دخل الجيش بأعداد كبيرة. بقينا نسمع أصوات إطلاق نار وانفجارات واستشهد شبان".
ورصد مراسل وكالة "فرانس برس" القوات الإسرائيلية خلال إطلاقها الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين أحرقوا إطارات ورشقوا مركبات الجيش العسكرية بالحجارة.
وأكد المراسل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة بعد نحو ثلاث ساعات.
وأظهرت لقطات فيديو شبان فلسطينيين يلقون الحجارة في اتجاه عشرات المركبات العسكرية الإسرائيلية أثناء انسحابها من المدينة.
وامتلأت الشوارع بالحجارة بينما تصاعدت أعمدة الدخان نتيجة إشعال الشبان للإطارات.
وفي بيان لها، نعت مجموعة "عرين الأسود" المحلية ستة من بين القتلى العشرة وقالت إنهم "من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس" ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش الإسرائيلي.
وكانت المجموعة قد أكدت في بيان سابق موجه إلى الفلسطينيين أن "أبطال عرين الأسود وكتيبة نابلس وكتيبة بلاطة يخوضون معركة شرف ودفاع عن وجودكم جميعا".
ودعت المجموعة الفلسطينيين أن "انزلوا إلى الشوارع، كبِّروا، احرقوا الأرض تحت أقدام الصهاينة".
وعرين الأسود مجموعة فلسطينية مسلّحة ينشط عناصرها عادة في أزقّة مدينة نابلس.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي "قائد سرايا القدس، كتيبة نابلس الشهيد محمد أبو بكر (عبد الغني)" الذي قضى في "معركة صمود ضد قوات الاحتلال المجرم" في نابلس.
وتدفق المواطنون إلى محيط مستشفى رفيديا الحكومي في انتظار أنباء عن أبنائهم وأهاليهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج فيه.
وأكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس محمد الخطيب بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.
ودعت لجنة التنسيق الفصائلي في الضفة الغربية إلى "الإضراب الشامل غدا الخميس غضبا على مجزرة الاحتلال في نابلس".