روسيا: الحديث الصيني عن «اليد الخفية» في أوكرانيا مجرد مزحة
قال الكرملين، أمس، إن الولايات المتحدة هي التي تحرك الصراع في أوكرانيا، مضيفاً أن وزير خارجية الصين كان يمزح عندما حمَّل «يداً خفية» مسؤولية المستجدات هناك، فيما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن السيطرة على مدينة باخموت الصناعية في شرق أوكرانيا أساسية لشن مزيد من الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين: «هنا نختلف على الأرجح مع رفاقنا الصينيين. هذه بالطبع مزحة. أتعلمون ما هي المزحة؟ إنها ليست يداً خفية، بل يد الولايات المتحدة الأميركية، هذه يد واشنطن».
وأضاف «واشنطن لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي، وتبذل ما في وسعها لتستمر في هذه الحرب. هذه يد ظاهرة (وليست خفية)».
وقالت موسكو مراراً إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستغلون أوكرانيا لشن حرب ضدها، غير أن كييف والغرب يرفضان ذلك ويقولان إن أوكرانيا تحارب من أجل البقاء في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال بيسكوف، مشيراً إلى مبادرة صينية لوقف إطلاق النار، إن موسكو على تواصل مستمر مع بكين وإن من الطبيعي أن يكون لدولة «قوية» مثل الصين رأي في الأزمات العالمية. من جانبه، أكد سيرغي شويغو، خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون أمس، أن السيطرة على مدينة باخموت أساسية لشن مزيد من الهجمات الروسية في دونيتسك.
وأضاف «تشكل هذه المدينة مركزاً دفاعياً مهماً للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية».
ومنذ الصيف الماضي، تشنّ القوات الروسية هجوماً عنيفاً دمّر أجزاء كبيرة من مدينة باخموت من أجل السيطرة عليها، لكنها لم تتمكّن بعد من السيطرة.
في الأسابيع الأخيرة، أحرز الروس تقدماً طفيفاً في المدينة ويبدو أنهم باتوا يسيطرون على مداخلها الشمالية والجنوبية والشرقية، ما يهدّد بتطويقها بالكامل.
وتقود قوات مجموعة فاغنر المسلّحة هذا الهجوم لكنها تسجّل خسائر كبيرة، وفق مؤسسها يفغيني بريغوزين.
وهذا الأخير في نزاع مفتوح مع القيادة العسكرية الروسية التي يتهمها بانتظام بعدم تقديم ذخيرة كافية لعناصره الذين يقاتلون على الجبهة في باخموت. من الجانب الأوكراني، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالته المصوّرة اليومية مساء الاثنين، أنّه أبلغ رئيس الأركان بوجوب إرسال تعزيزات للقوات التي تدافع عن باخموت، مجدّداً التأكيد على «عدم التخلّي عن أيّ جزء من أوكرانيا» لروسيا.
وأصبحت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفاً قبل الحرب، رمزاً للقتال بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبّدها كلا الطرفين.
وتتحدث أوكرانيا عن إعدادها لهجوم مضاد، فيما تنتظر وصول شحنات أسلحة غربية قريباً.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في أوكرانيا، أن الجيش قتل 154 ألفاً و830 جندياً روسياً في أوكرانيا خلال الفترة من 24 فبراير 2022 و7 مارس 2023، من بينهم 1060 جندياً خلال يوم الإثنين فقط، حسبما أفادت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) أمس.
وقال البيان، الذي نشرته هيئة الأركان العامة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن القوات الروسية تكبدت أكثر من 3000 دبابة و6000 مركبة مدرعة قتالية والمئات من الأنظمة المدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة والمروحيات والمركبات الآلية، إضافة إلى العديد من السفن الحربية والطائرات بدون طيار ووحدات المعدات الخاصة، كما تمكنت من إسقاط نحو 1000 صاروخ روسي طراز كروز.
وأفادت «يوكرينفورم» بأن القوات الجوية الأوكرانية شنت خلال يوم أمس وحده، 15 ضربة استهدفت المواقع الروسية، إضافة إلى ضربة جوية أخرى دمرت نظاماً للصواريخ المضادة للطائرات في موقعه.