فوز مفاجيء لتيار الاستقلال في انتخابات الصحافيين المصريين
في مفاجأة غير متوقعة في الشارع النقابي والسياسي المصري ، أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات الصحافيين المصريين ، فوز مرشح تيار الاستقلال خالد البلشي بمقعد نقيب الصحافيين المصريين في انتخابات التجديد النصفي 2023، حيث حصل على 2450 صوتا ، فيما حصل التالي له في قائمة الترشح ، والمحسوب على التيار الحكومي خالد مري على 2211 ، كما فاز بمقاعد المجلس المتنافس عليها في التجديد، جمال عبد الرحيم ، هشام يونس ، محمد الجارحي ، محمود كامل ، محمد السيد ، عبدالرؤوف خليفة، بما يشكل تطورا لافتا في الأداء المتوقع من النقابة في الفترة المقبلة، بحسب خبراء ومتابعين.
وكانت الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين المصريين قد شهدت في اجتماعها الأخير قبل التصويت أمس (الجمعة) برئاسة النقيب السابق ضياء رشوان نقاشات حامية حول أداء مجلس النقابة في دورته السابقة ، وميزانية النقابة ، كادت أن تؤدي إلى رفع الاجتماع وتأجيل الانتخابات ، إلا أنها انتهت إلى حل توافقي في اللحظات الأخيرة وهو قبول رفض الجمعية العمومية الموافقة على ميزانية النقابة التي قدمها المجلس السابق وإصدار قرار بإحالتها إلى الجمعية العمومية القادمة لمناقشتها، كما أصدرت الجمعية عدة قرارات أبرزها، تجديد رفض الجماعة الصحافية المصرية التطبيع مع إسرائيل ومحاسبة أي صحافي يخرج على القرار ، ومخاطبة النائب العام المصري مجددا للإفراج عن الصحافيين المحبوسين على ذمة قضايا الرأي بضمان من النقابة وصرف إعانة شهرية قدرها 2000 جنيه لأسرهم ، صرف بدل تكنولوجيا المعلومات لكل صحافي مقيد بالنقابة دون شرط الحصول على خطاب من صحيفته ، وزيادة ميزانيات المعاشات ، والتأميد على الحد الأدنى للأجور في العقد الثلاثي الذي يوقع عليه الصحافي ومؤسسته والنقابة.
وشهد اعلان النتيجة حالة من اللغط حيث تم تأجيلها لمدة نصف ساعة ، بعد مراجعات تراوحت بين فوز البلشي والاتجاه نحو الإعادة بين البلشي وميري ، انتهت بإصدار اللجنة القضائية للبيان النهائي .
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية ورئيس اللجنة القضائية العامة المشرفة على الانتخابات المستشار أحمد مرسي في البيان "إن إجمالي الحضور بلغ 5 آلاف و62 صوتا، وإن عدد الأصوات الصحيحة بلغ 4 آلاف و888 صوتا، فيما بلغ عدد الأصوات الباطلة 174 صوتا، وأن المرشح لموقع النقيب خالد البلشي حصل على 2450 صوت ، كما حصل المرشح خالد ميري على 2211 صوت ، وحصل سيد الإسكندرانى حصل على 79 صوتا، وحصل كل من المرشحين: أيمن عبدالعزيز على 32 صوتا، وسيد عبدالمعطى على 10 أصوات، وطلعت هاشم على 4 أصوات، وعبده مغربى على 38 صوتا، ومحسن هاشم على 33 صوتا، ومحمد مغربى على 4 أصوات، ونعيمة راشد على 10 أصوات، وياسر إسماعيل على 17 صوتا.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية ورئيس اللجنة القضائية العامة المشرفة على انتخابات نقابة الصحافيين: "سعدنا بتواجدنا لتأمين سير العملية الانتخابية للتجديد النصفى للنقابة، الصحافة هى السلطة الرابعة، وأعضاؤها هم أصحاب القلم، وحينما طُلب من النيابة الإدارية الإشراف على الانتخابات كنا لا نملك سوى الاستجابة، فلبينا ونحن محملون بإرادة قوية في تأمين سير العملية الانتخابية، والوقوف على مساحة واحدة مع الجميع.
وتابع مرسى: "في الحقيقة ومن شدة اهتمام الصحافيين وجدنا حضورا كثيفا من قبل أعضاء الجمعية العمومية للإدلاء بأصواتهم، قبل التصديق على اجتماع الجمعية العمومية وإعلان بدء التصويت وهو ما نتج عنه تذمر من قبل عدد كبير من الصحافيين، الأمر الذي استطعنا احتوائه، وانتظرنا وفقًا للقواعد الموضوعة".
وأضاف: "نحن حريصون على الرد على جميع التساؤلات والاستفسارات التي ترد إلينا، ويحسب لمجلس النقابة بالاتفاق مع الزملاء الذين وضعوا القواعد، أنهم لم يتركوا فرصة لأي تساؤل أو استفسار إلا وتمت الإجابة عنه".
وأوضح أن هدفهم من التواجد والإشراف، احترام القواعد الموضوعة لسير العملية الانتخابية، حتى نصل إلى بر الأمان، بنتيجة لا تحمل أي شك أو تشكيك.
وقال نقيب الصحافيين خالد البلشي بعد اعلان النتيجة "أن الفوز مشهدا ديمقراطيا ويبعث برسالة أمل إلى الجمعية العمومية بأننا كصحافيين يمكن أن نفعل الكثير، وكما قلت أثناء الحملة الانتخابية ، نعم معا نستطيع أن نعيد النقابة إلى أصحابها ، وان نجعلها نقابة لكل الصحافيين وليس لفريق وواحد ، نقابة للتفاوض ، وأتعهد أن اكون ممثلا لكل الصحافيين".
وقالت الصحافية عفاف أحمد أن "المنافسة في الانتخابات كانت شريفة ، وكانت عملية التصويت حقيقية ومعبرة عن وعي الجمعية العمومية للصحافيين".
وقال الصحافي محمد سليمان " أن فوز البلشي وهزيمة ميري ، المتنافسان الأوضح في الانتخابات ، حدث بسبب وجود مناخ عام راغب في التغيير بسبب مشاكل متراكمة للجماعة الصحافية وللمؤسسات الصحافية تبحث عن فكر وأداء جديد ، كما أن الجو الإعلامي السلبي الذي سبق الانتخابات شهد انحيازا من بعض المنصات وعدم الالتزام بالحيدة تجاه المرشحين الأمر لعب دورا مهما في حسم مواقف الكتلة الحرجة ، كما أن هناك تغييرا في تكوين العضوية ، وكلها عوامل لو لم تنته بفوز البلشي لكانت على الأقل ستنتهي بتعادله".
الجدير بالذكر أن نقيب الصحافيين الفائز ، خالد البلشي ، المحسوب على التيار اليساري فكريا وتيار الاستقلال نقابيا ، حاصل على بكالوريس الإعلام من جامعة القاهرة في منتصف التسعينات، والتحق بالعمل في مجلة روز اليوسف عام 1998 ، ثم الدستور عامي 2005 - 2006، وترأس تحرير صحيفة البديل منذ 2007 وحتى 2012 ، ثم ترأس تحرير عدد من الصحف مثل "البداية "، و "الوادي نيوز" ووقع "كاتب " وشغل موقع وكيل نقابة الصحافيين ورئيس لجنة الحريات في دورات نقابية سابقة ، كما حصل على جائزة "نيلسون مانديللا وحراسا ميشيل للحريات" عام 2017 ، ويرأس حاليا تحرير منصة موقع "درب" والتي اطلقها حزب التحالف الشعبي.